في وسط كل هذه التوترات والمشاكل التي تحيط بالمنطقة، يفكر الكثير من الناس بحفظ مدخراتهم المالية عن طريق شراء الذهب، فالذهب هو الملاذ الآمن الذي سيحافظ على قيمته حتى لو قامت حرب عالمية ثالثة.
لكن قرار شراء الذهب ليس بهذه السهولة بالنسبة للجميع، إذ تأتي مسألة الخسارة المترتبة نتيجة أجرة الصياغة في مقدمة العقبات التي تمنع الناس من شراء المعدن الثمين، خصوصًا أنه ليس بإمكان الجميع شراء السبائك أو الأونصات. وفي سوريا على سبيل المثال، يمتنع العديد من الصاغة عن بيع الليرات الذهبية.
في هذا الصدد، يقول التجار وصناع المشغولات الذهبية، إن قرار شراء الذهب بغرض الاستثمار يخضع لعدد من المعايير أهمها ألا يخسر المستثمر تكلفة المصنعية التي يدفعها لكل جرام عند إعادة بيعه، وهي أبرز الأزمات التي تقلص الربح خاصة في الكميات الصغيرة.
وينصح “نادي نجيب”، سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية سابقا، في حديثه مع موقع “مصراوي”، أنه من الأفضل لمن يريد الاستثمار في الذهب أن يبتعد عن شراء المشغولات ذات المصنعية المرتفعة، وأن يتجه أكثر لشراء السبائك الخام أو الذهب المستعمل أو الكسر.
وأضاف: “الذهب المستعمل هو مشغولات اشتراها التاجر من زبون ثم يعيد بيعها لزبون آخر، مقابل هامش ربح صغير قد يتراوح بين خمسة إلى عشرة جنيهات، وهي بالطبع أفضل من شراء ذهب جديد بمصنعية ترتفع كلما كانت القطعة متقنة”.
وأشار إلى أن “الذهب المستعمل هو غير محمل بضريبة الدمغة التي تفرض على بيع القطع الجديدة، كما أن مشتري الذهب المستعمل لا يخسر عند بيعه ويستفيد من الارتفاعات التي تحدث في سعر الجرام”.
الذهب الكسر أم الذهب المستعمل؟
في نفس السياق، يقول “رفيق عباس” رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، إن الناس يلجؤون لشراء الذهب لاستخدام مزدوج “زينة واستثمار”، وفي هذه الحالة يفضلون شراء ذهبٍ جديد كي يتمكنوا من استخدامه وقت الحاجة.
وذكر أنه إذا كان الهدف من الشراء هو الاستثمار فقط، فحينها يكون الأفضل شراء الذهب الكسر، وهذا يختلف عن الذهب المستعمل، لأن الذهب المستعمل قد يكون بحالة جيدة، ويحتاج لعملية تلميع وتنظيف وهي تكلفة يتم تحميلها على المستهلك عند الشراء، لكن “الذهب الكسر” هو ذهب به عيوب ويتم شراؤه على حالته للاحتفاظ بالقيمة فقط.
ويشرح “عباس” أن أهم ميزة في شراء الذهب الكسر أنه يكون أغلى بمبلغ بسيط فقط عن سعر الجرام العادي، وهذا مكسب التاجر. وبعد فترة يمكن لمن اشتراه بيعه مرة أخرى والاستفادة من الزيادة في السعر، لكن مشكلته أنه لا يمكن التزين به خلال فترة التخزين.
الذهب الكسر في سوريا:
أصدرت الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات في دمشق، في وقتٍ سابق من العام الماضي، قرارًا يقضي بمنع بيع الذهب المذوّب (الكسر) لأي شخص غير حرفي.
لكن تجار مدينة حلب بالأخص وعموم تجار سوريا، الذين لجأوا لشراء الذهب المذوّب بكميات تتجاوز الـ 20 كيلوغرامًا، بعد انخفاض قيمة الليرة السورية بشكل كبير حينها، والتهديد بالملاحقة الأمنية في حال حيازة أوراق نقدية من فئة الدولار، لا يبدون الرغبة بالتوقف.
وتبرز أهمية الذهب الكسر في سوريا من كونه مخزن القيمة الوحيد تقريبًا بالنسبة للمواطن العادي، خصوصًا مع التشديدات الحكومية التي تهدف إلى إجبار الناس على الاحتفاظ بمواردهم بالليرة السورية قدر الإمكان.
نصائح عند بيع الذهب الكسر:
يجب أن تقوم بتحديد عيار ووزن الذهب المباع قبل الذهاب إلى الصاغة، لأن بعض التجار قد يغشون في الوزن أو العيار.
اختيار محل أو صائغ ذو سمعة طيبة، معروف بالأمانة.
إذا كانت المشغولات الذهبية تحتوي على فصوص فيجب التأكد من نوعها، حتى تكون على علم ما إذا كان سيتم نزعها، أو وزنها مع الذهب، ويفضل الذهاب إلى المحل الذي قمت بالشراء منه.
قبل البيع يمكن أن تسأل أكثر من محل للذهب، لمعرفة أعلى سعر، لأنك ستجد الكثير من الاختلافات بين الباعة.
لا توجد أي ضريبة أو مصنعية تضاف على الذهب الكسر أو المستعمل، لأن المصنعية على الشراء فقط، وسوف تخسرها عند البيع.
تجنب بيع الذهب الكسر، في أيام إجازة الصاغة لأن البعض يستغل المضطرين.
المصدر: الليرة اليوم