منوعات

49 يوماً قضاها تائهاً مع كوخه في عرض البحر ..هذا ما حصل مع الشاب الإندونيسي الذي جرفه المد

الحياة الدنيا لا تصفو لأحد من المصائب والأكدار، ولا تغدو مرتعا للهناء والعيش المريح على الدوام دون نغص ولا ألـ.ـم، فلا أمان من تقلباتها، وبشكل دائم كانت مسيرة البحث عن لقمة العيش مليئة بالتعب ومحفوفة بالمخـ.ـاطر.

فكل المهن لها مخـ.ـاطرها وتعبها وكذلك مهنة الصيد في البحر، حيث كانت أكثر الأفلام رعـ.ـبا هي الأفلام التي تتناول الغرق وأسماك القرش, وكثيرا ما نسمع عن اشخاص غرقوا في البحر فلاقوا المصير المجهول.

فماذا لو فجأة وجدت نفسك في عرض البحر وحيدا انت وقاربك وتلطمك الأمواج يمينا ويسارا.

وهذا تماماً ما حصل مع شاب في مقتبل العمر كان يعمل صيادا فعلى الرغم من أن اليأس كان يصيبه أحيانًا إلا أنه ظل منتظرا شعاع الامل الذي سيجلو ظلمات ايام فتكت به.

ولكن هل من الممكن لإنسان أن يتحمل 49 يوم في عرض البحر دعونا في هذا المقال نتعرف على قصة هذا الشاب الأقرب للخيال!

في كل مرة كان يرى فيها سفينة تمر بمحاذاته كان يأمل في أن يتم إنقاذه، لكن أكثر من عشرة سفن مرت دون حتى أن تلحظ وجوده.

ينحدر هذا المراهق بطل قصة مقالنا هذا  من (سولاوسي) في أندونيسيا حيث كان يعمل كحامل أضواء على متن مصيدة عائمة لصيد الأسماك، ويقوم حاملو الأضواء هؤلاء مثل صديقنا هنا المسمى (أديلانغ) بجذب الأسماك إلى المصيدة من خلال تشغيل أضوائها.

عمل (أديلانغ) على هذه المصيدة العائمة منذ كان يبلغ من العمر 16 سنة، وفي كل أسبوع كان هناك شخص من شركة صيد الأسماك يأتي ليحصد ما أتت به تلك المصيدة من أسماك، ويدفع أتعاب (أديلانغ) بالمؤونة والغذاء الذي يكفيه لمدة أسبوع آخر.

حيث يعتبر كوخ صيد الأسماك العائم الذي يعمل عليه (أديلانغ) واحداً من بين 50 كوخاً منتشرا في مياه مدينة (مانادو) الساحلية وعاصمة مقاطعة (سولاوسي) الشمالية في أنودنيسيا، وكان يتم إرساء هذه الأكواخ العائمة باستعمال حبال طويلة تربط نهايتها الأخرى بقاع المحيط بالقرب من الشاطئ.

تنفلت أحيانا في منتصف شهر يوليو هذه الحبال بسبب الرياح القوية والأمطار الغزيرة والعواصف، وهو ما كان قد حدث لـ(أديلانغ) بالضبط فانجرف كوخه العائم إلى عرض المحيط حيث بقي هناك ينجرف تائها لمدة 49 يوماً كاملة، وعندما عثر عليه أخيرا، كان قد انجرف بعيدا عن الشاطئ بمسافة 125 كيلومترا.

وقد تم تحديد موقع هذا الشاب التائه بفضل جهاز راديو كان صديق له قد منحه إياه في وقت سابق من أجل أن يستعمله في حالة تاه في البحر.

وكان (أديلانغ) لا يملك من المؤونة من طعام وماء إلا ما يكفيه لسد رمقه لبضعة أيام فقط، وكان قد نجا خلال تلك الأيام التسعة والأربعين التي قضاها وحيدا في عرض المحيط من خلال صيد السمك وطهوه على بعض الأخشاب التي تكوّن منها كوخه.

وكان يقوم بتصفية مياه البحر باستعمال قماش ثيابه من أجل إزالة أكبر قدر من الملح منها، وكان لا يملك معه من الأغراض الأخرى سوى نسخة من الإنجيل، وجهاز راديو صغير، الذي قال عنه بأن صديقاً له منحه إياه لاستعماله في حالة ضاع في البحر.

الصبي (أديلانغ) لدى العثور عليه من طرف السفينة البانامية بفضل جهاز راديو كان قد أعطاه إياه صديق له ليستعمله في مثل هذه الحالات

صرحت القنصلية الأندونيسية في (أوزاكا) باليابان بلسان (فجر فردوس)، وهو دبلوماسي لدى القنصلية، أن عشرة سفن مرت بالقرب من (أديلانغ) عندما كان تائها في البحر قبل أن تتمكن أخيرا سفينة بانامية من رؤيته وتحديد موقعه وإنقاذه في نهاية المطاف بالقرب من منطقة تسمى (غوام) التي تقع في غرب المحيط الهادئ في الـ31 أغسطس.

تلقى (أديلانغ) الرعاية الطبية اللازمة لدى وصوله إلى اليابان قبل إعادته إلى موطنه وعائلته في أندونيسيا.

حاول (أديلانغ) في البادئ لفت انتباه السفينة إليه من خلال التلويح بقميصه في الهواء، وبعد فشل هذه الطريقة، قام بإرسال رسالة استغاثة عبر جهاز الراديو الآنف ذكره، والتقطت بعد ذلك السفينة إشارة رسالة الاستغاثة وتمكنت من تحديد موقعه بعدها.

قام طاقم السفينة بالاتصال بخفر السواحل في (غوام) بعد إنقاذهم لـ(أديلانغ)، وبما أن السفينة البانامية التي تحمل اسم MV Arpeggio كانت تسير باتجاه اليابان، تقرر تسليمه لمسؤولي القنصلية الأندونيسية بمجرد وصول السفينة إلى (توكوياما) في السادس من سبتمبر.

في حوار له مع القناة الإخبارية المحلية (تريبيون مانادو)، قال (أديلانغ): ”فكرت في أنني سأموت هناك“، كما أنه بدأ حتى يفكر في الانتـ.ـحار خلال محنته في عرض البحر التي دامت 49 يوما كاملا، لكنه قال بأنه تذكر أن والديه علماه أن يصلي خلال الأوقات العصيبة، وهو بالتحديد ما فعله.

الجدير بالذكر أن (أديلانغ) تلقى الرعاية الطبية اللازمة قبل أن يتجه جواً إلى موطنه وعائلته في أندونيسيا في الثامن من سبتمبر، وهو الآن في صحة جيدة.

وفي نهاية المقال لا يسعني القول الا” يلي الو عمر فعلا ما بتقتلو شدة” كما يقولون!

المصدر: موقع ati + ترجمات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى