‘سريع النمو” ..الكشف عن نجم زائف يلتهم ما يعادل شمسًا كاملة كل يوم
اكتشف فريق من علماء الفلك بجامعة أستراليا الوطنية نجمًا زائفًا (كويزار) يُعد الأكثر سطوعًا على الإطلاق في السماء.
ووفق دراسة نشرتها دورية “نيتشر أسترونومي” (Nature Astronomy)، اتضح أن “هذا النجم الزائف نهم لالتهام المادة بشكل غير مسبوق”.
والنجم الزائف عبارة عن ثقب أسود عملاق سريع النمو، يلتهم المادة بشكل دائم، وحينما يفعل ذلك فإن المادة المتزاحمة خارجه تحتك بشدة وتطلق إشعاعًا نرصده كوهج شديد.
يقول عالِم الفلك كريستيان وولف -الباحث الرئيس للدراسة- في تصريحات لـ”نيتشر ميدل إيست”: باستخدام التلسكوب الكبير جدًّا التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، تبيَّن أن “هذا النجم الزائف المسمى J0529-4351 يضيء بمقدار 500 تريليون شمس، ما يعني أنه أكثر سطوعًا من مجرة درب التبانة بـ20 ألف مرة، هذه الكمية المذهلة من الطاقة لا يتم إطلاقها
إلا إذا كان الثقب الأسود يأكل من المواد كل يوم ما يعادل كمية الشمس”.
إن النجوم الزائفة تظهر في صور التلسكوبات مثل النجوم تمامًا، لذا كانت بمنزلة تحدٍّ للعلماء منذ رصدها للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي، لكن “وولف” أوضح أن العلماء استفادوا من بيانات ذات جودة ممتازة وفرتها بعثتان فضائيتان أجرتا مسوحات للسماء بأكملها، إحداهما هي مهمة وكالة الفضاء الأوروبية “غايا”، والثانية هي
مستكشف “وايز” التابع لوكالة ناسا، والذي يعمل في نطاق الأشعة تحت
الحمراء المتوسطة.
ووفق الدراسة، فإن هذا النجم الزائف نشأ بعد الانفجار العظيم بحوالي 1.8 مليار سنة فقط، وهي فترة
مبكرة نسبيًّا تدفع العلماء للتساؤل عن الكيفية التي نشأت بها مثل تلك الأجرام.
ويبدو أن هناك ثقوبًا سوداء عملاقة نشأت بعد نصف مليار سنة من الانفجار العظيم، وهي ضخمة جدًّا بحيث لا يمكن أن تكون قد تكونت من بقايا النجوم المنهارة، “وسيكون مثيرًا إجراء مزيد من البحث في هذا الأمر على مدى العقود القادمة”، وفق وولف.
المصدر: Nature Middle East