لماذا تنجذب الحشرات إلى مصدر الضوء وتتجمع حوله؟
في الوقت الذي يتعاقب فيه المساء بعد الصباح خلال الأيام شديدة الحرارة نُريد أن ندع الباب أو الشباك ولا نغلقهما، والعلة في ذلك رغبتنا في تنسُّم النسمات الطيبة.
بحيث تتخلل بيوتنا ونقعد في البلكونات لننعزل بأنفسنا عما في البيت من اختناق وحرارة بحيث تلفح النسمات أجسادنا، وما إن نُقدم على تلك الرغبة الصحية الجميلة حتى يعكر علينا الذباب والبعوض والحشرات مزاجنا ويكدر علينا صفونا.
والآن حان الوقت لنعلم ما السبب في التفاف الذباب حول مصادر الضوء والانارة.
لماذا تنجذب الحشرات حول مصادر الضوء ؟
ثمة بعض الاستنتاجات العلمية التي تحرص على أن توضح لنا تصرفات تلك المجموعات من الحشرات مثل البعوض أو الذباب.
فتقول بعض الاستنتاجات إن الذباب يستعمل إنارة القمرين باعتبارهما محلًا أساسيًّا لا غنى عنه في الإحاطة بمواقعها لأنها لا يتسنى لها الإحاطة به من غير الإنارة، وتلتف حول ما دون ذلك من إنارة غير طبيعية لأنها غير عالمة بأن تلك الإنارة من الصنع البشري وتعتقد أنها إنارة طبيعية.
ولأن الإنارة غير الطبيعية تملأ جميع النواحي بخلاف الإنارة الطبيعية التي ترتكز على موضع معين في المواقع العالية.
فلهذا يقع الذباب والبعوض في شرك اللبس والاختلاط ولا تمتلك التوازن بحيث تعاني من أنها لا تستطيع تعيين مواقعها، فتستمر في الالتفاف الحثيث حول منبع الإنارة من غير تمهل أو تباطؤ.
ثمة استنتاج علمي ثانٍ يدل على أن الحشرات مثل البعوض والذباب تختار وتنتقي الالتفاف بحيث تكون مجاورة لمنابع الإنارة غير الطبيعية بدلًا من أن تلف في المواضع المُعتمة حتى لا تشتبك مع الأجساد التي لا تعلمها وهي تلف في العتمة.
كما يوجد استنتاج أخير يتمثل في أن الذباب يميل إلى المشكاة غير الطبيعية.
والعلة في ذلك تصورها الخاطئ أن تلك الإنارة المنبعثة من المشكاة بسبب أنها ثمار، لأن يوجد بعض النباتات التي تُظهر الإنارة بألوان معينة، تتشابه تلك الألوان بين النباتات وبين المصباح الكهربائي فيختلط الأمر على الذباب والبعوض وتلتف حول الإنارة.
في نهاية هذا المقال نودُّ أن نكون قد أوضحنا كل الاستنتاجات العلمية التي تشتغل على توضيح السر وراء التفاف الذباب والبعوض حول مواطن الإنارة، ونرغب أن نطرح تساؤلًا في الختام، وهو أي الاستنتاجات الثلاثة المذكورة تميل إلى تصديقه؟ وما العلة في ذلك؟