منوعات

بئر الطويل ..قصة المكان الذي يتنازع على ملكيته العديد من الأشخاص ولم تطالب أي دولة بضمه حتى الأن

كثيرا ما شهدت صفحات التاريخ صراعات ونزاعات طويلة على مناطق حدودية بقصد فرض السيطرة والنفوذ عليها اما لثرواتها او موقعها الاستراتيجي وكان صراع الحدود المصرية السودانية أحد ابرز تلك الصفحات إلا بئر الطويل..فماهي الحكاية؟؟

هو أحد الأماكن الحدودية القليلة التي لم يطالب بها أحد او يحاول فرض سيطرته عليها، ولعل أفضل وصف جغرافي لها هو أنها أرض صحراوية مغطاة بالرمال ومحاطة بالجبال بعيدة عن أي طريق او بحر.

وقد وضع العديد من الاشخاص تصريحات لهم عبر الانترنت عن هذا المكان على أنه ملكهم الخاص، ولكن لم يتم قبول اي من هذه الادعاءات بشكل رسمي.

موقع بئر الطويل على الخريطة

تقع مدينة بئر الطويل عند الحدود المصرية السودانية ورغم أن لها شكلا رباعي الاضلاع، إلا أنه يشار اليها باسم متعارف عليه وهو (مثلث بير الطويل) ويرجع ذلك إلى ارتباطه بمثلث حلايب الذي يقع بجواره مباشرة، كلا المكانين معاً يمثلان مثلثًا.

تبلغ مساحته 795 ميل مربع وهو مغطى بالرمال والجبال في المقام الأول ولا تزال الأرض غير مُطالب بها لأنها صغيرة الحجم، وليس لديها مستوطنات دائمة أو إمكانية للوصول إلى البحر بسهولة، ولا تحظى بقيمة كبيرة.

مساحة بئر الطويل

يغطي بئر الطويل بالرمل والجبال و يمتد على مساحة 795 ميل مربع (2060 كيلومتر مربع)، وحدوده الشمالية 95 كيلومترا (59 ميلا) في الطول، والحدود الجنوبية طولها 46 كيلومترًا (29 ميلا)، والحدود الشرقية والغربية تبلغ 26 كيلومتر (16 ميل) و49 كيلومتر (30 ميل) بالترتيب.

ماذا عن جباله وأوديته

يحيط به جبال من الشمال والشرق، باتجاه الشمال يقع جبل الطويل بارتفاع 459 متر و يقع جبل حجر الزرقاء على الجانب الشرقي ويبلغ ارتفاعه 662 متراً، في الجنوب، يقع وادي الطويل، المعروف أيضًا باسم “خور أبي بارد”.

الجدير بالذكر أنه لم تتم المطالبة بالأرض بسبب النزاع على الحدود بين مصر والسودان، فالمعركة الفعلية ليست المطالبة ببئر الطويل ولكن المطالبة بمثلث حلايب الذي يقع شمال شرق بئر الطويل، حيث أن مثلث حلايب أكثر قيمة من بئر الطويل وكلا البلدين غير مستعدين لتركه .

النزاع حول بئر الطويل

من أجل فهم أفضل لكيفية بقاء بير الطويل غير مُطالب به، يتعين على المرء إعادة النظر في النزاع الحدودي بين مصر والسودان حيث أن المعركة الحقيقية هي على مثلث حلايب.

في عام 1899، كانت المنطقة تحت حكم المملكة المتحدة ووقعت مصر وبريطانيا الاتفاق المصري البريطاني المشترك، الذي سمح لكلا من البلدين بالانفصال عن بعضهم البعض و تم الانقسام بالتوازي بين مصر والسودان.

ماهية الصراع

كانت المشكلة في الحدود التي وضعتها المملكة المتحدة أنها لم تأخذ بعين الاعتبار الأشخاص الذين يعيشون هناك، حيث أنه كان مجرد قرار تعسفي رسمي لفصل بلدين، لذلك ، في عام 1902، رسمت المملكة المتحدة حدود إدارية جديدة أخذت بعين الاعتبار الأراضي التي تستخدمها القبائل المختلفة، وقد تم ذلك للتأكد من أن القبائل لن تعيش في بلد وترعى مواشيهم في بلد آخر، وقد استُخدم بئر الطويل كأرض للرعي على الرغم من عدم وجود أي شخص يعيش هناك.

أين بدأ الصراع

بدأت المشاكل بعد أن اعتبر الحكم البريطاني أن الحدود الإدارية الجديدة هي الحدود الصحيحة، في حين أن مصر تؤمن بالحدود 22 السابقة  وفقاً للحدود القديمة، يقع مثلث حلايب في مصر، لكنه يقع في السودان وفقاً للحدود الجديدة.

لذا طالب البلدان بأحقية هذا المثلث و من الواضح تمامًا لماذا تقاتل الدولتان على نفس الأرض، وذلك لأنه أكبر بعشرة أضعاف من بئر طويل وله مدخل إلى الطرق الحية والبحر، كما يوجد في حلايب مثلث واحد من السكان مقارنة ببئر طويل القاحل وبئر كامل أيضا.

العديد من الأشخاص أعلنوا ملكيتهم لهذه الأرض

على الرغم من أن مصر والسودان لم يطالبوا ببير الطويل لفترة طويلة، إلا أن هذا لم يمنع الآخرين من المطالبة بهذه الأرض ملكًا لهم، وقد أصدر العديد من الأشخاص التصريحات على الإنترنت فيما يتعلق بملكية بير الطويل، ولكن لم تؤخذ أي من هذه التصريحات مأخذ الجد.

هناك عدد قليل من الناس الذين أعلنوا أنفسهم كحكام لهذه الكتلة الأرضية، وقد أدعى رجل أمريكي و أخر هندي و أخر روسي ملكيتهم لبئر الطويل.

عندما زعم ديكسيت الهندي نفسه بأنه “ملك بير الطويل”، أخذ هيتون الأمريكي الخبر إلى وسائل الإعلام الاجتماعية ليضربه علناً ووصفه بالكاذب، ونتيجة لذلك، تحدث الاثنان بشكل خاص وقررا العمل معا من أجل تحسين بئر الطويل، بعد ذلك جاء الروسي وذكر أن كل من هيتون و ديكسيت زوروا ملكيتهم إلى بئر الطويل.

وتستمر المعركة على ملكية هذا البئر بين هؤلاء الرجال الثلاثة على الرغم من أن ادعاءاتهم لا تحمل أي أهمية رسمية أو غير رسمية حتى..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى