
يسعى معظم الناس لزيادة أموالهم بشتى الطرق، لكن ما يثير الدهشة هو أن يتمكن رجل من تحويل 100 دولار فقط إلى 750 ألف دولار خلال 90 يوماً! قصة قد تبدو خيالية، لكنها حدثت بالفعل.
فقد قرر الملياردير جيلان ستيرنز الدخول في تحدٍ غير مسبوق، يبدأ فيه برأس مال بسيط لا يتجاوز 100 دولار، ويحاول من خلاله الوصول إلى مليون دولار في غضون 3 أشهر فقط، مع توثيق كامل للتجربة عبر برنامج تلفزيوني مكوّن من عدة حلقات.
اللافت أن ستيرنز، الذي يشغل منصب المؤسس لأحد أكبر مؤسسات الإقراض في الولايات المتحدة، وافق على خوض هذا التحدي بشرط صارم: التخلي عن شهرته ومكانته وثروته الضخمة، ليعيش التجربة كما لو كان رجلاً عادياً يبدأ من الصفر.
وعلى الرغم من بلوغه 56 عاماً، أصرّ ستيرنز على إثبات أن كسب المال ليس مستحيلاً، وإنما يتطلب الجرأة والإرادة والسعي المستمر. فهو يؤمن أن أصعب ما يواجه الإنسان ليس قلة المال، بل الخوف من الفشل.
اختار فريق البرنامج بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها نحو 97 ألف نسمة لتكون أرض التحدي، حيث واجه ستيرنز ظروفاً قاسية أبرزها البرد الشديد وتقدمه في العمر. ومع ذلك، وضع خطة واضحة ورسم أولوياته بدقة، ليبدأ رحلته المثيرة نحو تحقيق هدفه.
تفاصيل رحلة الـ 90 يوماً.. من 100 دولار إلى 750 ألف دولار :
اليوم الأول:
بدأ جيلان ستيرنز رحلته بجولة في البلدة للتعرف على طبيعة السكان ونمط حياتهم، وقدّر أن متوسط مصاريف الفرد الشهرية تقارب 1100 دولار. وضع لنفسه هدفاً واضحاً: تحقيق 3300 دولار في أول أسبوع، أي ما يعادل راتب شهر أو شهرين للبعض. ولتوفير النفقات، قرر الاعتماد على المعكرونة الرخيصة كمصدر للطعام والنوم داخل سيارته بدلاً من استئجار منزل.
اليوم الثاني والثالث:
حاول العمل في التجارة، بدايةً مع بيع إطارات السيارات ثم ألعاب صغيرة، لكنه فشل في تحقيق أي ربح. لاحقاً وجد وظيفة بسيطة لتقديم الطعام للمشردين براتب زهيد، لكنه لم يكن كافياً لتحقيق أي تقدم.
اليوم الرابع:
بدأ ستيرنز في إيجاد وظائف بدوام جزئي، واستطاع خلال يومين أن يربح 140 دولاراً. وعندما علم بوجود مهرجان في البلدة، استثمر أمواله في شراء قمصان وهدايا تذكارية ليبيعها للزوار، ونجح في تحقيق أرباح وصلت إلى 414 دولاراً.
اليوم التاسع:
النوم في السيارة أنهك جسده وتسبب له بالمرض، مما اضطره لإنفاق 250 دولاراً من رأس ماله القليل. لكنه تعافى سريعاً وأعاد ترتيب أولوياته. أثناء بحثه، عثر على إطارات قديمة تمكن من بيع خمسة منها مقابل 1500 دولار بعد مفاوضات مع أحد التجار، وكان هذا أول نجاح حقيقي له.
قرر بعدها استئجار منزل متواضع بـ 400 دولار شهرياً ليحصل على استقرار نسبي، ثم لجأ إلى مركز دعم محلي جمع منه معلومات عن السوق. ومن خلال بحثه، وجد سيارة مستعملة اشتراها بـ 700 دولار، وباعها لاحقاً بـ 3900 دولار. ثم أعاد التجربة بشراء سيارة أخرى بـ 1500 دولار وباعها بـ 7600 دولار بعد 15 يوماً فقط.
اليوم العشرون:
وصل رأس المال إلى 9000 دولار، فقرر الدخول في مجال العقارات. اشترى منزلاً بمبلغ رأس ماله كله تقريباً، وبعد تجديدات شاقة باعه بمبلغ 75 ألف دولار محققاً مكسباً يقارب 20 ألف دولار.
بعد شهرين و13 يوماً:
مع تبقي 17 يوماً فقط ورأس المال أقل من 80 ألف دولار، وجد أن البلدة تعاني من نقص في مطاعم المشويات، فقرر الاستثمار في هذا المجال. استعان بخبراء لتأسيس علامة تجارية مميزة، وجعل مطعمه يقدم مشروبات محلية الصنع إلى جانب الأطباق الرئيسية. كما شارك في مسابقة شواء محلية مع فريق مدرَّب بقيادة طاهٍ محترف.
اليوم الأول من المهرجان: بيع 3090 وجبة.
اليوم الثاني: تحقيق أرباح بـ 5178 دولاراً.
اليوم الثالث: أرباح وصلت إلى 8337 دولاراً.
اليوم الرابع: رغم الأمطار، حقق الفريق أرباحاً تجاوزت 5000 دولار إضافة إلى جائزتين من إدارة المهرجان.
أحد أسرار نجاحه كان حسن اختياره للموظفين، خاصة نادل يمتلك قدرة تسويقية بارعة ساعد في جذب الزبائن وحل المشكلات بروح مرحة وفعّالة.
ملخص التجربة:
تحمّل ظروفاً صعبة كالنوم في السيارة وأكل المعكرونة لأيام متواصلة.
واجه المرض وخسر 60% من رأس ماله في أيامه الأولى.
تغلب على مشاكل في العقارات والتجارة رغم عمره المتقدم (56 عاماً).
بقى متفائلاً ومبتسماً طوال الوقت، مما بث طاقة إيجابية لفريقه.
وبحلول اليوم الـ 90، كان ستيرنز قد أسس مطعماً ناجحاً بقيمة سوقية وصوصلت إلى 750 ألف دولار. ورغم أنه لم يحقق هدف المليون دولار كاملاً، إلا أنه أثبت أنه رجل أعمال استثنائي قادر على قراءة السوق واستغلال الفرص بذكاء، وأن النجاح الحقيقي يكمن في الإصرار والقدرة على تحويل التحديات إلى إنجازات.