منوعات

“كنز الدورادو الأسطوري” ..ماذا تعرف عن الكنز الذي خسر الألمان مستعمرتهم بأمريكا بسببه

“كنز الدورادو الأسطوري” ..ماذا تعرف عن الكنز الذي خسر الألمان مستعمرتهم بأمريكا بسببه

خلال القرن الخامس عشر، اتجهت العديد من الدول الأوروبية كإسبانيا والبرتغال وإنجلترا وفرنسا لإنشاء مستعمرات بالقارة الأميركية التي تمكن البحار والمغامر الإيطالي كريستوفر كولومبوس (Christopher Columbus) من بلوغها برحلته عبر المحيط الأطلسي عام 1492.

وإضافة للإسبان والبرتغاليين والفرنسيين والإنجليز، تمكن الألمان خلال نفس القرن من الحصول على موطئ قدم بالعالم الجديد ليستقروا بعدد من المناطق الواقعة بيومنا الحاضر بفنزويلا.

وفي الأثناء، لم تستمر التجربة الألمانية طويلا حيث سرعان ما أجبروا على التخلي عن مستعمرتهم بسبب العديد من الظروف.

خريطة تجسد موقع المستعمرة الألمانية

البندقية الصغيرة

ما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر، وضع الألمان أيديهم على أجزاء صغيرة من جزر الكاريبي. لكن قبل ذلك، خاص الألمان تجربة استعمارية أخرى فاشلة ما بين عامي 1528 و1546 بالقارة الأميركية.

ويعود الفضل في ذلك للأمير بارثولوميوس ويلسر (Bartholomeus Welser) المصنف كأحد أهم الأثرياء والمصرفيين الألمان بتلك الحقبة حيث أدار الأخير شؤون بنك الإخوة ويلسر محققا بذلك ثروة هامة.

وبالسنوات الفارطة، أقرض ويلسر ملك إسبانيا تشارلز الخامس (Charles V)، المعروف أيضا بشارلكان، مبالغ مالية كبيرة لتمويل حروبه وحملاته العسكرية. ومع عجزه عن سداد ديونه المتراكمة تجاه هذا المصرفي الألماني،

وقّع شارلكان اتفاقية مع الأمير بارثولوميوس ويلسر وافق من خلالها على منحه مستعمرة مقاطعة فنزويلا، المعروفة أيضا بمقاطعة كراكاس، الإسبانية كتعويض لسداد ما عليه. ومع حصولهم عليها، غيّر الألمان اسم مقاطعة فنزويلا وأطلقوا عليها بدلا من ذلك اسم البندقية الصغيرة (Klein-Venedig).

لوحة تجسد المصرفي الألماني ويلسر

إلغاء المعاهدة

خلال الفترة التالية، شجّع بارثولوميوس ويلسر عمال المناجم الألمان على الهجرة نحو البندقية الصغيرة. وفي الآن ذاته، استقطب الأخير ما يزيد عن 4 آلاف من العبيد الأفارقة نحو المستعمرة لتوفير يد عاملة مجانية للألمان المهاجرين ومساعدتهم على العمل بالحقول والمزارع.

وفي الأثناء، فارق عدد كبير من المهاجرين الألمان والعبيد الأفارقة الحياة بالسنوات الأولى بسبب الأمراض الاستوائية وهجمات السكان الأصليين الذين رفضوا دخول الألمان لمناطقهم للتنقيب عن الذهب. فمنذ حلولهم بالمنطقة، اتجه المهاجرون الألمان للبحث عن كنز الدورادو (El Dorado) الأسطوري الذي حدّث عنه عدد كبير من المستكشفين سابقا.

إلى ذلك، أطلق حاكم المستعمرة أمبروزيوس إيهنغر (Ambrosius Ehinger)، الذي عيّنه بارثولوميوس ويلسر، حملة البحث عن الدورادو. وبعد حملة أولى فاشلة تصدى لها السكان الأصليون، قاد الأخير حملة ثانية مدعوما بمئات الجنود وعشرات الأحصنة أملا في الظفر بالذهب الأسطوري.

وقد لقيت هذه الحملة الثانية فشلا ذريعا حيث قتل أمبروزيوس إيهنغر في حدود العام 1533، رفقة عدد كبير من جنوده، بسهام السكان الأصليين الذين رفضوا دخوله لمناطقهم.

رسم تخيلي للقوات الألمانية بمستعمرة البندقية الجديدة

وعقب إنشاء الألمان الناجين لمدينة نورمبرغ الجديدة بالمنطقة، حل الحاكم الجديد غيورغ فون شباير (Georg von Speyer) لخلافة أمبروزيوس إيهنغر على رأس المستعمرة الألمانية. وكسلفه، قاد الأخير حملة فاشلة، استمرت لثلاث سنوات، للبحث عن الدورادو. وخلال هذه الحملة، فارق المئات من المهاجرين الألمان الحياة بسبب الأمراض وهجمات السكان الأصليين. وبحلول العام 1539، مرض غيورغ فون شباير واضطر للتنازل عن منصبه قبل أن يفارق الحياة بالعام التالي عن عمر ناهز 40 عاما.

عام 1540، حلّ الحاكم الجديد فيليب فون هوتن (Philipp von Hutten) بمستعمرة البندقية الجديدة. ومرة أخرى، اتجه الألمان لقيادة حملة إضافية للعثور على الدورادو. وأثناء غياب فون هوتن، أدار الإسباني خوان دي كارفخال (Juan de Carvajal) شؤون المستعمرة.

لوحة تجسد الملك الإسباني شارلكان

مع عودة فون هوتن وفشل حملته للبحث عن الدورادو، اعتقل الأخير رفقة ويلسر ليمكث بالسجن أشهرا في انتظار صدور حكم بحقه. وتزامنا مع ذلك، عمد الملك الإسباني شارلكان عام 1546 لإلغاء معاهدته السابقة مع ويلسر لتقع بذلك مستعمرة البندقية الجديدة بقبضة الإسبان.

المصدر: العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى