ناسا تستعد لإرسال مركبتها الفضائية “دراغون فلاي” إلى قمر تيتان أكبر أقمار زحل
تستعد ناسا لإطلاق مركبتها الفضائية دراغون فلاي، التي سترسل مركبة هبوط آليةً متحركةً ذات مروحيات تسمى الطائرة ذات الأجنحة الدوارة إلى قمر تيتان؛ لاستكشاف ذلك العالم الغريب، وتقييم قابليته للسكن الميكروبي واستكشاف الكيمياء العضوية في تيتان.
قمر تيتان هو أكبر أقمار زحل، وهو القمر الوحيد المعروف أن له غلافًا جويًا كثيفًا، إضافةً إلى أنه يحتوي على بحيرات من الهيدروكربونات السائلة داخله في المناطق القطبية. إذ يتميز بوجود كيمياء غنية ومتنوعة بالكربون على سطحه الذي يسيطر عليه الجليد المائي، مع عدد قليل من الفوهات الصدمية، ما يجعله هدفًا ذا أولوية عالية لعلم الأحياء الفلكي.
من المقرر أن يصل المسبار إلى أكبر أقمار كوكب زحل عام 2034، وسيهبط في حقل شانغريلا -واحد من حقول الكثبان الرملية المظلمة في تيتان- بالقرب من فوهة سيلك؛ وهي فوهة صادمة جيولوجيًا يبلغ قطرها 90كم (56 ميلًا).
يصف الباحثون تلك المنطقة بأنها منطقة رائعة علميًا وتستحق الاستكشاف، إذ تحتوي على مزيج من المركبات العضوية. وقد حددت دراسة جديدة ستة أجزاء من المنطقة مكانًا من المحتمل أن تغطيه كثبان رملية، وأرض جليدية متكسرة. يمكن اختبار تلك النماذج والفرضيات بواسطة المسبار بمجرد هبوطه في المنطقة.
تقول عالمة الكواكب ليا بونفوي من جامعة كورنيل في نيويورك: «ستهبط مركبة دراغون فلاي في منطقة استوائية جافة من تيتان، تمطر غاز الميثان السائل في بعض الأحيان، لكنها أشبه بصحراء على الأرض. إذ توجد فيها الكثبان الرملية، وبعض الجبال الصغيرة. ننظر عن قرب إلى موقع الهبوط، وهيكله، وسطحه».
لدى الباحثين تخمينات حول أجزاء من سطح تيتان، من تحليل مفصّل لصور الرادار التي التقطها مسبار كاسيني. فنظروا في الطريقة التي تتغير بها إشارات الرادار، وانعكاسها من زوايا مختلفة (تُعرف تقنيًا بمنحنيات التشتت، أو التبعثر الخلفي). ونظرًا لدقة صور كاسيني التي تبلغ حوالي 300 متر فقط لكل بكسل، فقد حلّل الفريق أيضًا البيانات التي جمعها مسبار هويجنز الذي وصل إلى جنوب موقع الهبوط المحتمل الجديد.
ما تزال العديد من التفاصيل مثل ارتفاع فوهة سيلك وشكلها أكثر من مجرد تقديرات حتى الآن، ما يعني وجود الكثير من التحليلات التي يجب عملها من الآن وحتى عام 2034.
يقول عالم الكواكب أليكس هايز من جامعة كورنيل: « على مدى السنوات العديدة القادمة سنشهد اهتمامًا كبيرًا بمنطقة فوهة سيلك».
مركبة دراغون فلاي هي مركبة تشبه المروحية تعمل بطريقة مشابهة للدرون (طائرة دون طيار) عندما تصل إلى منطقة الهبوط. ومن المخطط أن تزن حوالي 450 كيلوغرامًا، مع ثمانية دوارات يبلغ قطر كل منها حوالي المتر (3.3 قدمً).
ستعمل المركبة بسرعة قصوى تبلغ 36 كيلومترًا في الساعة، في ظل الرياح المنخفضة، والغلاف الجوي منخفض الجاذبية. كذلك فأن غلافه الجوي الكثيف يسمح بدفع دوار فعّال، ما يؤدي إلى رحلات أطول وأبعد عن موقع الهبوط الأولي.
إن قمر تيتان الجليدي يمكن مقارنته من نواح كثيرة بالأرض المبكرة جدًا، على الرغم من اختلاف طبيعته عن الأرض؛ مثل وجود الكثبان الرملية المرتفعة التي يشكل وجودها غموضًا في حد ذاته، ويمكن أن يقدم أدلةً على كيفية نشأة الحياة على الأرض. لذا يأمل العلماء بمعرفة المزيد عن كوكبنا بالإضافة إلى قمر زحل، ومن المتوقع أن ينمو فهمنا لتيتان أكثر بالطريقة نفسها التي أظهر بها المسبار كيريوسيتي الكثير عن المريخ بمجرد وصول مركبة دراغون فلاي إليه.
المصدر: أنا أصدق العلم