يزخر التراث البشري بقصص مدن أسطورية خيالية وأماكن غريبة ساحرة، مثل “منطقة تثاليا” فوق جبل أوليمبوس في اليونان، والتي كانت تعتبر مكان سكن الآلهة في الأساطير اليونانية، أو قصص مدينة “كاميلوت”، التي ارتبط اسمها بالملك الأسطوري آرثر. والتي تحدد القصص موقعها بأنها في مكان ما في بريطانيا العظمى.
ومن المعروف أن كاميلوت وتثاليا من نسج الخيال الخالص، ولن يفكر أحد بتضييع وقته في البحث عن أي منها، لكن على العكس كانت هناك مدن أسطورية كثيرة أخرى، ألهمت رحلات بحث وحملات استكشافية للبحث عنها، والتمتع بكنوزها أو ما امتلكته من تقنيات وأسرار خارقة للطبيعة، تعرف على أشهر 5 مدن أسطورية في العالم.
1- أتلانتس مدينة التقدم التكنولوجي المفقودة
على الرغم من وجود مدن أسطورية كثيرة لكن أتلانتس تعد من أشهر المدن الأسطورية على الإطلاق، لكثرة المواد المكتوبة والأفلام والمسلسلات عن الجزيرة الأسطورية التي غرقت تحت الأمواج في الماضي البعيد، حاملة معها حضارة متقدمة، كانت موجودة منذ أكثر من 11000 عام.
وفقاً للأساطير اليونانية، عندما قسمت الآلهة الأرض ووزعت بينهم، كانت أتلانتس من نصيب بوسيدون (إله البحر). وقع بوسيدون في حب امرأة بشرية تدعى كليتو. أنجب الزوجان خمسة أزواج من التوائم، وكانوا جميعاً من الأولاد. كان أطلس أكبر هؤلاء، وكان الملك الشرعي للجزيرة بأكملها.
لكن بعد أن وصلت المدينة إلى ذروة تقدمها التكنولوجي، دُمرت مدينة أتلانتس بسبب موجة عظيمة وزلزال مدمر وغرقت تحت مياه البحر. وفي نصوص أفلاطون، كانت أتلانتس “أكبر من ليبيا وآسيا مجتمعين” وتلك التسميات، كانت تشير إلى شمال إفريقيا الحديثة وأكثر من نصف تركيا.
أما مكانها بحسب افلاطون، كان في المحيط الأطلسي، في مكان ما قرب مضيق جبل طارق. وهي مساحة كبيرة بما يكفي، إذا كانت أتلانتس موجودة بالفعل في مكان ما تحت الماء في المحيط الأطلسي، فستظهر بالتأكيد على خرائط السونار لقاع المحيط.
وعلى الرغم من عدم وجود أي أدلة أخرى تؤكد وجود أتلانتس، لكنها شغلت خيال الكثيرين، حتى إنه في السنوات التي أعقبت عودة كولومبوس واكتشاف أمريكا الشمالية، ادعى الكثيرون أن كولومبوس بالحقيقة عثر على مدينة أتلانتس الأسطورية.
وحتى في القرنين العشرين والحادي والعشرين. لايزال الكثير من علماء الآثار يبحثون عن أدلة لوجود تلك المدينة الأسطورية. بينما تشير جميع الأدلة المتاحة إلى أن الفيلسوف أفلاطون، اخترع اسطورة أتلانتس لتوضيح مخاطر الدولة العدوانية المغرورة.
2- إل دورادو المدينة المصنوعة من الذهب
مع أن إل دورادو تعني حرفياً “الرجل المذهب” إشارة للملوك الذين حكموا بعض المدن في جبال الأنديز الشمالية، واشتق الاسم من طقوس التتويج عندما كان الملك يُغطى بغبار الذهب، ويتم إلقاء المجوهرات في بحيرة “جواتافيتا” .
لكن بمرور الوقت ، ارتبط اسم إل دورادو بمدينة أسطورية مفقودة، وانتشرت الأساطير عن المدينة المصنوعة من الذهب. وعندما سمع الغزاة الإسبان تلك القصص، حاولوا بكل الوسائل الممكنة العثور عليها.
على مر القرون كانت هناك حملات استكشافية عديدة لإيجاد “إل دورادو المدينة المصنوعة من الذهب” ولكن لم ينجح أي منها. في ثمانينيات القرن التاسع عشر، حاول “أنطونيو دي سيبولفيدا” تجفيف البحيرة والعثور على الكنز الذي تراكم حسب الأساطير في قاعها بعد قرون من احتفالات التتويج.
تم العثور على بعض المصنوعات الذهبية حول حواف البحيرة ولكن حدث انهيار أرضي، وانهار السد الذي تم بناؤه، وبدأ منسوب مياه البحيرة في الارتفاع مرة أخرى. وفي مواجهة تمرد من السكان المحليين، أُجبر الإسبان على التخلي عن بحثهم عن المدينة الأسطورية.
