ظهرت قبل أسابيع في المحيط الهادئ.. ماذا تعرف عن أحدث جزيرة في العالم؟
تعد البراكين والزلازل من الظواهر الجيولوجية المسؤولة عن تجديد القشرة الأرضية، كما تعد السبب الأساسي الذي اكتسب به العالم شكله الجغرافي المعهود.
بالمقابل لم تتوقف هذه الظواهر عن تنفيذ مهمتها الطبيعية، في إخراج أراض جديدة للوجود وتغييب أخرى تحت المياه.
وهو الأمر الذي حدث مؤخراً في عرض المحيط الهادئ، قبالة السواحل الأسترالية، حيث خرجت جزيرة جديدة من المحيط، إثر ثوران بركان بحري، حسبما رصدت وكالة ناسا الأمريكية، فيما يبقى عمر هذه الجزيرة مجهولاً لدى الباحثين.
جزيرة جديدة في المحيط الهادئ
غير بعيد عن السواحل الشرقية لأستراليا، وعلى الحدود البحرية لأرخبيل التونغا، شهدت مياه المحيط الهادئ ميلاد جزيرة صخرية جديدة، ذلك إثر ثوران بركان “هوم ريف” البحري في قعر المحيط، الذي صعدت انصهاراته إلى السطح، لتشكل بعد ذلك أرض الجزيرة.
وحسب تقارير إعلامية، تقع هذه الجزيرة عند تقاطع ثلاث صفائح تكتونية متداخلة ببطء، ما تسبب في زلازل تحت الماء، أدت إلى نموها بشكل واضح، فقد انتقلت من 4 آلاف متر مربع إلى 24 ألف متر مربع في غضون أسبوع واحد، أي ما يعادل ملعبين إلى ثلاثة ملاعب كرة قدم.
وقالت سلطات أرخبيل تونغا بأن الجزيرة الجديدة “تمثل خطراً على حركة الملاحة الجوية والبحرية، خاصة لدى سكان مجموعتي الجزر المجاورة كفافاو وهاباي”. كما مُنع كل أنواع الملاحة في محيط 4 آلاف كيلومتر حول الجزيرة.
فيما ليست هذه المرة الأولى التي يأتي بها بركان “هوم ريف” بجزر جديدة إلى الوجود، وحسب وكالة ناسا الأمريكية “شهد بركان هوم ريف أربعة انفجارات مسجلة، لا سيما بين عامي 1852 و1857، إذ تشكلت إثرها جزر صغيرة مؤقتة. وخلال ثورات 1984 و2006، كذلك نتجت جزر سريعة الزوال مع منحدرات بارتفاع 50 إلى 70 متراً”.
كيف تشكل البراكين جزراً جديدة؟
وتشكيل الجزر الجديدة ليس حكراً على البركان المذكور، ففي أغسطس/آب 2021، رصد خفر السواحل الياباني ظهور جزيرة جديدة على بعد 1200 كيلومتر جنوب العاصمة طوكيو، صعدت إلى السطح إثر ثوران بركان بحري في المنطقة.
ويجمع العلماء على أن البراكين كانت أحد العوامل الأساسية في رسم جغرافية الأرض الحالية، إذ كانت القارات كتلة واحدة قبل نحو 210 مليون سنة، وخلال الزمن انقسمت القشرة الأرضية إلى عدة أجزاء تسمى “الصفائح التكتونية” التي انجرفت بعيداً عن بعضها ونتج عن هذه الحركة تكوُّن قارات العالم، والجزر القارية، مثل مدغشقر وغرينلاند.
وتشكل حركة الصفائح التكتونية نوعين من الاحتكاك فيما بينها؛ الاصطدام الذي يحدث الزلازل، أو تنغرز الصفيحة الأثقل تحت نظيرتها الأخف ما يحدث البراكين.
وقد تنتج الجزر إثر هذه الانفجارات البركانية، وتعد جزر اليابان أحد الأمثلة البارزة لذلك، إذ نتجت عن تداخل صفيحتي أمريكا الشمالية وأوراسيا الخفيفتان، بالإضافة إلى الصفيحة الفلبينية وصفيحة المحيط الهادئ الأثقل.
TRT عربي