عمرها 12 ألف سنة.. اكتشاف دليل على أقدم الثقافات الحية في العالم
عثر علماء آثار أستراليون على مكتشفات أثرية جنوب شرق أستراليا، تمثل أقدم دليل أثري لطقوس الأمم الغابرة تم توثيقها علمياً، وتثبت هذه المكتشفات أن دولة أستراليا ليست أحدث الدول المكتشفة في العالم، بل هناك سكان أصليون عاشوا في هذه الأرض على مدى 500 جيل ماضٍ، أي نحو قبل 12 ألف عام.
اكتشاف آثري غير مسبوق
بدوره، أوضح الباحث الأسترالي وعالم الآثار برونو ديفيد، أنه لا وجود لأي دليل أثري على وجود حضارة أقدم من هذه الفترة، ما يعني أن هذا اكتشاف أثري غير مسبوق في التاريخ.
وأبان، أن عمليات الحفر التي حدثت في كهف “كلوغ” الواقع عند سفح جبال الألب الأسترالية، تمت تلبية لدعوة من شيوخ قبيلة “غوناي كورناي”، وهم السكان الأصليون لأستراليا، بهدف تسليط الضوء على التراث الثقافي الغني لهذه القبيلة.
قطع أثرية من حضارة غابرة
وبحسب علماء الآثار، فقد أظهرت الحفريات أن هذه الأمة الأسترالية شكلت واحدة من أقدم الثقافات الحية في العالم، حيث تضرب جذورها وأصولها في عمق التاريخ القديم بما يتجاوز 500 جيل إلى الوراء.
وعثر خلال عمليات الحفر على مدفأتين صغيرتين، تحتوي كل منهما على عصا ذات شكل واحد مصنوعة من نبات خشبي، وبعد التحليل ظهر أن العَصَوَين ملطختان بدهون حيوانية أو بشرية، وتبيّن أنهما تعودان إلى ما قبل 12000 سنة على التوالي، وهو ما يتوافق تقريباً مع نهاية العصر الجليدي الأخير في الكرة الأرضية، دون العثور على أي دليل للطبخ أو التدفئة في الموقع.
لحظات مجمدة من الزمن
وقال المؤلف المشارك في الأبحاث، راسل موليت، “إنها لحظات مجمَّدة في الزمن، ومثيرة للفضول، لدرجة أننا تساءلنا عما كان يحدث في الكهف”.
وقد قادته سنوات من البحث إلى روايات إثنوغرافية لألفريد هويت، عالِم الأنثروبولوجيا الأسترالي في القرن الـ19، المتخصِّص في ثقافات السكان الأصليين، وبقيت بعض ملاحظات هويت التي لم تُنشر محفوظة في متحف، وتعيَّن على راسل موليت التفاوض معه بشكل حثيث لاستعادتها.
طقوس اندثرت
وكشف، أن توارث المعلومات حول الحضارات انقطع عندما وصل المستوطنون الأوروبيون إلى المنطقة في ستينيات القرن التاسع عشر، وتم الاعتداء على شعب غوناي كورناي ونقلوا إلى المعتقلات، فتفككت العائلات ومُنعت القبيلة من ممارسة ثقافتها أو التحدث بلغتها.
ووصف بقاء هذه القطع الأثرية بحالة سليمة بالأمر المذهل، لأنها تحكي قصة التاريخ الضارب في القدم، وتذكر بجذور الثقافة الحية المرتبطة بالأسلاف.