منوعات

ما سر اختلاف مكان مقود السيارة في بعض الدول؟

يعتبر عالم السيارات عالم كبير التنوع من حيث الشركات الصانعة ومزايا السيارات المتوافرة في الأسواق وخصائصها التي تتناسب مع الغاية المطلوبة منها من حيث حجمها وسرعتها وقدرة تحملها وحتى مقدار رفاهيتها..

وقد تجد الكثيرين من المهتمين بعالم السيارات فيعرفون أدق التفاصيل عن كافة أنماط السيارات ولكن هناك سؤال قد يخطر في بال الكثيرين ممن زاروا المملكة البريطانية بشكل خاص ليتفاجؤوا بتغير مكان عجلة القيادة فما هو سبب هذا التغيير في مكانها.

واذا عدنا الى تاريخ صناعة السيارات فإنه من الناحية التاريخية فإن الوضعية الأصلية لعجلة القيادة هي الناحية اليسرى من السيارة وتُعَدُّ المُستعمرات البريطانية القديمة هي الأكثر استخدامًا لتلك الطريقة، وهي تمثل ربع دول العالم.

ويرجع السبب في ذلك هو أن الناس قبل خروج السيارات إلى النور كانوا يسيرون على الجهة اليُسرى في الشوارع، وعلى وجه الخصوص في الدول التي كانت تنتشر بها الجرائم.

ومن خلال ما سبق كان الناس يُمسكون بالسيوف في أيمانهم، ويسيرون في الناحية اليُسرى، وكان ذلك الوضع هو الأفضل في سبيل التأهب لمواجهة أي خصم من الناحية اليمنى، ومن ثَمَّ التصدي والدفاع عن النَّفس.

وعلى العكس من ذلك ففي حالة السير في الناحية اليمنى، فسوف يُصبح وضع الدفاع صعبًا.

ويشير بعض المؤرخين إلى سبب آخر من أسباب وجود عجلة القيادة في الناحية اليُسرى، وهو كون الفرسان يرتادون الخيل من الناحية اليسرى، وهو الغالب بين جميع البشر، حيث إن الناحية اليُسرى للفرسان يعلقون بها السيوف، ومن ثَمَّ يصعب ارتياد الفرس من الناحية اليمنى.

في القرن الـ18 الميلادي كان من يقود العربات التي تسير بها الخيول يجلسون على الجانب الأيسر، وذلك لاستخدام اليد اليُمنى للتحكم في الحصان؛ من أجل زيادة السرعة أو خفضها.

ما سبب وجود عجلة القيادة في 75% من السَّيَّارات في الناحية اليُمنى؟

قد يكون السبب في ذلك هو الثورة الفرنسية، حيث إن الطبقة الأرستقراطية التي كانت تُوجد قبيل اندلاع الثورة كانوا يُفضِّلون الجهة اليُسرى عند السير في الطرقات، ويجعلون الطبقة الكادحة أو العمال يسيرون على الجانب الأيمن كنوع من أنواع التمييز العُنصري، غير أن الثورة الفرنسية جاءت لتُخلِّص الناس من عبودية الطبقة الإقطاعية والأرستقراطية، ومُساندة الطبقات العمالية الفقيرة، ومن هذا الشأن تم إلغاء ذلك التمييز بين الطائفتين.

وبالجدير بالذكر أن بعد قيام الثورة الفرنسية بخمس سنوات صدر القانون الذي يقضي باعتبار الجهة اليُمنى من الطرقات جهة رسمية للعربات والمركبات، ومن خلال ذلك قام نابليون بونابرت بنقل السير إلى الجانب الأيمن بالنسبة للدول التي احتلتها فرنسا، وهي بولندا وألمانيا وبلجيكا وهولندا والبرتغال وإسبانيا، وفرض النظام الفرنسي ذلك القانون.

غير أن بريطانيا قاومت ذلك القانون، واحتفظت بطريقتها في وضعية عجلة القيادة علي الجانب الأيسر، وقامت بإصدار قانون يُحتِّم الالتزام بتلك الجهة في بريطانيا والمُستعمرات التابعة لها في مُختلف أنحاء العالم.

ومن العجيب أن اليابان، وعلى الرغم من كونها لم تقع تحت طائلة الحكم البريطاني قديمًا، فإن عجلات القيادة الخاصة بها على الناحية اليُسرى، ومرجع ذلك هو الاستعانة بمجموعة من المهندسين البريطانيين عند القيام ببناء أول خط للسكك الحديدية، حيث جعل الإنجليز ذلك الخط على الجانب الأيسر، ومن ثَمَّ أصبح ذلك هو النظام المُتَّبع في السيارات وفقًا للنظام الصادر في عام 1924م.

وقد بدأت الولايات المتحدة الأمريكية قيادة السيارات من الناحية اليُمنى، غير أن هنري فورد قام بتغيير ذلك النمط إلى الجهة اليُسرى، وذلك في عام 1915م.

الجدير بالذكر أنه سار على النهج الأمريكي بالنسبة للناحية اليُسرى لعجلة القيادة كثير من الدول مثل: الدانمارك والنرويج وإسبانيا وإيطاليا وكندا، وكثير من دول القارة الإفريقية.

وفي الخاتمة ماذا عنك هل تستطيع قيادة سيارتك في حالة كون عجلة القيادة في الناحية اليُمنى؟ شاركنا الرأي ..

المصدر: في الصميم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى