كان القمر ومازال يمثل حلماً صعب المنال مع صعوبة الوصول إليه واستحالتها قبل سنة 1969.
حيث استطاع رائد الفضاء المشهور “نيل أرمسترونغ”، كسر القواعد وتمكن من تسجيل أولى خطوات الإنسان على القمر، في اليوم العشرين من يوليو لعام 1969.
ولكن هذا الإنجاز الضخم يواجه بعض العثرات بظهور اقتراح يتهمه بعدم ارتداء الحذاء ذاته الذي ظهرت آثاره على القمر.
ارتكزت هذه النظرية في فحواها على مقارنة صورة بدلة (نيل أرمسترونغ) الفضائية التي ارتداها في رحلة (أبولو 11) المُلتَقَطة من قِبَل رائد الفضاء (فيل بلايت)، والمعروضة في قسم متحف القوة الجوية والفضائية في متحف (سميثسونيان)، مع أخرى مُلتَقَطةٍ أثناء المهمّةِ نفسِها.
كان (أرمسترونغ) وأفراد الطاقم الآخرين يرتدون بدلة Apollo/Skylab A7L الموضّحة في الصورة أعلاه.
لكن كان معهم كذلك معدّاتٌ إضافية كغطاء البدلة وأغطية أسفل الأحذية.
ارتدى (أرمسترونغ) وزملاؤه في الطاقم بدلة Apollo/Skylab A7L كما في الصورة المُلتقَطَة أعلاه، ولكن بالإضافة إلى البدلة فقد كانوا محمّلين بمعدّاتٍ أخرى، أي أنّهم على سبيل المثال كانوا يضعون أغطية على أحذيتهم.
لابدّ من التنويه في سياق المقال أنّه وفقاً لوكالة (ناسا)، فإنّ آثار الحذاء الّتي شوهدت في الصورة الأخرى ليست لـ(أرمسترونغ) بل لرائد الفضاء الآخر (باز آلدرين).
أمّا بالنسبة للأغطية الشاملة، فقد أمّنَت حمايةً من الغبار والتمزق والتفكك لكامل البدلة الفضائية، وخلّفَت وراءها آثارَ أقدامٍ مميزة يمكن رؤيتها في العديد من الصور اللاحقة المُلتَقَطة في المهمّة، وإنْ لم تقتنِعْ بعد كل هذا، فبإمكانك الذهاب إلى القمر بنفسك ورؤية أولى آثار الأقدام البشرية هناك، وبما أنّ الرياح لا تهبُّ في القمر، فتقول (ناسا) أنّ هذه الآثار ستبقى لملايين السّنين هناك.
السؤال الآخَر الذي سنتناوله هو: لماذا لم تُوضَع أغطية الأحذية في المتحف كما غيرُها من معدّات (أرمسترونغ)؟
حذاء نيل أرمسترونغ لدى مسحه بالأشعة السينية للتأكد من خلوه من أية شوائب قد تخل بالسير الحسن للمهمة.
الجواب هو: لقد تركت رحلة (أبولو) وراءها 100 من المعدّات على سطح القمر لتخفيف الحمولة والمحافظة على سلامةِ رواد الفضاء وتعزيز فرصهم في العودة إلى الأرض، وبالإضافة إلى الشاشات، والسوائل البشرية، خلّف رواد الفضاء أغطية الأحذية تلك هناك في القمر.
عليك أن تتذكّر أنّ (أرمسترونغ) قال بأنّ الإنجاز لم يكن المشي على سطح القمر، بل كان الهبوط بالمركبة القمرية على سطحِهِ بسلام، فهو يقول بالحرف الواحد: ”لا يشعر روّاد الفضاء بمتعةٍ حقيقية حين يسيرون بأقدامهم، بل حين يُحلّقون بمركباتِهم، يشعرُ روّادُ الفضاء بالزّهو حين يهبطون بمركباتهم بسلام، وليس حين يخرجون منها“.
آثار خطوات الإنسان على سطح القمر
رائد الفضاء (نيل أرمسترونغ) على سطح القمر.
لا يمكن لأحد أن ينكر أنها كغيرها من الرحلات الفضائية، كانت مليئة بالإثارة والكثير من التضحيات.