وانطلقت بعدها عدة محاولات كانت نتائجها مخيبة للآمال بشكل كبير. فحتى الذهب الذي تم العثور عليه، كان لا يغطي نفقات تلك الحملات ولم يتم العثور على أي شيء من الثروات التي ذكرت في أساطير المدينة المصنوعة من الذهب.
3- شانجريلا “الجنة” المخفية وسط جبال التبت
شانجريلا هي كلمة سنسكريتية تعني “مكان السلام”، وهي وصف لواحدة من عدة مدن أسطورية، وبحسب الثقافة البوذية، هي مكان شبيه بالجنة؛ حيث لا يمكن أن يعيش إلا الأنقى في مكان يفيض بالحب والحكمة. ولا يوجد شيخوخة أو معاناة في هذه المملكة الأسطورية في جبال الهيمالايا.
كان سبب انتشارها في الثقافة الغربية رواية “Lost Horizon” لجيمس هيلتون، التي نُشرت عام 1933، في رواية هيلتون، فإن “شانجريلا” يرأسها راهب يبلغ من العمر 200 عام، وعاش السكان حياة سلمية، خالية من المال أو الجشع، وكانوا يحتفظون بأسرار ثقافتهم القديمة.
لكن هناك ذكر للمكان في مصادر أقدم بكثير من رواية “Lost Horizon” لجيمس هيلتون، حيث ذكر الشاعر الصيني تاو يوان مينغ، في عهد أسرة جين، 265 إلى 420 قبل الميلاد، مكاناً مشابهاً لشانجريلا.
في القصة التي كتبها ” تاو يوان مينغ”، يكتشف صياد بالصدفة مجموعة من الأشخاص يعيشون في منطقة معزولة خضراء بعد مرور قاربه تحت مغارة غامضة. وكان سكان ذلك المكان طيبين ورحبوا بالصياد في منزلهم السعيد.
وفي عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، عاش صحفي من ناشيونال جيوغرافيك في منطقة مقاطعة يونمان في الصين، وقدم مقالات وصوراً للوادي الخصب. ورجح أن هذا المكان قد يكون هو الذي ألهم أسطورة شانجريلا، ولكن لم يتم العثور على أي أشخاص معمرين أو خالدين كما ذكر في القصص.
4- ثول الجزيرة المفقودة التي بحث عنها النازيون
“ثول” هو الاسم الذي يطلق على جزيرة أسطورية يعتقد أنها تقع في أقصى شمال الكرة الأرضية، وشأنها شأن غيرها من مدن أسطورية، غامر المستكشفون في القرن الرابع قبل الميلاد، في البحث عنها وذُكرت في مصادر كثيرة على اختلاف بعض التفاصيل.
ولم يكن المستكشفون القدامى، وعلماء الأساطير هم الوحيدين الذين بحثوا عن ثول، اعتقد بعض النازيين أيضاً بوجودها. واعتبروها مسقط رأس العرق الآري. لقد آمن أفراد “جمعية ثول” النازية بوجود الجزيرة، ووصفوها بأنها أرض “البشر الخارقين” الذين يتمتعون بقدرات سحرية، ويمتلكون تكنولوجيا تتجاوز ما هو موجود في الوقت الحالي.
5- ليموريا القارة المفقودة وسكانها الخارقون
وإن كنا نتحدث عن مدن أسطورية، لكن لا بد من إدراج قارة “ليموريا” الاسطورية في القائمة، لأنها أشعلت حماس الباحثين عن المدن المفقودة حتى وقت قريب، في هذه القارة المفقودة، كما يعتقد البعض، كان هناك في يوم من الأيام جنس من البشر، يُطلق عليهم “Lemurians”، وكان لديهم أربع أذرع وأجسام ضخمة.
وقد غُمرت القارة تحت المحيط نتيجة كوارث جيولوجية. وعلى عكس غيرها من مدن أسطورية، لاقت أسطورة ليموريا بعض القبول في المجتمع العلمي، وبدأت تظهر في أعمال العلماء الذين اقترحوا وجود جسر بري بقي فوق الماء لفترة كافية لتسهيل هجرة البشر من إفريقيا أو آسيا إلى الأمريكتين.
افترض بعض العلماء الآخرين، أن ليموريا امتدت عبر أجزاء من المحيط الهادئ. لكن الأبحاث المتقدمة والنتائج الجيولوجية أوضحت أن القارات لم تغمر أو تختف، وأن ليموريا لم تكن موجودة أبداً. واختفت نظرية ليموريا من الاعتبارات العملية بعد أن قبل المجتمع العلمي نظرية الصفائح التكتونية والانجراف القاري.