بدأت الحكاية حين لجأ موظف في قطر لمختص نفسي، حتى يقدم له استشارات في الحب والعلاقات قبل 4 سنوات، وفي النهاية توصل إلى شخص عبر الإنترنت ادعى أنه مختص نفسي.
وعلى مدى السنوات الأربع السابقة كان الموظف يرسل للمختص النفسي المفترض، بطلب من الأخير، بعض المجوهرات الثمينة بغرض تطهيرها من الأرواح الشريرة ثم إعادتها للموظف، الذي كان يرسلها إلى عنوان المختص في ولاية فلوريدا الأميركية.
واستمر الموظف يشكو من المشاعر السلبية رغم قيام المختص المفترض بالاستحواذ على المجوهرات وتطهيرها كما ادعى، وهنا وجدها الأخير فرصة جديدة للحصول على المزيد من المجوهرات الثمينة من العميل المقيم في قطر.
بعد أن توطدت العلاقة بين الطرفين، اكتشف المختص النفسي أن الموظف يعمل لدى أحد أثرياء قطر، فما كان منه إلا الطلب من الموظف بأنه يرسل إليه مجوهرات ثمينة من خزانة الثري الذي يعمل لديه، وأكد له أنه سيعيد إليه تلك المجوهرات شهر آب المنصرم.
وحجة المختص النفسي في طلبه هو أنه يرغب بتطهيرها أيضاً، ليحظى الموظف بحياة وعلاقات هانئة.
وفي الموعد المحدد لإرسال المجوهرات، لكم أن تكتشفوا ماذا حدث، بدأ المختص النفسي يماطل في إرسالها، حتى اختفى تماماً وانقطع التواصل بينهما.
استحوذ المختص النفسي المفترض على 17 قطعة من الماس والياقوت والساعات، والتي فاقت قيمتها الـ90 مليون دولار أميركي، علماً أن هذه السرقة حدثت بين شهري يونيو وأغسطس الفائتان.
تشير مصادر في الشرطة الأميركية، أن الماسة الوردية التي تم سحبها من المزاد، كانت من ضمن تلك المسروقات، حيث باعها الطبيب النفسي المفترض إلى أحد السماسرة لقاء 8 ملايين دولار أميركي، بينما يبلغ ثمنها الحقيقي 31 مليون دولار.
دار كريستيز للمزادات، أعلنت في بيان لها أنها حصلت على الماسة الوردية من جامع خاص، بينما ذكرت الشرطة أن شاهداً تعرّف على الماسة وعلم من هو صاحبها مما سمح باكتشاف السرقة وسحب الماسة قبل أن يتم بيعها في المزاد.
لم يطل البحث كثيراً حتى تم القبض على الطبيب المحتال في نيوجرسي، ووجهت له تهم الاحتيال الإلكتروني والاحتيال عبر البريد، كذلك نقل البضائع المسروقة بين الولايات الأميركية.
من شأن قضية الاحتيال الكبيرة هذه أن تكون منبهاً قوياً لكل أولئك المعرضين للاحتيال عبر الإنترنت، لذا من المفيد جداً الانتباه جيداً وعدم الانجرار بكل هذه القوة العمياء نحو تفاصيل غير منطقية، فمن ذا الذي سيعيد إليك جوهرة بملايين الدولارات بعد أن يقوم بتطهيرها؟، لا يحتاج الأمر لأكثر من تفكير بسيط جداً حتى نكتشف أنه احتيال.
المصدر: أراجيك – Arageek