منوعات

من محاسبة في مخبز محلي إلى أول قبطانة عربية في الأسطول البحري الألماني ..قصة نجاح السيدة السورية “نجد بوشي”

من محاسبة في مخبز محلي إلى أول قبطانة عربية في الأسطول البحري الألماني ..قصة نجاح السيدة السورية “نجد بوشي”

لا شك أن المجتمعات الغربية بشكل عام بتطورها العلمي و وضعها الاقتصادي تشكل بيئة ملائمة للنجاح والإبداع والتميز..

ولكن ذلك بكل تأكيد لا يتم بدون تعب وعمل وإرادة, وهو ما كان عاملا إيجابيا للكثير من السوريين ممن هربوا من ويلات الحـ.ـرب والدمار في بلادهم ولجؤوا الى اوروبا ليحققوا فيها ما عجزوا عن تحقيقه في وطنهم.

فهم يمتلكون طموحا لا حدود له وشغفا كبيرا للإنجاز وخلال السنوات الماضية كانت الأمثلة كثيرة على ذلك..

كان آخرها حكاية نجاح للاجئة سورية كانت رحلتها طويلة من حلب الى ألمانيا لتكون هذه الرحلة مفتاح نجاحها واستمرار حياتها ومصدر إلهام لغيرها..

(نجد بوشي) استطاعت تحقيق لقب اول قبطان امرأة للسفن السياحية بولاية بافاريا فماهي قصتها؟

كان البحر جزءا مخيفا وقاسيا من رحلة اللجوء التي خاضتها وحيدة هرباً من أوضاع سورية الصعبة بعد اندلاع الحرب، لكنها تغلب على ذكرياتها السلبية وحققت لنفسها ولنساء لاجئات سوريات لقباً مشرفاً.

فبعد أن عانت السيدة الأربعينية والأم لطفلين يافعين، كغيرها في حلب من مرارة العيش خلال فترة الحرب ومع وضعها الخاص فهي مطلقة ولديها ولدين تحتاج أن تؤمن مستقبلهم، لذا قررت اللجوء بحثاً عن العمل.

“وصلت ألمانيا وحدي بعد عذاب طويل في طريق الهروب إلى تركيا واليونان، فنحن مجرد مبالغ مالية للمهربين ولسنا بشرًا، تاركة أولادي في حلب مع أهلي.

واستعطت بعد عام أن أضمهما لأنني استطعت تأمين منزل بمساعدة سيدة ألمانية.

كنت أعمل محاسبة بمخبز محلي وكانت أفضل أيام حياتي.” هذا ما قالته السيدة نجد وهي تروي قصتها.

وتابعت فقالت: “بعد عام قرر صاحب المخبز إغلاقه، كانت صدمة ولكنني سعيت بقوة، كنت أقدم طلبات التوظيف لكل زبائن المكان حتى وقع طلبي بيد قبطان سفينة كان يأتي ليحصل على الكروسان وفنجان القهوة كل يوم.”

وهنا عملت نجد كمحاسبة ومساعدة للقبطان لمدة عام حتى أتى يوم وسألها القبطان أن تعمل مكانه.

تقول السيدة بوشي: “كانت صدمة ودهشة ولكن الحمد لله إصراري ودعم أولادي لي جعلني قبطانة سفينة بعد أن خضعت للاختبارات المطلوبة ودرست لأسابيع. “

 

نجد كغيرها من السوريين خرجت من بلدها مكرهة تحت ضغط الخوف والرعب ولكنها استطاعة أن تقود حياتها وتتجه للنجاح كما تقود سفينتها اليوم في بحيرة تيرغنزي بشكل يومي تحيي العابرين بابتسامتها.

وفي النهاية نجد هي رمز النساء السوريات اللواتي يجدن للإبداع طريقاً رغماً عن كل الظروف ..

المصدر: تركيا رصد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى