منوعات

قصة نجاح الفتاة المشردة اليتيمة سيئة السمعة التي تحولت إلى مليونيرة وصاحبة أفخم ماركة للأزياء والعطور العالمية

قصة نجاح الفتاة المشردة اليتيمة سيئة السمعة التي تحولت إلى مليونيرة وصاحبة أفخم ماركة للأزياء والعطور العالمية

كوكو شانيل من أشهر الماركات العالمية في عالم الموضة والأزياء فهي علامة تجارية لا تخفى على أحد ولكن من هي كوكو شانيل وما قصتها؟

كوكو شانيل هي امرآة تحولت من طفلة نشأت في دار أيتام وعاشت حياة صعبة مليئة بالقلق والاكتئاب الى أغلى علامة تجارية عالمية للعطور والأناقة.

فكيف استطاعت شانيل تجاوز كل هذه التحديات وتحقيق ثروة بملايين الدولارات؟

طفولة ومراهقة قاسية

وُلدت غابرييل بونور شانيل في فرنسا ببلدة سومور عام 1883، وكانت أمها تعمل بخدمات الغسيل بداخل مستشفى فرنسية خيرية تديرها راهبات، وقد فارقت أمها الحياة وتركتها وحيدة تتعلثم في كلامها وهي في عمر الثانية عشر، وقد أودعها أبوها في ملجأ للأيتام تابع لكنيسة.

وقد تعلمت شانيل الحياكة، وساعدها ذلك في إيجاد فرصة عمل مناسبة، وإلى جانب ذلك كانت تغني في ملهى ليلي يتردد عليه كبار ضباط الجيش، وكانت تكسب بعض المال من جلوسها مع عدد من هؤلاء، وفي ذلك الوقت ذاع لقبها: كوكو شانيل.

ورغم غناءها إلا أن صوتها كان ضعيفًأ وفشلت في العثور على عمل مستمر بأي مسرح، وقد أحبت ضابط سابق بالجيش الفرنسي، وعانت معه من حياة متقلبة ما بين حب وكراهية وخيانة، ثم ارتبطت بضابط آخر كان يشتري لها الكثير من الملابس والعطور، حتى أحبت الموضة وكل ما يتعلق بها، وقد دخلت في نوبة اكتئاب عندما مات هذا الضابط في حادث سيارة.

وعندما انتقلت شانيل إلى سويسرا كتبت أن موت هذا الضابط كان خسارة فادحة لها، لأنها أحبته وارتبطت به للغاية، كان موته زلزالًا هز ثقتها بنفسها، إلا أنه كان أول من لفت انتباهها لعالم الموضة والأزياء.

صناعة القبعات. . وسيلة شانيل للهروب من الذكريات السيئة

بدأت شانيل تصمم القبعات عندما بلغت الخامسة والعشرين ، وافتتحت متجرًا لبيع هذه القبعات تحت اسم شانيل مود، ثم أٍسست متجر ملابس، وكانت تصنع هذه الملابس من أقمشة متواضعة مثل الجيرسيه والتريكو، لكنها نجحت في تحقيق مبيعات متميزة بسبب تميز موقع هذا المتجر، إلى جانب التصميم المميز لهذه الملابس.

ثم تطورت أعمال شانيل حتى أصبحت تبيع طرازات متنوعة من القبعات والسترات والقمصان والمعاطف، وكان يدعمها في ذلك بعض أفراد أسرتها، مثل أختها انطوانيت وعمتها أدرين، إذ كانت أختها وعمتها تتجولان حاملتان منتجات شانيل للترويج لها بين الناس.

متاجر كوكو شانيل للأزياء والعطور الفاخرة

وفي عام 1915 افتتحت شانيل متجرًا لبيع الأزياء الفاخرة، في إقليم الباسك الفرنسي، وقد حققت مبيعات هائلة بعد إقبال الناس على المنتجات التي باتت تعرف بكوكو شانيل،والتي تميزت بجمال التصميم، وفي عام 1918 افتتحت شانيل متجرًا أكبر للأزياء في باريس، وكانت تعرض فيه أجمل الملابس والقبعات، إلى جانب مجموعة رائعة من المجوهرات والمقتنيات الفاخرة.

وفي عام 1927 كانت شانيل تمتلك نحو 5 متاجر تحقق إيرادات كبيرة، ساعدها ذلك في ذيوع شعبيها وشهرتها بين آلاف الناس بأكثر من دولة،ثم تعرفت شانيل على الملحن الروسي الشهير إيغور سترافنسكي، وصممت له أزياء رقص فرقة باليه روسي، ولم تكتف بذلك، بل وقامت بإنتاج بعض عروض فرقة البالية، فأكسبها ذلك شهرة إضافية.

وقد ساعدتها علاقاتها الواسعة لتتعرف على مجموعة من المهتمين بتجارة العطور، وهم الإخوة فرتهايمر بيير ووبول، فعقدت شانيل مع هؤلاء اتفاقًا لتأسيس كيان تجاري للعطور تحت اسم عطور شانيل، وتضمن الاتفاق أعمال تسويق هذا الكيان والترويج لمنتجاته، للتغلب على تحديات المنافسة القوية بهذا المجال الذي يلقى رواجًا لدى قطاعات واسعة من النساء في العالم.

الحرب العالمية تغلق متاجر كوكو شانيل

مع بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939 كانت شانيل على موعد مع إغلاق متاجرها والحد من أنشطتها، إذ كانت شانيل تؤمن أن هذا الوقت لا يلائم الموضة،وقد شهدت هذه الفترة اضطرابات واسعة، وخلال وقت قصير دخلت عطور شانيل ضحية للخلافات السياسية.

وفي 17 مايو 1947، حصلت شانيل على تعويض عن الأضرار التي لحقتها، بمبلغ يعادل نحو تسعة ملايين دولار في بداية القرن الحادي والعشرين، وقد تم تقدير أرباحها السنوية بحوالي 25 مليون دولار، وبذلك أصبحت شانيل من أغنى النساء في العالم في ذلك الوقت.

رحيل شانيل واستمرار علاماتها التجارية في تحقيق الأرباح

بحلول عام 1970 تجاوز عمر شانيل 86 عامًا، وأصبحت مرهقة باستمرار من الأمراض المزمنة التي باتت تلاحقها بلا هوادة، حتى رحلت عن الحياة يوم الأحد من شهر يناير عام 1971، في فندق ريتز حيث أقامت هناك لما يزيدعن 30 عامًا.

وقد أقاموا جنازتها في كنيسة مادلين، وكانت جنازة مهيبة حضرت فيها أشهر عارضات الأزياء، وقد غطوا تابوتها بالورود البيضاء، وحضر جنازتها مشاهير الصحفيين والكُتّاب ورجال الإعلام والقادة السياسيين.

وعلى الرغم من أن شانيل كانت شخصية شهيرة في عالم الموضة والأزياء والمقتنيات الفاخرة ودخلت في معارك سياسية وصراعات شخصية إلا أنها ظلت ملهمة لقصص النجاح في الحياة والتغلب على مرارات الوحدة والاكتئاب، وكان القاسم المشترك بينها وبين الكثيرات من رائدات الأعمال هو القدرة على مواجهة الصعاب والمثابرة لتحقيق الإنجازات مهما كلف الأمر.

الجدير بالذكر أن ارباح شانيل تزيد سنوياً عن المليار يورو  فهي لاتزال تحقق أعلى الإيرادات والأرباح..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى