منوعات

أسرارها تحيّر العلماء.. العثور على رواسب يورانيوم قديمة جداً تعود إلى 1.5 مليار سنة

تم إنشاء العديد من الشركات المختصة بالبحث والتنقيب عن الثروات والمعادن الطبيعية، وذلك بهدف إقامة الدراسات العلمية على المُكتشَفات.

وعند العثور على رواسب لمعدن اليورانيوم، فإن التنبؤ بالمناطق التي تزداد فيها احتمالية العثور على هذا المعدن الإستراتيجي بالغ الحساسية، يعتمد على دراسة أكاديمية لتلك الرواسب.

وبعد ذلك تقوم شركات التعدين بالمباشرة بأعمال البحث والتنقيب عنه، واستخراجه تمهيدًا لمعالجته والانتفاع من أغراض استعمالاته المتعددة.

ومن المتوقع أن تشهد سوق خام اليورانيوم انتعاشة من 0.79 مليار دولار أميركي إلى 0.82 مليار دولار أميركي خلال العام الجاري (2023)، بمعدل نمو سنوي مُركب نسبته 3.1%، وفق أحدث البيانات الصادرة عن منصة “غلوبال نيوز واير”.

وفي ضوء هذا السيناريو، يعكف الباحثون في جامعة ريجينا الكندية على دراسة الكيفية التي تكوّنت من خلالها رواسب اليورانيوم منذ أكثر من 1.5 مليار سنة، للمساعدة على اكتشاف أفضل الأماكن التي يتعيّن التنقيب فيها عن المعدن المثير للجدل، حسبما أورد موقع ساسك توداي SASK TODAY.

خام اليورانيوم

خام اليورانيوم

أهمية خاصة

تكتسب أنشطة تعدين اليورانيوم أهمية خاصة، نظرًا إلى اقتران استعماله -دائمًا- بتصنيع الأسلحة النووية المحرمة دوليًا.

وقال المتخصص في علم الجيولوجيا بجامعة ريجينا، غوكسيانغ تشي: “نحاول فهم العوامل الجيولوجية التي تتحكم في عملية تكوين رواسب اليورانيوم تلك، حتى نستطيع التعرف على الخواص التي ينبغي أن نبحث عنها للعثور على مزيد من موارد اليورانيوم”.

في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

واستعمل تشي وتلميذه باحث الدكتوراه مرتضى ربيعي وزملاء آخرون المصدر الكندي للضوء -وهو مرفق مصدر ضوء السنكروترون الوطني الكندي- في جامعة ساسكاتشيوان لتحليل عينات من الكوارتز من مناطق يُعرف احتواؤها على رواسب يورانيوم، و-أيضًا- من مناطق قاحلة قريبة.

دور الكوارتز

تشكّلَ الكوارتز في الوقت نفسه الذي تشكّلَ فيه خام اليورانيوم في حوض أثاباسكا.

وقسّم الباحثون الكوارتز إلى شرائح رفيعة، ودرسوا القطرات الصغيرة للسائل المحاصر بالداخل، ومن هذا السائل الذي يدور في خطوط الصدع الجيولوجية منذ مليارات السنين، يتكوّن خام اليورانيوم الإستراتيجي الذي نراه اليوم.

وفي هذا الصدد أوضح تشي: “من خلال الحصول على معلومات تتعلّق بهذا السائل القديم، ومعرفة كيفية توزيعه، يكون بمقدورنا استنتاج منشأ اليورانيوم الأصلي، والوقوف على العوامل التي تتحكم في تكوينه وترسبه”.

ومن الممكن أن يساعد فهم الظروف التي تكوّنت خلالها رواسب اليورانيوم -على الأرجح- شركات التعدين على معرفة الأماكن التي تزداد فيها احتمالية وجود المعدن، ومن ثم التنقيب فيها تمهيدًا لاستخراجه.

رواسب يورانيوم في ولاية كلورادو الأميركية

رواسب يورانيوم في ولاية كولورادو الأميركية

نتائج معقدة

كانت نتائج الدراسة أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا! فالسائل الموجود في المناطق الحاملة للخام كان يحتوي على مستويات عالية من اليورانيوم، كما هو متوقع، لكن الشيء نفسه ينطبق -أيضًا- على السائل المُستخرج من المناطق التي لا يوجد فيها خام اليورانيوم.

وعلى الجانب الآخر، تمثّل تلك أنباء سارة، لأنها تعني أن السائل الغني باليورانيوم أكثر انتشارًا مما كان يُعتقد في بادئ الأمر، غير أن تلك الأنباء تُعقّد -أيضًا- عملية البحث عن رواسب يورانيوم جديدة.

وفي هذا الصدد قال تشي: “كنا نأمل أن نلحظ فرقًا كبيرًا، لكننا وجدنا السائل الغني باليورانيوم موجودًا في كلا المكانين”.

عوامل أخرى

تابع تشي قائلًا: “ولذا؛ فإننا إذا أردنا أن نستعمل السائل دليلًا استرشاديًا لتحديد مكان خام اليورانيوم، فسيكون لزامًا علينا أولاً فهم العوامل الأخرى التي تتحكم في عملية الترسب”.

وأشار المتخصص في علم الجيولوجيا بجامعة ريجينا، غوكسيانغ تشي إلى أن تلك العوامل الأخرى تشتمل -على الأرجح- على عوامل الاختزال التي تتيح ترسب أكسيد اليورانيوم في السائل”.

وواصل: “دون عامل الاختزال، لن يكون باستطاعتك الحصول على خام اليورانيوم”.

ويبرز الغرافيت أحد العوامل المختزلة المحتملة في هذا السياق.

فغالبًا ما تستعمل شركات التعدين وجود خام الغرافيت مؤشرًا على وجود رواسب يورانيوم محتملة، لكن معدل نجاح تلك الطريقة منخفض.

على صعيد متصل، قال تشي إن هناك عاملًا مختزلًا آخر يتمثّل في غاز الميثان، لكنه أكد أن استعماله دليلاً استرشاديًا للتنقيب عن اليورانيوم ينطوي على صعوبة أكبر -على ما يبدو- نظرًا إلى أنه يتحرّك بسهولة أكبر بكثير من الغرافيت الصلب.

وبناء عليه ستكون هناك حاجة ماسة إلى فهم عميق للتفاصيل الجيولوجية للمنطقة، من أجل التنبؤ باحتمالية وجود اليورانيوم.

وأردف تشي: “لا بد أن يتوافر لدينا فهم ثلاثي الأبعاد للهياكل التي تتحكم في التعدين”.

وختم حديثه قائلًا: “من خلال أخذ كل هذا في الحسبان، يمكننا تحسين تنبؤاتنا، وتقليص مخاطر الاستكشافات المعدنية غير الناجحة”.

وإلى جانب المخاطر، تتسبب أعمال الاستكشافات المعدنية غير الناجحة في هدر الكثير من الجهود والعمل والوقت المستغرق للقيام بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى