الرسم عمل قائم بذاته، وهو فن ومهارة قبل أن يكون هواية، وكغيره من الأعمال فهو يتوجب الدقّة والعناية وصفاء الذهن، للخروج بأفضل النتائج.
وإلى حد الآن، لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى درجة إتقانه، كمثال على ذلك، لوحة الفنان الفلمنكي أنتوني فان ديك، الزيتية، التي بيعت في مزاد علني بمبلغ تجاوز الثلاثة ملايين دولار.
يقدّر العمر الحقيقي لتلك اللوحة بـنحو 4 قرون، تم العثور عليها في إحدى المزارع في الولايات المتحدة مغطاةً بالفضلات والروث.
وفان ديك (1599 – 1641) هو رسام فلمنكي ولد في مدينة أنتويرب ببلجيكا، وتوفي في لندن عن عمر يناهز 42 عاما.
والرسم الزيتي الذي جرى بيعه في مزاد أقامته دار “”سوذبيز” للمزادت عبارة عن دراسة وتدريب للوحة كان قد رسمها فان ديك في وقت لاحق وعنونها باسم “القديس جيروم، وهي موجودة حالياً في متحف “Boijmans van Beuningen” بمدينة روتردام في هولندا.
وتعد تلك الدارسة، التي تصور رجل عجوز عارياً جالساً على كرسي، فريدة من نوعها لعدة أسباب، إذ أنها واحدة من دراستين كبيرتين فقط أنتجهما فان ديك من النماذج الحية.
ويرجح خبراء أن يكون فان ديك قد رسم تلك الدراسة في مطلع شبابه بين عامي 1615 و1618، وذلك عندما كان يعمل في مرسم الفنان الفلمكني، بيتر بول روبنس، بمدينة أنتويرب.
وقالت دار سوذبيز في بيان مشترك مع شبكة “سي إن إن” إن الدراسة تم تحديدها مؤخرًا على أنها من أعمال فان ديك.
وكان قد جرى اكتشاف ذلك الرسم الزيتي في أواخر القرن العشرين في سقيفة مزرعة في منطقة كيندرهوك بمقاطعة كولومبيا في نيويورك.
وقالت دار المزادات: “الشخص الذي عثر عليها (ألبرت ب.روبرتس)، كان جامعًا متحمسًا للقطع” المفقودة”.
واشترى روبرتس تلك القطعة مقابل 600 دولار فقط، ولكن بعد فترة وجيزة، نشرت مؤرخة الفن، سوزان جيه بارنز، مقالاً تقر فيه بأن تلك الرسمة هي عمل “محفوظ بشكل جيد” لفان ديك.
لولا جودة اللوحة ودقتها وقيمتها الفنية إلى جانب قيمتها الأثرية، لما حصدت ذلك الثمن، وخاصة بعد مرور مئات السنين.