عثر علماء آثار على حذاء يعود للعصر الحديدي، في جبل نرويجي جليدي، وهو ما يعطي المزيد من الأدلة على أن الإنسان القديم، استخدم الجبل الجليدي فيما مضى كطريق سفر قبل نحو 1700 عام من اليوم.
المنطقة التي عثر فيها على الحذاء القديم، تعرف باسم رقعة الحصان الجليدية، وقد تم اكتشافه من قبل أحد المنتزهات في الجبل الجليدي، والذين قاموا على الفور بإخبار الباحثين الذين يدرسون الآثار التي تم حفظها داخل البقع الجليدية في موقع أسرار الجليد.
يقول عالم الآثار المسؤول عن العمل الميداني في الموقع، إسبين فينستاد، إن المنتزه أرسل لهم إحداثيات الحذاء، دون أن ينتشلوه أو يقتربوا منه، وقد أحسنوا عملاً بذلك.
حزم العلماء أمرهم واستعدوا لانتشال الحذاء من الثلج، رغم إدراكهم صعوبة المهمة مع وجود الثلج الذي قد يغطي الاكتشاف، يقول فينستاد ويضيف أن الأمر قد يستغرق عدة سنوات قبل أن يذوب الثلج ويظهر الحذاء مرة أخرى.
في الـ2 من أيلول عام 2019، وصل علماء الآثار إلى الموقع للحصول على الاكتشاف، يصف فينستاد ذلك اليوم، بأنه كان يوماً طويلاً.
تمت المهمة بنجاح، وحصل فريق العلماء على الحذاء، وبعد تأريخه بالكربون المشع، قدروا أن عمره يعود إلى نحو 300 بعد الميلاد، كما أنهم عثروا على عدة قطع أثرية أخرى، كالمنسوجات في المنطقة ذاتها، إلا أن أياً منها لم يكن عمره قديماً مثل الحذاء، الذي تم الإعلان لأول مرة عنه في الـ8 من نيسان الجاري، أي بعد أكثر من 3 سنوات على اكتشافه.
الحذاء بالإضافة إلى المنسوجات، واكتشافات أخرى مثل روث الخيول المتجمد، الذي يعود تاريخه إلى عصر الفايكنج، (نحو 800 إلى 1066 بعد الميلاد)، اكتشافات أظهرت وجود طريق قديم يربط داخل النرويج بالساحل عبر الجبل الجليدي.
يقول عالم الآثار، فينستاد، إنه يعتقد بأن الأشخاص الذين استخدموا ذلك الطريق، كانوا يعرفون ماذا يفعلون، حيث ارتدوا الحذاء وبداخله قصاصات من القماش وجلود الحيوانات، ما جعل الحذاء يعمل بكفاءة عالية.
عالم الآثار الذي بدأ عمله في المنطقة منذ عام 2010، أكد أنهم عثروا على أكوام من الصخور صنعها الإنسان القديم، وهي تظهر إلى أين يصل الطريق، وفيما يخص الحذاء المكتشف، قال فينستاد، إنه على الأرجح يعود لأحد المسافرين مع البضائع، والذي قرر إلقائه على سفح الجبل لأنه ربما تعرض للتلف خلال الرحلة، وذلك بمجرد وصول المسافر إلى وجهته.
ربما لا يكون الحذاء مهماً بقيمته كحذاء، إلا أن أهميته تنبع بالنسبة لعلماء الآثار، من كونه دليلاً ملموساً على أن المشهد الطبيعي المقفر اليوم في ذلك الجبل الجليدي، كان فيما مضى مزدحماً بالمسافرين وهو مليء بآثار البشر، يقول فينستاد، ويضيف أن هذا أمر يعني بأن الناس لم يكونوا يخشون الخروج إلى المناطق الجبلية الوعرة، وأنهم قطعوا مسافات طويلة وكانوا على اتصال وتبادل.
الحذاء المكتشف مستوحى من موضة الإمبراطورية الرومانية، وهذا يعني أن المسافرين الذين اجتازوا الجبل النرويجي، كانوا على اتصال مع العالم الخارجي، وفق فينستاد، مضيفاً أن أهمية اكتشاف الحذاء بفهم الاستخدام السابق لهذا الموقع لا تعد ولا تحصى، خصوصاً أنه لا يوجد الكثير من الاكتشافات المتعلقة باستخدام هذا الممر الجبلي كطريق سفر قديم.
يرى فينستاد، أنه ورغم وجود مئات الاكتشافات السابقة لأحذية قديمة، إلا أن حذاء جبل النرويج الجليدي، يعتبر الأهم والأكثر قيمة، ولا يوجد أي اكتشاف آخر يوازيه قيمة.
المصدر: أراجيك – Arageek