منوعات

للمرة الأولى ..اكتشاف مومياوات مصرية “تمد” ألسنتها الذهبية

في قلب دلتا النيل، تحديداً بمحافظة المنوفية (شمال القاهرة)، نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بجبانة قويسنا الأثرية خلال موسم الحفائر الحالي في الكشف عن امتداد لجبانة قويسنا، التي تضم مقابر أثرية ترجع إلى فترات زمنية مُختلفة.

رقائق ذهبية

وكان مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قد صرّح في بيان صحافي، بأن البعثة عثرت أيضاً على عدد من الرقائق الذهبية على هيئة ألسنة آدمية في فم بعض المومياوات المكتشفة، التي كانت في حالة سيئة من الحفظ، إضافة إلى العثور على بعض الدفنات عبارة عن هياكل عظمية ومومياوات جرى تجليدها بالذهب على العظم مباشرة تحت اللفائف الكتانية والأصماغ والقار المستخدمة في عملية التحنيط، وكذلك بقايا توابيت خشبية على الهيئة الآدمية، وعدد من المسامير النحاسية المستخدمة في تلك التوابيت.

ونجحت البعثة أيضاً في كشف عدد من الرقائق الذهبية على هيئة الجعران وزهرة اللوتس، وعدد من التمائم الجنائزية والجعارين الحجرية والأواني الفخارية التي استخدمت في عملية التحنيط.

وكانت نتائج أعمال البعثة الأثرية في جبانة قويسنا خلال مواسم الحفائر السابقة، قد أسفرت عن كشف عدد من المقابر والوحدات المعمارية، التي عثر بداخلها على توابيت حجرية ذات الهيئة الآدمية، وتابوت ضخم من الجرانيت الأسود لأحد أهم الكهنة في مدينة أتريب (بنها) عاصمة الإقليم العاشر.

طراز فريد للجبانة

أوضح أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، في البيان الصحافي، بأن الجبانة تتميز بطراز معماري فريد، حيث شُيدت من الطوب اللبن، وتتكون من بئر للدفن في الجهة الغربية للجبانة، وعلى جانبيه غرفتان، إضافة إلى أن القبو الرئيس الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب به ثلاث حجرات للدفن مقبية الأسقف، وتتجه من الشرق إلى الغرب.

IMG_20221124_200154.jpg

الألسنة الذهبية كانت من سمات الدفن الشائعة في الحقبة الرومانية (وزارة الآثار المصرية)

وأضاف عشماوي أن أعمال الحفائر داخل الجبانة كشفت عن أنه جرى استخدامها خلال ثلاث فترات زمنية مختلفة، حيث إن اللقى الأثرية التي عثرت بداخلها وعادات الدفن في كل مستوى من مستويات الدفن بها كانت مختلفة عن بعضها، إضافة إلى اختلاف اتجاهات الدفن، وطرق وضع المومياوات، الأمر الذي يرجح إعادة استخدام المقبرة بداية من العصر المتأخر والعصر البطلمي ومرحلتين في العصر الروماني.

الفترة اليونانية الرومانية

وعن قيمة منطقة قويسنا وأهميتها في مصر القديمة يقول أحمد بدران، أستاذ التاريخ بكلية الآثار جامعة القاهرة لـ”اندبندنت عربية”، “محافظة المنوفية كانت جزءاً من الإقليم الرابع والتاسع من أقاليم مصر السفلى في مصر القديمة، مصر كانت مقسمة إلى 42 إقليماً، وهذه المنطقة بها قليل من المواقع الأثرية، باعتبارها كانت مدينة عادية، وليست مثل مناطق أخرى في دلتا النيل كانت عواصم لفترات معينة، مثل محافظتي الشرقية والغربية، ويمكن القول إن جبانة قويسنا تعتبر الموقع الأثري الأهم في المنطقة”.

IMG_20221124_200057.jpg

استخدمت جبانة قويسنا على مدار أكثر من فترة زمنية وحتى العصر الروماني (وزارة الآثار المصرية)​​​​​​​

ويضيف بدران، “جبانة قويسنا تقع جنوب بلدة مصطاي التي يوجد بها أيضاً موقع أثري مهم، والإقليم التاسع لمصر القديمة كان يرمز إليه برمز الراعي، الذي يمسك بصولجان الحكم، وكانت عاصمة الإقليم تسمى (أبو صير بنا)، وكانت مقر للمعبود أوزير، وهو الرب الراعي للموتى في العالم الآخر، ومعظم الآثار الموجودة في منطقة قويسنا تعود إلى الفترة اليونانية الرومانية، ومعظمها مبني من الطوب اللبن، مما يجعل من القائم بشدة أن كثيراً منها اندثر مع الزمن”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دلالة الألسنة الذهبية

ضم الكشف الأثري مجموعة من الرقائق الذهبية كانت توضع على لسان المتوفي ضمن عادات الدفن خلال هذه الفترة وعن دلالتها يقول بدران “وضع رقائق ذهبية على لسان المتوفي كان من الشائع في العصر الروماني، وكان الهدف منها أن تعمل كدعامة للسان الشخص حتى يستطيع أن يجيب بثبات عن أسئلة محكمة الأرباب التي ستحدد مصيره في العالم الآخر، وجدير بالذكر أن مثل هذه الألسنة الذهبية قد عثر على مثيل لها سابقاً في كشف أثري بمنطقة أبو صير بالإسكندرية، التي تضم كثيراً من الآثار التي تعود إلى نفس الحقبة الرومانية”.

ويضيف، “لهذا الكشف أهمية كبيرة، لأنه يضيف للمواقع الأثرية في المنطقة، ويعطينا فكرة عن عادات الدفن في خلال هذه الفترة، وشكل التوابيت والنقوش والأواني، لأن عادات الدفن اختلفت في خلال هذه الحقبة عن عصر مصر القديمة، وبشكل عام الاكتشافات الأثرية في منطقة الدلتا مهمة، لأنها تهددها المياه الجوفية التي يمكن أن تهدد الآثار المدفونة في باطن الأرض، فأي كشف بالمنطقة يمثل حلقة جديدة، وإضافة علمية وأثرية لتاريخ هذه الفترة”.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى