مكان سقوط نيزك فضائي في موريتانيا.. عين الصحراء أبرز لغز جيولوجي مبهم
تمكنت وكالة ناسا من التقاط منظر جوي مذهل لعين الصحراء التي تبدو من الأعلى كأنها فوهة بركان ضخمة في وسط الصحراء الكبرى في موريتانيا.
يبلغ قطر العين الصحراوية 50 كيلومترًا وتحيط بها هالة زرقاء تجعلها تبدو كبؤبؤ العين، تقع بالقرب من مدينة “وادان” الأثرية، وتتألف من سلسلة من التموجات الدائرية المنتظمة التي يمكن رؤيتها من الفضاء الخارجي.
أول من اكتشفها العالم الفرنسي “تيودور مونو” في ثلاثينيات القرن العشرين، وبدأت دراستها بشكل مكثف منذ تلك الفترة، وتعد واحدة من أغرب الظواهر الجيولوجية على سطح الأرض، والبعض يقول بأنها بقايا المدينة المفقودة “أتلانتس” لأن شكلها الدائري والمميز يشبه الوصف الذي تحدث عنه أفلاطون.
في البداية اعتقد العلماء أن عين الصحراء المعروفة أيضًا باسم هيكل ريشات هي مكان سقوط نيزك فضائي ضخم لكن التحريات الجيولوجية نفت ذلك، واعتقد بعض الخبراء أنها فوهة بركان قديم ضخم مما دفعهم لإجراء المزيد من الدراسات على الصخور المكونة لهذه الفوهة وبالفعل تمكن العالم “غويلام ماتون” من تأكيد ذلك بعد فحص أكثر من 100 عينة وتمكن من تحديد عمرها الأولي بأكثر من 90 مليون سنة.
ومن المحتمل أن تكون العين قد تشكلت فعليًا من خلال عملية تسمى “الطي” وذلك عندما تضغط القوى التكتونية المؤثرة من كلا الجانبين على الصخور الرسوبية، فإذا كانت الصخرة باردة وهشة يمكن أن تتكسر ولكن إذا كانت دافئة بدرجة كافية فإنها ستصبح طية.
اقترح الباحثون في ورقة بحثية عام 2014 في مجلة “علوم الأرض الأفريقية” أن الصخور البركانية اندفعت من باطن الأرض وشكلت القبة المتآكلة التي نراها اليوم، ومن المحتمل أن يكون تغير موضع القارات قد لعب دورًا في هذه التكوينات البركانية والتحولات التكتونية.
يتكون هيكل العين من مجموعة من الصخور الرسوبية والبركانية، بالإضافة لحبيبات دقيقة من الريوليت وصخور جابرو خشنة البلورات على سطح الهيكل، ويقول العلماء أن الألوان المميزة للتشكيل الجيولوجي يعود إلى تفاوت سرعات تآكل الصخور الموجودة في الحلقات مما يخلق أنماطًا ملونة مختلفة عبر السطح.
وتضيف الصخور الرسوبية ذات الزوايا الحادة التي تدعى megabreccia اللون المختلف المحيط بالتكوين، لا يزال التركيب الجيولوجي المعقد لصخور هذا المَعلم يحير العلماء حتى الآن وتم اعتبارها عام 2022 من ضمن أول 100 موقع تراث جيولوجي معترف بها من قبل الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS).
المصدر: أراجيك – Arageek