تطورت صناعة وتصميم وسائل النقل بشكل كبير وملحوظ في الآونة الأخيرة.
حيث تخصصت الشركات المنتجة وتنافست لنيل الأولوية في التصميمات الجديدة والمبتكرة.
وفي هذا السياق، فازت شركة الفضاء الأوروبية ديستينوس بمنح لتمويل تصميم واختبار طائرة تعمل بالهيدروجين قادرة على الطيران أسرع من الصوت.
وتفيد شركة ديستينوس بأنه يمكن لهذه الطائرات تقليل أوقات الرحلات بين أستراليا وأوروبا إلى نحو 4 ساعات، بحسب ما نشره موقع رينيو إيكونومي (Renew Economy).
في يونيو/حزيران من العام الماضي، عقدت ديستينوس مع شركة تصنيع المحركات الإسبانية آي تي بي آير شراكة لبناء منشأة لاختبار محرك الهيدروجين بدعم من المعهد الوطني للتكنولوجيا الفضائية (آي إن تي إيه)، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وسيعزز هذا الاستثمار الأخير، المتمثل بمنحتين يبلغ مجموعهما 27 مليون يورو (29.44 مليون دولار) من مركز التطوير التكنولوجي والصناعي في وزارة العلوم الإسبانية التابعة لوزارة العلوم، قدرة مرفق اختبار طائرة تعمل بالهيدروجين.
وسيُبنَى مرفق الاختبار، المدعوم بـ12 مليون يورو (13.09 مليون دولار) من جانب المعهد الوطني للتكنولوجيا الفضائية (آي إن تي إيه)، بالقرب من مدريد، وسيضم طرازات طائرات ديستينوس الأولية التي تعمل بوقود الهيدروجين.
وستموِّل المنحة الثانية بقيمة 15 مليون يورو (16.36 ميلون دولار) الأبحاث في حلول أنظمة الدفع المبتكرة باستخدام الهيدروجين السائل لإنتاج طائرات قادرة على الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت، وهو نطاق سرعة تستخدمه الطائرات العسكرية فقط.
فوائد طائرات وقود الهيدروجين
يرى المحللون أن فوائد الطائرات التي تعمل بوقود الهيدروجين لا تُعد ولا تُحصى، إلى جانب تقليل انبعاثات الطائرات إلى الصفر، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويمتلك الهيدروجين طاقة عالية (على الرغم من أنه يجب ضغطه أو تحويله إلى سائل لتحقيق هذه الفوائد). وتتمثل المواد الخام المستخدمة في صنع وقود الهيدروجين في الماء، الذي يعود إلى الغلاف الجوي باعتباره الناتج الثانوي الوحيد.
مشروع فلاي زيرو لطائرة تعمل بالهيدروجين – أرشيفية
وتُطَوِّر شركة الفضاء الأوروبية ديستينوس نموذجًا أوليًا لطائرة تعمل بالهيدروجين والتي تأمل نظريًا في أن تنقل الركاب من سيدني إلى فرانكفورت في 4 ساعات و15 دقيقة.
وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو خياليًا؛ فقد نجحت الشركة في اختبار طائرتين نموذجيتين أوليتين بنجاح.
ورغم ذلك؛ فلا تزال طائرات وقود الهيدروجين في مهدها إلى حد كبير، وتعاني مشكلات مثل صهاريج التخزين الضخمة اللازمة لتزويد الوقود الكافي، بالإضافة إلى المشكلات المتعلقة بضمان أن يكون الهيدروجين أخضر ويتم إنتاجه باستخدام الكهرباء المتجددة.
طائرات تفوق سرعة الصوت
في الوقت نفسه، كانت آخر طائرة ركاب تفوق سرعة الصوت تحلّق في السماء هي كونكورد منذ أكثر من 20 عامًا، التي تم إيقافها بعد حادث مدمر، بحسب ما نشره موقع رينيو إيكونومي (Renew Economy).
علاوة على ذلك؛ فإن شركات الطيران تشتري طائرات الركاب الأسرع من الصوت؛ ففي العام الماضي، التزمت شركة الخطوط الجوية الأميركية بشراء 20 طائرة نفاثة من طراز أوفرتشرجتس، التي طورتها شركة بوم سوبرسونيك، وهي طائرة ركاب أسرع من الصوت تعمل بوقود الطيران المستدام.
بموجب خطتها لدعم الهيدروجين الوطني، استثمرت الحكومة الإسبانية بكثافة في دفع الهيدروجين بصفته جزءًا من خطة المرونة الاقتصادية والتحول، بدعم من خطة التعافي الاقتصادي للمفوضية الأوروبية نيكستجنريشن إي يو.
ويميل المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن تصبح شبه الجزيرة الأيبيرية الإسبانية القوة الهيدروجينية العظمى في أوروبا.
ويعود ذلك إلى موارد إسبانيا الكهربائية المتجددة الوفيرة، وشبكة الكهرباء المرنة بشكل غير عادي، والطلب الموجود داخل البلاد، والبنية التحتية المتطورة لسوق الطاقة بما في ذلك المواني وتمديد خطوط أنابيب الغاز الطبيعي إلى بقية أوروبا.
ويُعَد الهيدروجين ركيزة رئيسة في خطة المفوضية الأوروبية لتأمين إمدادات الطاقة في أوروبا والاستغناء عن الدول الغنية بالنفط.
إلى جانب البحث والتطوير القياسي، تذكر شركة ديستينوس أنها ستقوم باختبار طيران لمحرك هيدروجين نفاث قريبًا.
وقال نائب رئيس تطوير الأعمال والمنتجات في ديستينوس، دافيد بونيتي: “يسعدنا أن نحصل على هذه المنح، خصوصًا لأنها تمثل علامة واضحة على أن ديستينوس تلتزم بإستراتيجية لإسبانيا وأوروبا لتعزيز رحلة الهيدروجين”.
وتعتبر هذه المنح مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الشركة المصنعة لتجربة جديدة وفريدة من نوعها.
