منوعات

سفر صديق للبيئة بتكلفة وانبعاثات أقل.. المناطيد الشمسية بدلاً من الطائرات التقليدية

بالرغم من عدم خوض تجربة ركوب الطائرة لدى الكثير إلا أنها تعد أكثر وسائل النقل الجوية شيوعاً حول العالم، وقد انتشرت حديثاً فكرة المناطيد الشمسية، لكنها لم تدخل ـ في بعض المناطق ـ حيز التنفيذ بعد.

ربما تعود أسباب المخاوف المحيطة بالسفر بالمناطيد إلى الحادث المأساوي الذي وقع قبل 87 عام أثناء رحلة الطيران بالمناطيد.

وقد نشر موقع تك اكسبلور (Tech Xplore) تقريراً يوضح فيه حلاً من قبل بعض العلماء يتمثل بتزويد المناطيد بخلايا تعمل بالطاقة الشمسية بدلاً من وقود الهيدروجين للتخلص من انبعاثات الوقود الجوي.

ويمتاز السفر عبر المناطيد بوسائل أكثر راحة مقارنة بالطائرات التقليدية، إذ تُشحن الخلايا الشمسية بطريقة آمنة قبل انطلاق الرحلة، ولا يصاحبها أي أنواع وقود قد تهدد المنطاد بالاشتعال أو تعرض الركاب لحوادث.

وبجانب ذلك، يتسع المنطاد -الذي يطلق عليه أحيانًا سفينة أو طائرة هوائية- إلى غرفة طعام وردهة للاستراحة، كما أن الغرف المزدوجة للركاب تمتاز بالأناقة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

سفر صديق للبيئة

تدور فكرة الاستغناء التدريجي عن الطائرات التقليدية، لصالح إفساح مساحة أكبر لاستعمال المناطيد الشمسية في السفر، حول الاعتماد على وسيلة نقل جوي أقل تكلفة ومنخفضة الانبعاثات في الوقت ذاته.

المناطيد الشمسية

طائرة تأخذ شكل المنطاد مزودة بخلايا شمسية – الصورة من Northern Ontario Business

وتُشير البيانات إلى أن السفر عبر هذه المناطيد يُعد أكثر ملاءمة للمناخ بوصفها واحدة من صور السفر الجوي المعتمدة على الطاقة الشمسية، طبقًا لما توصل إليه العلماء والباحثون ونُشرت نتائجهم على صفحات المجلة الدولية للطاقة المستدامة.

وشارك في دراسة عمل المناطيد الشمسية كل من: الأستاذ الدكتور في جامعة فريدريش ألكسندر إرلنغن نورنبرغ الألمانية “كريستوف بي فلوم”، والباحث في الجامعة “تيم ريفيلماشر”، والأستاذة الدكتورة في جامعة ميونخ الألمانية “أغنيس جوشر”.

ويوضح الدكتور في جامعة فريدريش ألكسندر إرلنغن نورنبرغ الألمانية، كريستوف بي فلوم، أن المناطيد الشمسية تُسهم في تقليل تكلفة النقل وكميات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يسببها السفر جوًا، مشيرًا إلى أنها وسيلة سفر صديقة للبيئة كونها تعتمد على خلايا ذات أغشية رقيقة تمتاز بكفاءة عالية، إذ يمكن إعادة شحنها خلال الرحلة دون إطلاق انبعاثات ناجمة عن حرق أي وقود خلال وقت التحليق.

وتحتاج هذه المناطيد إلى إمدادات الشبكة الوطنية للمطار المقرر الإقلاع منه -فقط- لإعادة شحن البطارية قبل انطلاق المنطاد.

الشحن والتكلفة

توصل الباحثون إلى أن استهلاك الطاقة في المناطيد الشمسية ينخفض عن الطائرات التقليدية، ما يوفر التكلفة الإجمالية لوسائل النقل الجوي.

وعكفوا على دراسة العلاقة بين (سرعة المنطاد، ومساره، وأداء الخلايا الشمسية على متنه)، بهدف بحث إمكان الاستفادة من اتجاهات الرياح والطقس، وكذا تحديد المسارات الشمسية التي تعزز عملية الشحن.

وتناولت آخر مراحل البحث سبل تطوير عملية شحن البطارية، عبر تقنيات تعتمد على الطاقة الشمسية.

ورجح الباحثون أن إجراء عملية شحن كامل لبطارية المناطيد قبل إقلاعها يضمن استمرار عملها لمسافة أطول، ولفتوا إلى أن مواصلة دراسة سبل تطوير عملية الشحن قد ينتهي بالوصول إلى وسيلة تسمح بشحن الخلايا الشمسية خلال السفر الليلي -أيضًا-.

ورغم اتفاق الباحثين على أن الطيران عبر المناطيد الشمسية خطوة مهمة لخفض انبعاثات النقل الجوي، فإنهم شككوا في ملاءمة “طول مدة الرحلة” للركاب، لا سيما أن تسيير المنطاد يُعد أكثر بطئًا من الطائرة.

الانبعاثات والمخاوف

وفق الحسابات، يقدر حجم انبعاثات رحلات المناطيد الشمسية -في أقصى تقدير- بنحو 5% فقط من إجمالي الانبعاثات التي تتسبّب بها وسائل النقل الجوي التقليدي، ويختلف حجم انبعاثات الرحلات طويلة المدى عن غيرها متوسطة المدى.

ويضيف الدكتور فلوم أن تشغيل المناطيد بالطاقة الشمسية يسرّع ملاءمة قطاع الطيران للأهداف المناخية.

وكشف عن أن الرحلة من نيويورك في أميركا إلى لندن في بريطانيا مرورًا بالمحيط الأطلسي قد تستغرق مدة تصل إلى يومين، في حين الرحلة العكسية (من لندن إلى نيويورك) تستغرق مدة أطول تصل إلى 3 أيام.

ويبيّن المقطع المصور تدرج تطوير تصنيع السفن الهوائية، وكيف توصل باحثون من شركة “ديري سولار” إلى تطوير المناطيد الشمسية.

ورغم أن المناطيد العاملة بالطاقة الشمسية تُعد وسيلة نقل واعدة للبيئة والأهداف المناخية، فإنها قد لا تلقى رواجًا لدى المسافرين، إذ إنها تعيد إلأى الأذهان المخاوف من تكرار حادث وقع في ثلاثينيات القرن الماضي.

وبينما لم يجر إعلان تسيير أي من هذه المناطيد أو إنتاجها حتى الآن، لكن بالتزامن مع إعلان نتائج البحث نمت مخاوف حول إمكان تعرضها للاحتراق، في تكرار للحادث الذي وقع قبل 87 عامًا بعدما اشتعلت النيران بالمنطاد “إل زد 129” لدى هبوطه في أميركا، وأسفر عن وقوع قتلى وإصابات.

وفي أعقاب الحادث، توقفت عملية السفر بالمناطيد، وتوقف الحديث عنها لسنوات طويلة، لكن يبدو أن أمريكا تستعد لمرحلة جديدة، إذ تعكف إحدى الشركات على الاستثمار في تطويرها مرة أخرى.

ما يسهم في جعل امريكا تحتل المركز الأول كسابق عهدها في تطوير الصناعة والإنتاج العالمي.

المصدر: الطاقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى