ليس لها أية نوافذ على الإطلاق عكس باقي الأبنية المجاورة ..ما هو سر ناطحة السحاب غريبة الشكل وسط نيويورك
في ظل الصراع المستمر منذ عقود بين قطبي السياسة في العالم روسيا وأميركا, هذا الصراع الذي تعددت ملامحه و واجهاته سياسيا واقتصاديا وعسـ.ـكريا..
والجدير بالذكر أن كلاهما بات يسعى بشكل مستمر لتطوير نفسه في كافة مجالات المواجهة.
ولكن تقول دراسات عالمية أنه غالباً ما تتفوق الولايات المتحدة على روسيا في مجال الاتصالات وتكنولوجياتها.
فمنذ بداية الحـ.ـرب الباردة طورت الولايات المتحدة نفسها بشكل كبير في مجال الاتصالات وتأمين كل اللوجستيات اللازمة للمحافظة على هذا التفوق..
وفي هذا السياق كان لدى القيادة الأمريكية لغز وسر قديم الأزل ألا وهو ناطحة سحاب شيدت في نيويورك, لكن الغريب فيها أنها كانت من دون نوافذ أو فتحات في هيكلها..
فماهي صلة ناطحة السحاب هذه بالاتصالات الأمريكية؟
هي ناطحة السحاب “Long lines Building” المبنية في مدينة نيويورك الأمريكية، والتي تميّزت عن كل ناطحات السحاب في العالم بأنها تخلو من النوافذ (عدا في طابقيْن فقط للضرورة)!
في الجزء الشمالي من شارع Church بين شارعي توماس وشارع و ورث بمدينة نيويورك، والمعروف أيضًا باسم شارع “33 Thomas Street”، تقع ناطحة السحاب “Long lines Building”، أو ما يعني “مبنى الخطوط العريضة”.
وهو مبنى أقل ما يُوصف به بأنه غريب الأطوار، يضم 29 طابقًا وتُخزّن فيه كافة مستلزمات الحياة الضرورية ما يكفي لإبقاء 1500 شخصًا على قيد الحياة مدة أسبوعين دون الحاجة للخروج أو الحصول على إمدادات خارجية.
كما يُخزّن المبنى حوالي 250 ألف جالون من الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.
ويُعتبر المبنى مركزًا لحفظ خطوط الاتصالات الدولية والكابلات، حيث يحتوي على نظام أساسي يُستخدم للمسافات الطويلة، وهو بمثابة بوابة التبديل الرئيسية التي تصل بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم.
بالنسبة للتصميم، فهو من بنات أفكار المهندس المعماري “كارل وورنيك”، وصممه بهذه الطريقة بلا نوافذ لحمايته من خطر آثار الهجوم النووي المحتمل في فترة الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا.
ما يعني أن الهدف من بنائه بهذه الطريقة ليس حماية البشر، إنما حماية أجهزة الاتصال والتواصل والكابلات الطويلة، حتى أن البعض صنّفه بالمبنى الأكثر حمايةً في الولايات المتحدة.
وتم بناء المبنى في عام 1969م وافتُتح في عام 1974م، ويصل ارتفاعه إلى 167.5 مترًا، بارتفاع 5.5 للطابق الواحد.
وبقي المبنى على حاله منذ تشييده حتى اليوم باستثناء تغيير واحد فقط، وهو تحويل بعض الأماكن المتوافرة فيه إلى مركز لحفظ المعلومات المهمة.
وعلى الرغم من أن المبنى مُعتم وغير ظاهر أمام المباني الأخرى، إلا أنه لفت الكثير من الأنظار إليه.
وقد وصفه الناقد المعماري بول غولدبرغر في مقالة نشرها بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: (لهذا المبنى سحره الخاص فهو ليس كباقي مباني شركات الاتصالات التي أعرفها والتي تكون غالبًا عبارة عن صناديق تحوي أجهزة إلكترونية؛
بل هو بما فيه لديه جاذبية مميزة تجعلك تراه وبنفس الوقت لا تراه).
المصدر: وكالات