كيف تتحدى الماعز الجبلية الجاذبية الأرضية ولا تسقط من المرتفعات؟
خلق الله عز وجل هذا الكون وأبدع في خلقه فجعل كوكبنا متعددا متنوعا في تضاريسه وبيئاته، وخلق في كل بيئة أحياء منحها مزايا وخصائص تجعلها قادرة على التكيف والعيش في البيئة التي وجدت فيها.
فترى حيوانات تعيش في أكثر مناطق الأرض برودة كالدب القطبي الذي ارتبط اسمه بمكان عيشه لدرجة أنه في حال تم نقله الى محمية حيوانية أو ما شابه ذلك فيجب تأمين جو بارد كما في موطنه الأصلي وإلا فإن حياته ستكون مهددة بالخطر..
ونرى في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت صورة لماعز يقف على أكثر المنحدرات خطورة في أعلى جبال العالم إنه الوعل، والمعروف أيضا باسم ibex أو alpine ibex، موجود في جبال الألب، متحدي الجبال والمنحدرات شديدة الانحدار موطنها الطبيعي لعدة ملايين من السنين.
وبالتالي فإن الماعز تمر للاماكن الصعبة ببراعة حيث لا يجرؤ المتسلقون الأكثر تدريبًا على الذهاب.
تشبه أنثى الوعل الماعز المنزلي، لكن الذكور تبرز على خلفية ممثلين آخرين من جنس “الماعز” مع قرون كبيرة ملتوية في دائر ، يمكن أن يصل طولها إلى متر.
يعيش الجدي أسلوب حياة متطرف، حيث يقفز على صخور شديدة الانحدار والمنحدرات الجبلية ونادرًا ما يتسلقون قمم الجبال، لكنهم يفضلون العيش على ارتفاع 3000-3500 متر فوق مستوى سطح البحر.
ويبحثون عن الملح في الصخور والعشب والطحالب ومن المثير للاهتمام أن الماعز يمكنها أن تبني مأوى في أخطر حافة للجبل، حتى إذا كان هناك مساحة صغيرة.
تظهر الصورة المرفقة أدناه الوعل يتسلق سدًا مرتفعًا بحثًا عن الملح الذي يغطي جدرانها.
يحتوي الحجر الذي بني منه هذا السد على معادن مهمة، وهنا تذوب في الماء.
وتحتاج الوعل إلى المعادن والأملاح والكالسيوم لتبقى قوية وبالتالي فإن السد العالي يغريها و بدون هذه الأملاح، لن تنمو عظام الماعز، ولن يتمكن الجهاز العصبي والعضلات من العمل.
تعطش هذه الحيوانات للملح عظيم لدرجة أن الخوف من المرتفعات لا يمكنه كبت هذه الرغبة.
وقد علق البروفيسور براين كوكس من إيطاليا، الذي يراقب هذه الحيوانات العاشبة في جبال الألب في هذا الوقت، تظهر الحلقة كيف تتسلق الماعز الأم إلى السد، ويتبعها الطفل.
تقول المذيعة: “هناك علاقة قوية بين الأم والطفل، وسيتبعها الطفل أينما ذهبت”.
أخيرًا، يصل الماعز إلى المكان الذي توجد فيه الزهرة البيضاء أي الملح فتسقط شفتيها وتبدأ بلعق الملح الثمين.
وتكون بذلك حصلت الماعز أخيرًا على الجائزة حيث يدخل ملح الأرض المذاب مع اللعاب إلى جسم الماعز فيقوي الأعصاب والعضلات التي تتحكم في حوافر المخالب الحاذقة والتي بدورها تعمل عمل الكلابات الحديدية وتماماً كالتي بحوزة متسلقي الجبال فتحميها وتمنعها من السقوط.
فالمكونات الحيوية التي يحملها جزيء ملح بسيط لها خصائص رائعة لهذه المخلوقات “.