السودان حلم باستقلال سياسي ونهضة عمرانية يوشك أن يتحقق ويتحول الى حقيقة بعد عصور من الصراع
كانت الدول الافريقية عبر التاريخ مطمع ومحط أنظار الدول المستعمرة التي تقوم على مص دماء الشعوب النامية واقتصادها وخيراتها..
وتعتبر السودان بما تملكه من ثروات طبيعية مدفونة في أرضها للخصوبة العالية لتربتها وموقعها الحساس على امتداد طويل لنهر النيل أكثر الدول الافريقية مطمعا فحيكت المؤامرات السياسية منذ العهد العثماني لإضعافه وانهاكه لإيصاله الى التجزئة والتفرقة ليتمكنوا من السيطرة عليه و وضع أيديهم على خيراته..
فكان السعي لتحقيق الاستقلال السياسي في السودان مطلبا لشعبه منذ بداية صراعه مع الطامعين، حيث ليس من المبالغة القول أن مشروع انفصال جنوب السودان كمنطقة من أهم العمليات المؤثرة على العالم العربي.
ففي سنة 2010 تم تخطيط إنشاء مدينة وحيد القرن، حيث كان الهدف من هذا العمل هو تغيير الوجه الجمالي والعمراني للسودان لجذب السياح.
خطط التوسيع التي كانت تقام في مدينة جوبا قد تم وضعها من قبل شركة مقاولات سودانية وشركة كندية UAS، يكشف البحث السريع على الإنترنت أن شركة UAS تقدم حلولًا مبتكرة للعملاء في صناعات مختلفة مثل تربية الأحياء المائية والأعلاف، والغابات، والأسمدة، والأغذية، والحبوب منذ عام 1974.
هدف هذا المشروع هو إعادة بناء مدن المنطقة على شكل حيوانات الغابة ونباتاتها. وفي هذا الإطار، ستتخذ مدينة جوبا، العاصمة الإقليمية لجنوب السودان، شكل وحيد قرن وستكون عينه مقراً للرئاسة الإقليمية، بينما ستبنى مدينة (واو) على شكل زرافة، وهذا ما سيكسب المنطقة الطابع الإفريقي الجميل.
مخطط مدينة (واو) على شكل زرافة.
كما هو معروف: كان السودان قبل انقسامه أكبر دولة في أفريقيا مساحةً، كما أن لها تاريخاً طويلاً مع الاستعمار والهيمنة، ليس فقط من قبل الأوروبيين -الاحتلال المعتاد-، ولكن أيضًا من قبل مصر، تحديداً في عهد محمد علي وأسرته من بعده، كحاكم فعلي، بينما كانت الدولة العثمانية هي الحاكم الإسمي لهذه المناطق بموجب اتفاقية 1840م التي قلصت فيها القوى الكبرى نفوذ محمد علي في مصر والسودان وبلاد الشام.
كما أدى الحكم البريطاني، الذي استمر أقل من قرن من الزمن إلى تفاقم التوترات بين الشمال المسلم والجنوب الإفريقي الذي يغلب فيه المسيحيون، هذا وترتبط محاولات جنوب السودان بالتحرر ارتباطًا وثيقا لا ينقطع بسياسات الدول والحكومات المسؤولة، وبالنظر إلى جميع ما تملكه السودان من ثروات باطنية وموارد نعلم لما كانت ومازالت محط أنظار لكثير من المستثمرين في العالم.
أما بالنسبة لحضارة السودان، فهي تلك الحضارة الإفريقية المعاصرة، الحضارة الواضحة والحقيقية، التي فقدت طريقها إلى البقاء بطريقة أو بأخرى. أما بالنسبة لمستوى المعيشة، فيتم الآن تصنيف مستوى جودة المعيشة في المدن وفقًا لمجموعة من المعايير التي تعتمد عليها الشركات متعددة الجنسيات عند تحديد جداول الأجور والمكافآت.
ومن بين 221 مدينة تم تصنيفها في عام 2010، كانت (كيب تاون) هي المدينة الإفريقية الوحيدة التي لا تحتل المراكز السفلية. ولكن هذا لا يعني أن الحياة في (لاجوس) أو (لوساكا) لا تطاق، ولذلك بدلاً من أن تحتل السودان مراكز سفلية في التصنيفات العالمية، جرت عدة محاولات لاستنباط مجموعة أساليب جديدة وجميلة لتحسين الحياة والطابع العام في السودان، أي يجب على مخططي المدن أن يضعوا هذا المشروع الحضاري الأكثر إثارة للاهتمام قيد التنفيذ، المشروع الذي تقدر قيمته بنحو 10 مليارات دولار. والذي لم ينجز حتى يومنا هذا.
في النهاية علينا القول أن الحرية والاستقلال والتطلع إلى المستقبل…. كل هذا أدى إلى حدوث انفجار عمراني كبير وتطور ملحوظ في المدن عامة، وفي المدن الأفريقية خاصة، حيث خصص المهندسون المعماريون والمفكرون البارزون الوقت والطاقة والموارد لاكتشاف ما يجعلها علامة مميزة في العالم.