باتت محاولات العلماء والباحثين في البحث عن حلول نظيفة لتوليد الطاقة، شغلهم الشاغل مؤخراً.
وتنافست الدول المتقدمة صناعياً وعلمياً لإحراز الأولوية في إيجاد حلول صديقة للبيئة.
وفي هذا الصدد، أعلنت الصين عن إنشاء أضخم محطة لتوليد الطاقة الخضراء في العالم، والتي ستغطي مساحة تقارب 450 هكتارًا، وستتمكن من توليد حوالي 25 جيجا واط من الطاقة الكهربائية سنوياً، مما يجعلها أكبر مشروع لتوليد الطاقة الخضراء في العالم.
ووفقاً لتقرير نشره موقع “يورونيوز”، فإنه بمجرد إتمام هذه المهمة، ستتمكن القاعدة التي تبلغ طاقتها الإجمالية المركبة 16 مليون كيلوواط، من نقل حوالي 40 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء إلى منطقة بكين- تيانجين- خبي في كل عام، بدلاً من استخدام نحو 6 ملايين طن من الفحم إضافة إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 16 مليون متراً مكعباً.
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الصين للتخلص من الاعتماد على الوقود الأحفوري والانتقال إلى الطاقة النظيفة والمستدامة، وتحقيق الأهداف البيئية المتفق عليها دوليًا، وتمثل هذه المحطة الخضراء خطوة هامة في تحقيق هذه الأهداف.
ويقع المشروع الذي بدأت السطات بتشييده في 28 ديسمبر/كانون الأول 2022 في منطقة صحراء غوبي والمناطق الصحراوية الأخرى، مثل منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم في شمال الصين.
وقال تشين شيتشنغ، مدير الموقع التابع لشركة China Three Gorges Corporation، إن الشركة تعمل على إنهاء هذا المشروع وتوليد الطاقة المتصلة بالشبكة بحلول نهاية هذا العام.
وأضاف شيتشنغ “نحاول بناء وتطوير المشروع التجريبي لقاعدة غوبي بأقصى سرعة، لقد قمنا بجرف حوالي 466.7 هكتاراً من الأرض”.
وتابع: “في الوقت الحاضر، تعمل في المكان 120 آلة بناء ويمكنها جرف حوالي 13.3 هكتار من الأرض يومياً”إلى.
وتعتمد المحطة على تقنية الطاقة الشمسية المركزة، حيث تستخدم مجموعة من المرايا الضخمة لتجميع أشعة الشمس وتوجيهها إلى برج مركزي يحتوي على سائل تبريد، ويتم تحويل الطاقة الحرارية إلى طاقة كهربائية من خلال محركات البخار.
وتعد تقنية الطاقة الشمسية المركزة واحدة من تقنيات توليد الطاقة الخضراء الواعدة، حيث تمتاز بكفاءة عالية في توليد الطاقة الكهربائية، وتوفر طاقة نظيفة ومتجددة، وتساعد في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتلوث الهواء.
وتعتبر الصين من بين الدول الرائدة في توليد الطاقة الخضراء، حيث تمتلك أكبر سوق للطاقة الشمسية والرياح في العالم، وتتطلع الصين إلى تحقيق هدفها في توليد 35% من الكهرباء الوطنية من مصادر الطاقة الخضراء بحلول عام 2030.
ومن المتوقع أن تساهم هذه المحطة الخضراء في تحقيق هذه الأهداف وتحقيق الاستدامة البيئية، وتقليل الانبعاثات الضارة والتلوث الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء.
وتشير الدراسات إلى أن الاستثمار في الطاقة الخضراء يمكن أن يساهم في تحقيق الأهداف البيئية المتفق عليها دولياً، ويحقق مكاسب اقتصادية واجتماعية، ويعزز الاستدامة البيئية والتنمية المستدامة.
وليس فقط في الصين، وإنما في الدول المجاورة لها، ثم لتشمل جميع دول العالم، سنرى تقدماً ملحوظاً في الطاقة الخضراء.
