ما الذي تخطط له السعودية؟ ..لماذا تنفق السعودية مليارات الدولارات على بناء مدينة بشكل خط مستقيم؟
تخطط المملكة العربيّة السعودية لاستثمار 100 إلى 200 مليار دولار من أجل بناء واحة خضراء في الصحراء، كـ مدينة بلا سيارات ولا شوارع ولا انبعاثات كربونيّة.
هذا ما أعلنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2021، “الخط” إنه حزام يبلغ طوله 106 كيلومترات من التجمعات السكانية المكتظة
ويمتد من جبال شمال غرب المملكة العربية السعودية إلى البحر الأحمر.
حلول التنقل النظيفة 100%
على عكس المناطق الحضريّة الملوثة اليوم فإنّ المدينة الجديدة التي من المتوقع أن يبلغ عدد سكانها مليون شخص سيتم تزويدها بالطاقة النظيفة بنسبة 100%
حيث يتم نقل السكان من خلال باستخدام وسائل التنقل النظيفة والانتقال السريع بشكل خاص.
أمّا عن تصميم المدينة – الخط – فيقول بن سلمان: “لماذا يجب أن نضحي بالطبيعة من أجل التطور؟ ولماذا يموت 7 ملايين شخص كل عام بسبب التلوث؟ لماذا نفقد مليون شخص كل عام بسبب حوادث السيارات؟”
لذلك سوف يتم تصميم الخط على شكل ثلاث طبقات: طبقة سطحية للمشاة، بالإضافة إلى طبقتين تحت الأرض للنقل والبنية التحتية، هذا التصميم كما يقول بن سلمان، سيحافظ على 95٪ من البيئة الطبيعية في المنطقة.
بنيّة تحتيّة قائمة على الذكاء الاصطناعي
وسوف يتم ترتيب المدينة على شكل مجموعات من المناطق الحضرية المجمعة على طول “العمود الفقري” المركزي، ويقول المطورون إنّ المدارس والمتاجر والضروريات الأخرى
ستكون على بعد خمس دقائق سيرًا على الأقدام، “ولن تستغرق الرحلة أكثر من 20 دقيقة”.
وفقًا للخطط، سيعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين الحياة اليومية للمقيمين والشركات على حد سواء، مع توقع تسخير 90 ٪ من البيانات المتاحة لتحسين قدرات البنية التحتية
ويقدر المطورون أن الخط سيخلق 380 ألف وظيفة جديدة ويزيد الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنحو 48 مليار دولار.
هذه المدينة ستكون وادي السيليكون السعودي
تم توقع الخط كأول بؤرة استيطانية من مدينة نيوم أو مدينة المستقبل، فهي خطة طموحة تخلص من المملكة العربية السعوديّة من اعتمادها على النفط
وتحوّلها إلى مركز تكنولوجي على غرار وادي السيليكون.
وستجمع بين المدن والبلدات والبحوث ومجالات التعليم ومناطق الجذب السياحي، وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال تشير الوثائق السرية إلى خطط الرحلات الجوية
ومدينة ملاهي على طراز Jurassic Park مع الديناصورات الآلية، وأعلى كثافة في المطاعم الحائزة على نجمة ميشلان، وعلى عكس بقية البلاد، هناك عرض للسماح بالكحول.
وحسب صحيفة وول ستريت جورنال، حتى المناظر الطبيعية المشرقة للمنطقة ستتضمن آلات بذر السحب، والرمال المتوهجة في الظلام
بالإضافة إلى القمر الاصطناعي الضخم الذي يسطع كل ليلة.
ستعتمد مدينة “المنطقة 16” ، المعروفة باسم “أكبر نظام خال من الكربون” في العالم، بشكل كبير على الطاقة الشمسية
ومزارع الرياح والتكنولوجيا الخضراء المتطورة التي تحول الماء إلى أكسجين وهيدروجين.
وجاء في بيان صدر عن نيوم أن “نيوم هي مسرّع للتقدم البشري ورؤية لما قد يبدو عليه المستقبل الجديد”، “ستكون وجهة وموطنًا للأشخاص الذين يحلمون كثيرًا
ويريدون أن يكونوا جزءًا من بناء نموذج جديد لقدرات حيوانية استثنائية، وإنشاء أعمال مزدهرة وإعادة اختراع البيئة.”
تكنولوجيا فريدة من نوعها
أفاد الرئيس التنفيذي لشركة نيوم القابضة جوزيف برادلي بأن المشروع، يعمل بأقصى المراحل التي تم التوصل إليها في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة.
وتحدث في بعض المقابلات التي أجراها، أنه رغم كون مدينة نيوم تبنى في السعودية، إلا أنّها تعد مدينة عالمية وتهدف إلى أن تكون المصدر الرئيسي للتكنولوجيا المتطورة
لتسويقها إلى البلدان الخارجية، وصرحت “نيوم التقنية الرقمية القابضة”، بأنّ شركة “أوراكل” سوف تكون أولى الشركات التي تستأجر مركز معلومات فائقة الحجم في المدينة.
وكشفت بعض الصحف إلى أنّ شركة نيوم ستعمل على بناء المئات من الشركات التابعة لها، والتي تشابه الشركة التي يقودها برادلي.
أهداف مشروع نيوم الضخم
إنّ هذه المدينة الضخمة التي أُعلنَ عنها في عام 2017، تتمثل بأنّها الجوهرة الرئيسية في قائمة المشاريع لولي العهد السعودي “الأمير محمد بن سلمان”.
كما أنّ هذه المدينة، والتي تقع على ساحل البحر الأحمر في الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية، ستشهد تحويلاً كبيراً لتكون المركز التكنولوجي المستقبلي للمملكة.
وتتمثل أهمية المشروع بزيادة التنوع الاقتصادي للمملكة بغض النظر عن مصادر النفط الأساسية، وتسعى لتخفيف قيودها الاجتماعية، وجلب المستثمرين.
وقد أثار هذا المشروع الكثير من الجدل والتساؤلات وواجه العديد من التحديات المعيقة في استمراره؛ بسبب تحديات وجود إمكانيات تكنولوجية لإنهائه.