يعرف كوكب الأرض بدورانه حول الشمس، الذي ينتج عنه تتابع الفصول الأربعة على مدار العام.
كما يعرف بدورانه حول نفسه في نفس وقت دورانه حول الشمس، مما ينتج عنه تعاقب الليل والنهار خلال اليوم، حيث تكمل الأرض دورة كاملة حول نفسها كل 24 ساعة.
وتتألف الأرض من عدة طبقات تدخل في تكوينها، وهي من الخارج إلى الداخل: القشرة، والوشاح، واللب الخارجي، واللب الداخلي.
أظهرت دراسة جديدة قام بها علماء من جامعة بكين في الصين أن اللب الداخلي للأرض قد توقف مؤخرًا عن الدوران وربما يدور الآن في الاتجاه المعاكس.
تتبع العلماء خلال الدراسة بيانات التغيير في الموجات الزلزالية عبر عقود عديدة، بدءًا من سجلات ألاسكا من أوائل الستينيات وحتى التسجيلات التي تم جمعها في عام 2021.
أكد العلماء أن التغييرات في حركة لب الأرض لن تؤثر تأثير ملحوظ علينا كسكان كوكب الأرض ولن تؤدي إلى توقف دورانه.
بحث العلماء خلال تلك الدراسة في تحركات أحشاء الأرض الغامضة من خلال دراسة البيانات الخاصة بالموجات الزلزالية التي اجتاحت باطن الأرض، ومن خلال النظر إلى التغييرات في هذه الموجات، أصبح بإمكانهم الحصول على فكرة عما يحدث داخل الطبقات الداخلية للأرض، أعمق بكثير مما يمكن أن تصل إليه أي أدوات.
وتتبع العلماء بيانات التغيير في الموجات الزلزالية عبر عقود عديدة، بدءًا من سجلات ألاسكا من أوائل الستينيات وحتى التسجيلات التي تم جمعها في عام 2021.
وأوضحت البيانات أن أجزاء من اللب أظهرت فجأة تغيرًا طفيفًا جدًا في عام 2009، والتي يقولون إنها تشير إلى توقف دوران النواة الداخلية مؤقتًا.
كما اكتشفوا تغيرات ملحوظة في الموجات بدءًا من أوائل السبعينيات تقريبًا، لكن تلك التغييرات ليست بالشيء الجديد، إذ أن هذا التوقف المؤقت كان جزءًا من تذبذب يحدث كل 7 عقود أو نحو ذلك، وعندها يعود اللب الداخلي تدريجيًا إلى الاتجاه المعاكس.
وأشارت النتائج إلى أن اللب الداخلي كان يتحرك ببطء في اتجاه مختلف بين عامي 1969 و 1971 ، حيث كان يدور على الأقل عُشر درجة في السنة، مقارنة بالاتجاه الذي كان يتحرك فيه بين عامي 1971 و 1974.
وقال جون إي فيدال، مؤلف مشارك في الدراسة وأستاذ علوم الأرض، في بيان عام 2022: ” تُظهر ملاحظاتنا الأخيرة أن اللب الداخلي كان أبطأ قليلاً من 1969-1971 ثم تحرك في الاتجاه الآخر من 1971 إلى 1974.”
وفيما يخص تأثير تلك التغييرات في لب الأرض علينا كبشر، فيقول العلماء أن تأثير تغير حركة لب الأرض الداخلي، سيشمل تغير التفاعلات الديناميكية بين طبقات الأرض المختلفة، والذي سيظهر في حصول تآكل صغير جدًا في طول اليوم على سطح الكوكب، إذ من المتوفع أن تقصر الأيام بمقدار جزء ضئيل من الثانية، لن يلاحظها البشر.
وأشار العلماء أيضًا إلى أن هذا سؤثر بشكل طفيف، على المجال المغناطيسي للأرض، الذي يحمي سطحها من الجسيمات والإشعاعات الضارة الواردة من الشمس، لكن على كل حال لن يتسبب هذا التأثير في الإضرار بنا كبشر.
والجدير بالذكر أن توقف دوران لب الأرض لن يؤدي إلى توقف حركة الكوكب كله، لأن اللب الداخلي هو كرة صلبة من الحديد تطفو في قلب خارجي سائل، لذا فإن دورانها ليس بالضرورة مرتبطًا بدوران بقية الكوكب.
لكن من شأنه أن يؤدي إلى احتمالية حدوث بعض الآثار الإيجابية أو السلبية التي من الممكن أن تصل إلى سطح الأرض خلال فترة مجهولة تماماً.