منوعات

البحيرات العجيبة متغيرة اللون في “كيليموتو” ..ما قصتها وما التفسير العلمي لتغير لونها؟

تكثر البراكين عادة في الدول التي تتميز بعدم استقرارها التكوني وتغيراتها المناخية المتقبلة, ومن أكثر الدول نشاطاً بركانياً في العالم إندونيسا حيث يوجد فيها سوى موسم رطب وجاف طوال السنة مع مناخ الغابات الاستوائية المطيرة وتربة خصبة جداً بسبب النشاط البركاني.

وكذلك تضم إندونيسا مئات الجبال، معظمها إما بركاني نشط أو غير نشط لذا كان للإندونيسيين مصطلح يسمى “rib” يعني “ألف” وهو يعبر عن الجبال التي يزيد ارتفاعها عن 1000 متر ومصطلح “special” وهي كلمة إندونيسية تعني “خاص” تدل على الجبال الأقصر من ذلك.

و واحد من الجبال الشاهقة الطول  في إندونيسا جبل يدعى Kelimutu وهو جبل بركاني يشتهر بالبحيرات الثلاثة على قمته التي تغير ألوانها من الأخضر إلى الأزرق أو الأسود أو الأحمر.

جزيرة فلوريس

تقع مدينة Kelimutu على مقربة من بلدة صغيرة تعرف باسم Moni و على بعد حوالي 50 كم شرق Ende ، وهي جزء من حديقة Kelimutu الوطنية.

أعلى قمة في المنتزه تنتمي إلى جبل، كيليبارا على ارتفاع 1،731 متر (5،679 قدم)  وتحتوي الحديقة على نباتات مثل الصنوبر والكازارينا والأخشاب الحمراء ونبات الإديلويس و هو نبات نادر غير منتشر في أي مكان آخر في جزيرة فلوريس.

بحيرات كيليموتو

ميزة مثيرة للاهتمام في هذا  الجبل هو أن جانب واحد منه مغطى بغابة من الصنوبر في حين أن الجانب الآخر جاف ممتلئ بالرمال والتربة غير المستقرة، يُعتبر جبل Kelimutu مقدسًا من قبل المجتمع المحلي، حيث يعتقدوا أنه يعطي خصوبة للطبيعة  و تشتهر مدينة Kelimutu أيضا ببحيراتها ذات القمم الثلاث، والتي تعمل على جذب السياح والجيولوجيين على حد سواء بسبب ألوانها المختلفة.

البحيرات الثلاث في Kelimutu

تقع البحيرات الثلاثة في المنطقة الغربية، (Tiwu Ata Mbupu)  أو (TAM) أو “بحيرة المسنين”، و هى زرقاء اللون و (Tiwu Ko’o Fai Nuwa Muri)  أو (TiN)، أو “بحيرة الشباب” و “Maidens”، أو (Tiwu Ata Polo)  أو (TAP)، أو “Bewitched / Enchanted Lake”، و يشتركن مع بعضهم البعض من خلال فوهة مشتركة الجدار تمتد من ارتفاع 35 مترًا (115 قدما) فوق السطح ، و عادة ما تكون باللون الأخضر أو ​​الأحمر.

تختلف ألوان البحيرة على أساس دوري وهي منطقة جذب سياحي شهيرة وهذه التغييرات في ألوان البحيرة هي نتيجة التفاعلات الكيميائية التي تحدث بسبب المعادن الموجودة في الماء والغاز من البركان  هذا التفسير كان وفقًا لمسؤولي الحديقة الوطنية في Kelimutu والأدلة الإندونيسية، و مع ذلك، يعتبر هذا التفسير بسيطً و مضلل بالنسبة الجيولوجيين.

أول دراسة حول البحيرات

تم إجراء أول دراسة مسجلة للبحيرات من قبل عالم الطبيعة الفرنسي LeRoux الذي قدم وصفاً لها في سجل سفره في عام  1896، لم يتم إجراء دراسات أخرى مهمة لفهم الظاهرة حتى أواخر القرن العشرين.

بعد LeRoux، أجرى الجيولوجي الاستعماري الهولندي كيمرلنج مسحًا جيولوجيًا وجغرافيا أكثر شمولًا لكليمتو في عشرينيات القرن العشرين عندما سافر عبر جزيرة فلوريس، أبلغ عن نشاط بركاني ظاهر في شكل بخار وغازات فوق خط الساحل في TiN، وأفاد أيضًا أنه قبل 70 عامًا من زيارته ، كان جدار الفوهة الذي يفصل TAP و TiN مرتفعًا مثل حافة فوهة البركان المحيطة به وتآكل منذ ذلك الحين.

علماء جامعة ويسليان

أجرى علماء من جامعة ويسليان، كونيتيكت، ممسوحات جيوكيميائية للبحيرات، تم العثور على أن تركيب المياه في كل بحيرة مختلف كيميائيًا عن الأخرى مما أدى إلى اختلاف الألوان.

وخلال المسح، تم أخذ درجة الحرارة ودرجة الحموضة ومحتوى الأكسجين المذاب وكذلك عينات من المياه، و وجد أن بحيرة TAM وهى بركانية حمضية، كبريتية كانت أكثر نشاطًا في السبعينيات مما هي عليه الآن، أما TAP هي بحيرة حمضية مالحة وسطية في النشاط البركاني و التغييرات المتكررة في ألوانها هي نتيجة للتغيرات في حالة الأكسدة في الماء، أما عن بحيرة  TIN فهي بحيرة باردة وخماسية الحامض وتحتوي على مركبات الكبريت وربما تحتوي على بعض المعادن الغنية بالنحاس في الرواسب، لديها النشاط البركاني الأكبر الذي يشمل تدفق حوالي 85 طنا من ثاني أكسيد الكبريت في اليوم.

التفسير الأشمل

وفي النهاية كان التفسير الأشمل والأعم وبكل بساطة تم تشبيه التغييرات في لون البحيرات بلون الدم من خلال جلدنا فعندما يكون هناك نقص في الأكسجين، تبدو المياه خضراء مثل الأوردة في معصمك، وبالمثل، عندما تكون البحيرات غنية بالأكسجين، فإنها تظهر حمراء أو سوداء عميقة هذا ماأكده الدكتور “غريغوري ب. باسترناك” من جامعة كاليفورنيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى