إحداها تمشي على قدمين وأخرى جذوعها تنزف دماً.. أغرب الأشجار حول العالم
تعدّ الأشجار جزءاً أساسياً لتنوع الحياة على الأرض، وتختلف أشكالها وأحجامها وألوانها بشكل مدهش حول العالم، حيث يبرز بعضها بطابعه الفريد وبعضها الآخر بخصائصه المميزة.
وبفضل هذه المميزات استطاعت هذه النباتات العجيبة أن تكون مصدراً للحكايات الشعبية والأساطير، كما مثّلت محط أنظار العلماء والباحثين فمنها التي تنبت الفاكهة من لحائها، ومنها تلك التي تشبه في ألوانها قوس قزح، ومنها التي تسيل منها دماء حمراء.. وسواء كانت في الأدغال الاستوائية أو على ضفاف الصحاري أو في جبال الهيمالايا، تجذب انتباه السياح والمسافرين وتثير ذهولهم.
فإذا كان يراودك الفضول في التعرّف على أغرب هذه الأشجار وخصائصها الفريدة والغريبة استعد لاكتشافها في التقرير التالي:
شجرة الإكوادور المتحرّكة
يحدّثنا موقع geography scout عن الأشجار التي تمشي على قدمين في غابات الإكوادور الكثيفة، ولكن توجد هذه الشجرة أيضاً في العديد من البلدان الأخرى كأمريكا الجنوبية.
ويشير العديد من الأشخاص، بمن فيهم المرشدون السياحيون والسكان المحليون، إلى “سقراطيا إكسورهيزا” على أنها “شجرة تمشي” بسبب قدرتها على توجيه نفسها نحو الشمس في أوقات مختلفة من العام.
وتعتبر ضخمة إلى حد ما؛ حيث لديها القدرة على الوصول إلى ارتفاع حوالي 25 متراً ولها ساق يصل قطرها إلى 16 سم، كما ترتفع جذورها على ركائز متينة، مما يمكّن من رؤيتها من مسافة بعيدة، ولها جذع نحيل مغطى باللحاء الخشن ذي اللون البني الداكن، أمّا أوراقها فهي ريشية الشكل، مما يعني أنها مقسمة إلى عدة وريقات صغيرة مرتبة على جانبي ساق مركزية.
ومع أنّ جذوعها توفر لها الاستقرار والدعم، لكنها تمكنها أيضاً من التحرك نحو ظروف نمو أفضل، حين ترغب بالتنعّم بالمزيد من ضوء الشمس أو تربة أفضل، وبمرور الوقت، تموت الجذور القديمة، وتحل محلها جذور جديدة، مما يجعل الشجرة “تسير” كل مرّة في اتجاه جديد.
الجابوتيكا التي تنبت الفاكهة من لحائها
وفقاً لموقع zmescience تتميز جابوتيكابا (بلينيا كوليفلورا)، والمعروفة أيضاً باسم شجرة العنب البرازيلية، بنمّو ثمارها مباشرة على جذعها وفروعها، وهي عبارة عن شجرة دائمة الخضرة بطيئة النمو مع توفرها على الفاكهة طوال العام، حيث يتناولها السكان المحلّيون الذين يعيشون على مقربة منها نيئة ويستخدمها العديد منهم لصنع المربى.
وتشبه ثمارها العنب في مظهره، بلونها الأرجواني الداكن وقشرتها السميكة ولبّها الأبيض بداخله، حيث تم وصف نكهتها بأنها مزيج من العنب والتوت البرّي، مع نكهة حمضية قليلاً.
ويعتبر أصل اسمها مثيراً للاهتمام أيضاً، فـ”جابوتيكا” تعني سلحفاة باللغة البرازيلية، في حين أن كابا تعني المكان، لذا فإن جابوتيكابا تعني كلمة مثل “مكان السلحفاة”. ومن المرجح أنها سميت بهذا الاسم؛ لأن السلحفاة البرازيلية العملاقة (Chelonoidis denticulatus) تستمتع بتناول الفواكه التي تسقط منها على الأرض.
ولا عجب أن تكون جابوتيكابا رمزاً ثقافياً مهماً في البرازيل، حيث غالباً ما تظهر في الفولكلور التقليدي، وهي عنصر شائع في العديد من الأطباق والمشروبات المحلية، كما تلعب شجرة جابوتيكابا أيضاً أدواراً بيئية مهمة؛ حيث توفر ثمارها مصدراً غذائياً حيوياً للعديد من الحيوانات، بما في ذلك الطيور والقرود والخفافيش.
ويمكنك أيضاً زراعتها في حديقتك الخاصة إذا كنت تعيش في مناخ استوائي أو شبه استوائي؛ فهي تفضّل التربة الحمضية والكثير من الماء.. وبشكل عام، فإن شجرة جابوتيكابا ليست مجرد شجرة رائعة، ولكنها أيضاً شجرة لذيذة الثمار للبشر والحيوانات على حد سواء.
النبتة الزجاجية
تلقّب كوينزلاند بالشجرة الزجاجية، وهي شجرة سريعة النموّ، موطنها كوينزلاند، بأستراليا.
إحدى السمات البارزة للزجاجية كوينزلاند هي جذعها المنتفخ الذي يصل قطره إلى 4 أمتار بعد حوالي 10 سنوات من النمو، كما أنّها شديدة التحمل للجفاف، ولكنها تقوم بتخزين كمية كبيرة من الماء بين اللحاء الداخلي والجذع، وهذا ما يمنحها شكلها الفريد وسبب تسميتها الشائعة ” الزجاجة”.
