منوعات

اكتشاف “وحش فضائي” كتلته تساوي 32 مليار ضعف الشمس يدهش العلماء

تستمر الأقمار الصناعية والتلسكوبات التابعة لوكالات الفضاء العالمية في عمليات رصد الكواكب والنجوم وحركتها.

كما تقوم بمراقبة الفضاء لرصد أي تغييرات جديدة أو تحركات غريبة، وفي كثير من الأحيان تتم الاكتشافات الفضائية بهذه الطريقة.

وقد تم مؤخراً اكتشاف واحد من أكبر الثقوب السوداء على الإطلاق، وهو وحش فائق الحجم تبلغ كتلته حوالي 32.7 مليار ضعف كتلة الشمس، وذلك باستخدام خدعة الزمكان، وفقا لموقع “ساينس أليرت”.

وذكر الموقع العلمي في تقرير له، الأربعاء، أن الثقب الأسود الضخم، الذي يبعد حوالي 2.7 مليار سنة ضوئية من الأرض، يوجد في ألمع مجرة من العنقود المجري “أبيل “1201، وتم اكتشافه عن طريق انحناء الضوء أثناء انحراف مساره.

وقال علماء الفلك الذين اكتشفوه في بيان إن هذا “الوحش الكوني” موجود “في الحد الأعلى لمدى اتساع الثقوب السوداء نظرياً”، لكنه يمكن أن يكون الأول فقط من بين العديد من الكواكب الكونية العملاقة التي يمكن للفريق اكتشافها باستخدام هذه التقنية، بحسب موقع “لايف ساينس”.

وكتب الباحثون في ورقة بحثية نُشرت، في 28 مارس، في مجلة الإخطارات الشهرية للجمعية الملكية الفلكية، إن العثور على الثقوب السوداء فائقة الكتلة هو مجرد الخطوة الأولى في اكتشاف كيفية نمو هذه الوحوش بهذه الضخامة.

ووفقاً لموقع “لايف ساينس”، تصف نظرية النسبية العامة لعالم الفيزياء الشهير، ألبرت أينشتاين كيف تشوه الأجسام الضخمة نسيج الزمكان.

وأوضح أينشتاين أن الجاذبية لا تنتج عن قوة غير مرئية لكنها ببساطة تجربتنا في انحناء الزمكان والتشويه في وجود المادة والطاقة.

وهذا الفضاء المنحني، بدوره، يضع القواعد لكيفية تحرك الطاقة والمادة.

ووفقاً لواحد من أشهر تنبؤات النسبية العامة، يسافر الضوء عبر منطقة منحنية للغاية من الفضاء والزمان، ويبدأ في الالتفاف والانحناء عبر مرآة عملاقة حتى يظهر كقوس ممتد يسمى “جرس أينشتاين”، بحسب “لايف ساينس”.

وأوضح الموقع أنه مكن لعلماء الفلك استخدام هذا التأثير، المعروف باسم عدسة الجاذبية، لاكتشاف الأجرام السماوية الباهتة التي قد لا يمكن رؤيتها بطريقة أخرى.

وقال مؤلف الدراسة وعالم الفيزياء الفلكية بجامعة “دورهام” في المملكة المتحدة، جيمس نايتنجيل: “معظم أكبر الثقوب السوداء التي نعرفها في حالة نشطة، حيث تسخن المادة التي يتم سحبها بالقرب من الثقب الأسود وتطلق الطاقة على شكل ضوء وأشعة سينية وإشعاعات أخرى”.

وأضاف أنه “ومع ذلك، فإن عدسة الجاذبية تجعل من الممكن دراسة الثقوب السوداء غير النشطة (التي لا تتغذى وبالتالي لا تنتج ضوءًا)، وهو أمر غير ممكن حالياً في المجرات البعيدة”.

ووفقاً لـ”ساينس أليرت”، بمجرد أن اكتشف نايتنجيل وزملاؤه قوس الضوء الملتوي حول الثقب الأسود غير النشط، استخدم الباحثون المعلومات حول كيفية تمدده للضوء لإعادة بناء حجم الثقب الأسود.

والتقط الباحثون صوراً عالية الدقة باستخدام تلسكوب هابل الفضائي، وأدخلوا قياسات منها في الكمبيوتر العملاق  DiRAC COSMA8.

وقام الباحثون بمحاكاة مقدار الكتلة التي يحتاجها الثقب الأسود لثني الضوء إلى الحد الذي يمتلكه، وفقاً لـ”ساينس أليرت”.

واكتشف العلماء أن الكتلة العملاقة كانت ضخمة بنحو 30 مليار كتلة شمسية، ما يجعلها أكبر بحوالي 8 آلاف مرة من الثقب الأسود الهائل في مركز مجرة درب التبانة.

أكبر ثقب أسود تم اكتشافه على الإطلاق هو TON 618، ويبلغ حجمه ما يقرب من 40 مليار كتلة شمسية، وفقاً لـ”ساينس أليرت”.

وقد تساعد دراسة المزيد من الثقوب السوداء الضخمة بهذه الطريقة العلماء على فهم كيفية نمو هذه الكواكب الكونية العملاقة إلى مثل هذه الأحجام غير المحتملة، وكذلك التحقيق في كيفية تأثير هذه الوحوش على تطور الكون، بحسب موقع “لايف ساينس”.

ونقل الموقع عن “نايتنجيل” قوله: “يمكن أن يتيح لنا هذا النهج اكتشاف عدد أكبر من الثقوب السوداء خارج كوننا المحلي ويكشف كيف تطورت هذه الأجسام الغريبة مرة أخرى في الزمن الكوني”.

كما أن دراسة تطور ونمو الثقوب السوداء الضخمة في مجرتنا، سيسهم أيضاً في فهم طقس الفضاء.

“لايف ساينس”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى