من خلال التقاط إشارات راديوية غريبة من الفضاء ..باحثون يحاولون العثور على أدلة عن حضارات فضائية خارج كوكب الأرض
هل المخلوقات الفضائية موجودة؟ غالبًا نعم! إن الكون واسع وقديم، وبالطبع موقعنا فيه ليس خاص بشكل كبير، لذا فإن وجود حياة هنا على كوكبنا يرجح أيضًا وجود حياة في مكانٍ آخر لم نعرفه بعد.
إنها لفرضية واسعة جدًا، إن مثال واحد فقط لكائنات حية شبيهة بالبكتيريا المتحجرة القديمة على بعد خمس تجمعات نجمية عملاقة سيكون كفيلًا بالقول: «نعم! هناك كائنات فضائية» قد نعثر عليها بطريقة ما.
التنصت على الاتصالات
أفضل طريقة للبحث عن المخلوقات الفضائية هي أن نبحث عن إشارات ودلائل تقنية، إلى أن نتمكن من إرسال العلماء إلى مجرات أخرى.
من هم بالضبط؟ لا نعرف طبيعتهم بعد، لكن يمكننا التخمين قليلًا.
فمثلًا عند استخدام الراديو للتواصل، تنتج إشارات مختلفة عن طبيعة الطاقة التي تنتجها النجوم.
من المنطقي أن نفترض أن المخلوقات الفضائية تتواصل معًا بطريقة مشابهة، لذا نبحث عن إشارات راديوية غريبة من نقاط ثابتة في الفضاء.
الاستشعار الراديوي، أو أي محاولة علمية للكشف عن إشارات تقنية غير بشرية يُسمى: البحث عن ذكاء خارج الأرض «SETI».
الجهود المبذولة في ذلك تقوم بها منظمات مثل «SETI» و«Breakthrough Listen».
للعلماء دور جوهري في تحليل البيانات في أثناء جمعها، وأحيانًا يضعون ملاحظاتهم الخاصة حول الاكتشافات المتوقعة.
توجد عدة توقعات محتملة، لكن حتى الآن لكن لم يتأكد أي منها. هذا ليس بغريب بما أن كوننا كبير وقديم، إنها فقط مسألة حجم العينة.
كما أوضح جيل تارتر، فإنك لو جمعت كوبًا من مياه المحيط وبحثت فيه عن سمكة فغالبًا لن تجدها، كلما بحثنا أكثر و أمضينا الوقت بمحاولة تطوير التكنولوجيا زادت لدينا احتمالات الاكتشاف.
هل المخلوقات الفضائية قريبة؟
غالبًا هي ليست قريبة لنفس السبب في أن الكون واسع وقديم، سنحتاج إلى تكنولوجيا أكثر تطورًا مما لدينا لنتمكن من البحث خارج نظامنا الشمسي.
يمكن البحث عن ذكاء فضائي بالبحث عن الأمواج الراديوية والبصرية والجذبوية.
هل علينا دراسة الأمر؟ حتى ولو لم نجد المخلوقات الفضائية فلا يزال هناك الكثير لنتعلمه من خلال بحثنا هذا.
علينا أولًا تحديد حجم النظام الشمسي. يدور كوكب نبتون حول الشمس بمتوسط قدره 30 وحدة فلكية، وتبعد سحابة أوربتس عن الشمس مسافة قدرها مئة ألف وحدة فلكية، ما يزيد الاختلاف في حجم البحث على نحو 37 مليار.
للمقارنة، لو كُلفت بالبحث عن مخلوق فضائي في نيويورك، ونسيت أن تسأل هل المقصود هو المدينة أو الولاية، فسيختلف نطاق البحث 180 فقط.
توجد حالة خاصة في مفارقة فيرمي وهي التخفي، أي لو كان الفضائيون هنا سيتخفون حتمًا، سواءً بسبب انطماس آثارهم أو بسبب خمول أجهزة الاستشعار أو أن تقنياتهم غير مرئية بالنسبة إلينا، الاحتمال الأخير هو أنهم غير موجودين أصلًا.
مشروع غاليليو
أسس آفي ليوب وفرانك لوكين من جامعة هارفارد مشروع غاليليو في يوليو سنة 2021 وهو أول برنامج بحث علمي للبحث عن آثار فضائية قريبة من الأرض.
غالبًا ما يُستخدم مصطلح الحضارات التكنولوجية خارج الأرض «ETCs» بدلًا من الذكاء خارج الأرض «ETI»، وهو نفس المبدأ تقريبًا لكن دون الحكم على ذكاء المخلوقات الفضائية وفقًا للمعايير البشرية.
أضاف فريق غاليليو باتساق كبير نبرة عقلانية للخطاب حول زيارة الفضائيين، فمثلًا التزموا باختبار الفيزياء المعروفة وتحليل البيانات الجديدة فقط.
تبعًا للنتائج، فإن مشروع غاليليو هو مشروع حيادي هدفه الوحيد هو جمع وتحليل البيانات بطريقة موثوقة وقابلة للتكرار، هذا متوقع وطبيعي بالنسبة إلى العلم لكنه أيضا حاجة ملحة وأمل بالنسبة للمهتمين بالمخلوقات الفضائية القديمة.
المسارات التجريبية لمشروع غاليليو:
- تصوير الظواهر الجوية الغامضة بالأشعة تحت الحمراء والراديو والنطاقات البصرية وتسجيل البيانات الراديوية. صمم الفريق وأنشأ ونشر معدات المراقبة والذكاء الإصطناعي لجمع وتحليل البيانات.
- اللقاء مع الأجرام بين النجمية المارة عبر نظامنا الشمسي مثل أومواموا وبوريسوف 21، بميزانية نحو مليار دولار.
- استعادة شظايا الأجرام عند اصطدامها بالأرض، مثل CNEOS 2014-01-08 التي اصطدمت بساحل بابوا غينيا الجديدة، مُولت رحلة استكشافية وبدأ إنتاج الآلات المتخصصة عند كتابة التقرير هذا.
- البحث عن أقمار فضائية صغيرة تدور حول الأرض باستخدام مرصد فيرا سي روبن، عندما يوصل بالإنترنت سنة 2023 ويتطلب ذلك تطوير برامج متقدمة لكشف الأشياء الصغيرة جدًا والسريعة وقد تكون في مدارات غير منظمة.
ستُجمع البيانات من الأقمار الصناعية للبحث عن إشارات تقنية غريبة.
يعد التركيز على الآثار الملموسة استراتيجية جديدة، والباحثون متفائلون بها، مشيرين إلى أن الآثار الملموسة هي غالبًا أوضح من إشارات الراديو.
ربما الكشف عن كائن ما أصعب تقنيًا من اكتشاف إشارة غريبة، لأن الكائن لن يكرر نفسه عدة مرات مثل الإشارات، وعلى عكس الضوء، فإن معظم الأجسام في المجرة مرتبطة بها جاذبيًا، ما يجعل مسألة الوقت أقل حساسية بالنسبة إلى اكتشاف الأجسام المادية.
المصدر: أنا أصدق العلم
