ماذا تعرف عن أسرار إمبراطورية ميتاني المنسية التي كشفها انحسار نهر دجلة وكيف سيطرت على العالم قديماً؟
بقيت مغمورة تحت نهر دجلة لأكثر من 3800 عام فظلت تعتبر مملكة ميتاني كتعريف مثالي لمعني مملكة منسية فلم نكن نمتلك عنها سوي بعض الإفتراضات اللغوية والآثارية حتى ظهرت بعض الآثار التي تؤكد الافتراضات.
فما هي قصة هذه المملكة؟ وكيف اختفت؟ وما هي الآثار التي تم اكتشافها؟
تعتبر مملكة ميتاني المغمورة أحد الحضارات المنسية في العالم التي عرفت قديماً باسم الهانيجالبات، وامتدت المملكة من شمال العراق حتي الشام وتركيا، وكانت عظيمة الشأن فعثر علي مراسلات بين ملوك ميتاني والملوك المصريين والآشوريين.
عثر علي أدلة أثرية تشير إلى أن المملكة القوية تواجدت ما بين 1500 إلى 1240 ق.م، لكن قوتها بدأت في الانهيار بداية من عام 1350 ق.م.
وقيل أن الميتانيين هندوآريون لكنهم انصهروا مع المحليين وتزوجوا منهم حتي أصبحوا يتحدثون لغتهم.
حيث كانت واشوكاني عاصمة مملكة ميتاني، وتقع عند منابع الفرات والتي تعتبر أحد روافد نهر الفرات، ويعود سبب تسمية العاصمة بهذا الأسم إلى أن واش بمعني الخير وكاني بمعني المنبع فتم ترجمتها إلى منبع الخير.
وتحكمت المملكة في طريق التجارة أسفل الخابور حتى مملكة ماري وأعلى الفرات ومنطقة أعلى نهر دجلة حتى منبع نينوى.
واهتموا بالزراعة وتربية الحيوانات لكن ذلك لم يمنعهم من الإهتمام بقدراتهم العسكري، فكانوا أول من إخترع الأله الحربية التي تعمل بعجلات خشبية.
وتدخلوا في صراعات مع الملك تحتمس الثالث ملك مصر بعد سيطرتهم علي الملك في حلب لما لها من أهمية جعرافية على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
وشاركوا في معركة مجدو أحد أشهر المعارك في التاريخ المصري لكنهم انحازوا لملك قادش علي ملك مصر ضد تحتمس الثالث.
ومع انتصار تحتمس في المعركة بدء بمهاجمه ميتاني واستطاع السيطرة علي الشأن الداخلي لها، قبل أن يتعاون شاوشتاتار مع تحتمس الرابع في نهاية القرن 15 ق.م، فعاشت المملكة أوج فترات ازدهارها بفضل العلاقة الودية مع مصر ولتوثيق هذه العلاقة الطيبة قام الملك الميتاني توشراتا بتزويج ابنته من أمنحوتب الثالث وبعد وفاته تزوجت من ابنه أمنحوتب الرابع الملقب باسم أخناتون، وبموجب هذا الزواج تم رسم حدود النفوذ بين المملكتين فأحكم الملك قبضته علي شمال الشام.
وجاءت نهاية الميتانيين بمهابمة الحيثيين ليهم وبعد اثني عشر معركة ما أوقهم تحت تبعية الإمبراطورية الآشورية استغلالاً للصراعات بين الأسرة الحاكمة علي الملك، فأصبحت الملكة تدين بالولاء للآشوريين ودفع الضرائب لهم، حتى صُهرت ميتاني في بوتقة الإمبراطورية الآشورية كليا ونسيها التاريخ شيئاً فشياً.
وبقيت ميتاني منسية حتي عام 2019 حين كشف الجفاف الذي تعرضت له العراق إلى العثور على قصر يشبه القلعة قرب تل صغير يعود لفترة للأمبراطورية المنسية.
ومع موجه الجفاف الجديدة في العراق قبل بضعة أشهر تم اكتشاف مدينة زاخيكو التي تعود إلى عصر الإمبراطورية الميتانية، فقد ورد اسم المدينة في النصوص البابلية فذكر أن الميتانيون قاموا بتشييدها إبان حكمهم المنطقة قبل 3800 سنة.
ولحماية المباني المحفورة قام علماء الآثار بتغطيتها بأغطية بلاستيكية محكمة وبالحصى أملاً في كشف المزيد من أسرار “الإمبراطورية الميتانية”.
وقبل أن تغمر المياه هذه المدينة القديمة مرة أخرى، قام علماء الآثار بتغطية المباني المحفورة بأغطية بلاستيكية محكمة وبالحصى لحمايتها إذ أنه ربما يصادفها الحظ مرة أخرى للظهور ما قد يكشف المزيد من أسرار “الإمبراطورية الميتانية”.