وتتحمل الزجاجية درجات الحرارة التي تتراوح من -5 إلى +45 درجة، ويمكن استخدامها لتوفير الظل من الشمس والمأوى من الرياح، كما تتميز بتعدد استخداماتها وسهولة نموّها، كما أطلعنا موقع designertrees.
نبتة قوس قزح
بحسب موقع oneearth تنمو شجرة “قوس القزح”، أو الأوكالبتوس، في الفلبين وغينيا الجديدة وإندونيسيا، وتحديداً في الغابات الاستوائية التي تتساقط فيها الأمطار بكثرة، وتتميز بارتفاع يصل إلى 250 قدماً (76 متراً) في بيئتها الأصلية.
كما تنمو نباتات قوس قزح أيضاً في بعض المناطق في الولايات المتحدة، مثل هاواي وجنوب كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا، حيث تحتاج إلى مناخ دافئ وخالٍ من البرد.
نبتة قوس قزح-المصدر:shutterstock
وتمتاز “قوس القزح” بلحائها الملون الذي يتجدد بانتظام، حيث يكشف عن لحاء جديد ذي ألوان زاهية ومتعددة، مما يمنحها مظهراً ساحراً وملوناً فريداً.
إبريق الشاي (عملاق الباوباب)
تتصدّر إبريق الشاي قائمة النباتات المزهرة الأطول عمراً على وجه الأرض، ويمكن أن تنمو في الظروف العادية لأكثر من 1000 عام؛ حيث تشير التقديرات إلى أن إحدى أشجار الباوباب عاشت لمدة 2600 عام، ويصل طولها إلى أكثر من 22 متراً (75 قدماً)، مع محيط جذع يمكن أن يتجاوز 26 متراً 85 قدماً.
نبتة إبريق الشاي -المصدر:shutterstock
وللحفاظ على المياه الموجودة داخلها، فإنها تنتج الأوراق فقط خلال فترة رطبة قصيرة تتراوح من أسبوعين إلى ستة أسابيع، كما يساعدها جذرها الضخم على امتصاص كميات وفيرة من الماء خلال المواسم الرطبة.
وأحد أسباب ازدهار الباوباب في البيئات الجافة هو أنّ احتياطها الفردي من المياه يصل إلى 120 ألف لتر يتوزع بشكل منتشر داخل أنسجتها، كما يعتبر هذا مصدر مياه مهماً للسكان المحليين، لذلك فهي رمز للحياة في المناظر الطبيعية؛ حيث لا يوجد الكثير من مصادر المياه، كما يعكس لحاؤها اللامع ضوء الشمس، مما يساعد على إبقائها باردة خلال فصل الصيف الحار، كما جاء في موقع creation.
دم الأخوين
يعتبر وجود “دم الأخوين” على جزيرة سقطرى في اليمن أمراً لافتاً للنظر، حيث قد يظن البعض أنها جزء من أساطير الخيال، لكنها في الحقيقة شجرة حقيقية وموجودة فعلًا.
وتقع جزيرة سقطرى جنوب البر الرئيسي لليمن في المحيط الهندي، وهي تشكل نظاماً بيئياً مستقلاً بتنوع بيئي فريد، كما تحتل الجزيرة مكانة بارزة بين أربع جزر رئيسية في العالم من حيث التنوع الحيوي النباتي، وتعتبر موطناً لآلاف الأنواع من النباتات والحيوانات والطيور.
جزيرة دم الأخوين-المصدر:shutterstock
أمّا “دم الأخوين” أو “دم العنقاء” فهي واحدة من أندر الأشجار التي تنمو على جزيرة سقطرى، وهي تشتهر بشكلها الفريد الذي يشبه المظلة وتوجد هذه الشجرة في المرتفعات الجبلية على الجزيرة، ويتراوح ارتفاعها بين 6 و9 أمتار كما يرتبط اسمها بقصص وأساطير مختلفة، منها أنها نشأت من دم الأخوين هابيل وقابيل، وهي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من تراث الجزيرة.
وتتميز “دم الأخوين” بلحائها، الذي يُطلق أحياناً مادةً لزجة حمراء اللون، والتي يمكن استخدامها في العديد من الصناعات والمجالات الطبية.
نبتة الموت
معروفة أيضاً باسم مانشينيل، تم تصنيفها كأخطر شجرة في العالم من قبل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وذلك بسبب فاكهتها التي تعرف باسم “تفاحة الشاطئ” أو “الجوافة”.
ووفقاً لموقع southernliving فإنّ مجرّد الوقوف تحتها وتناول ثمارها يمكن أن يؤدي إلى الموت، حيث إن فاكهتها يتحول طعمها إلى الفلفل الأسود، ما يسبب ضيقاً في الحلق وصعوبة في البلع.
شجرة الموت-المصدر:shutterstock
وتوجد شجرة الموت في مناطق الكاريبي وأمريكا اللاتينية، وتعرف في اللغة الإسبانية باسم “arbol de la muerte”، الذي يعني “شجرة الموت”، كما تشير الدراسات التي أجريتها إلى أن جميع أجزاءها شديدة السمية، والتفاعل معها أو ابتلاع أي جزء منها قد يكون مميتاً.
وتفرز الشجرة عصارة قادرة على حرق الجلد عندما تلامسه، لذا يتم وضع علامات حمراء لتحذير الأشخاص من ملامستها. ورغم أنه قد يكون من السهل إزالتها فإن دورها مهم في النظم البيئية المحلية، حيث توفر مصدات رياح ممتازة، وتحمي السواحل من التآكل على شواطئ أمريكا الوسطى.
المصدر: عربي بوست