شهدت البلاد العربية تقدماً ملحوظاً في مجال علوم الفضاء خلال السنوات الأخيرة الماضية.
وكانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول العربية، حيث أعلنت مؤخراً موعد انطلاق رائدي الفضاء السعوديّين إلى المحطة الدولية.
وحددت اليوم الحادي والعشرين من مايو، لانطلاق رائدَي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني إلى محطة الفضاء الدولية في رحلة علمية، بعد 9 أشهر من التدريب المستمر الخاص بالمهمة التي وصفت بـ”التاريخية”.
وأوضحت الهيئة السعودية للفضاء، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الرحلة تتضمن “إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى”، لافتاً إلى أنها “ستسهم في توفير إجابات من شأنها تمكين الإنسان من خلال التوسع في الأبحاث الصحية إلى جانب حماية كوكب الأرض عبر تطبيق تجارب علمية يُنفَّذ عدد منها لأول مرة في العالم على متن المحطة”.
ووصل رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي، وهي أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة، وعلي القرني، الذي يعد أيضاً أول رائد فضاء سعودي يصل إلى المحطة الدولية، الثلاثاء الماضي، إلى ولاية فلوريدا الأميركية لبدء فترة الحجر الصحي قبل انطلاق مهمتهما العلمية في 21 مايو.
وستسند أيضاً لرائدي الفضاء السعوديين مريم فردوس وعلي الغامدي مهام في المحطة الأرضية، لمساعدة رائدي الفضاء ريانة برناوي وعلي القرني خلال هذه المهمة العلمية، بحسب “واس”.
9 أشهر من التدريب
وكانت هيئة الفضاء السعودية أعلنت، في بيان، الأربعاء، جاهزية رواد الفضاء السعوديين لمهمة محطة الفضاء الدولية بعد إكمال البرنامج التدريبي الخاص بالرحلة والذي استمر 9 أشهر.
وذكرت الهيئة أن طاقم رواد الفضاء السعوديين قاموا بمحاكاة 12 يوماً في الفضاء، حيث نفذت التجارب محاكاة اختراق الغلاف الجوي للأرض، وما يصاحبها من تأثير قوى الجاذبية والتسارع، والسحب الثقيل للجاذبية على جسم الإنسان.
كما تدرب رواد الفضاء على المعدات والإجراءات اللازمة لإتمام المهمة في محطة الفضاء الدولية، وذلك مع شركة “أكسيوم سبيس”، وشركة “سبيس إكس”، في المركز الوطني للتدريب والبحوث الفضائية (NASTAR) أحد المرافق الخاصة بمحاكاة الطيران الحديثة بولاية بنسلفانيا، بحسب “واس”.
وبينت الهيئة السعودية أن الرواد تلقوا تدريبات في مركز جونسون التابع لوكالة “ناسا” الفضائية، ضمن برنامج “HERA” لمحاكاة بيئة محطة الفضاء الدولية، لافتاً إلى أن البرنامج التدريبي تضمن تدريب الرواد في سبتمبر الماضي على المهارات الاستكشافية في مقر شركة “سبيس إكس” في هوثورن بولاية كاليفورنيا.
وأشارت إلى أن الرواد تدربوا أيضاً على البرامج والعمليات التشغيلية في المحطة الدولية، بجانب إجراء العديد من البرامج التدريبية في مركز الأبحاث الياباني والأوروبي خلال يناير وفبراير الماضيين.
كما نفذ رواد الفضاء تدريبات دمج الحمولات الفضائية في مارس الماضي، بالإضافة إلى تدريبات انعدام الجاذبية والوزن وممارسة الطفو، والتدريب على مهارات الاتصال في المدار، والتعرف على الأعراض الجانبية أثناء رحلات الفضاء.
وذكر رائد الفضاء علي القرني أن البرنامج التدريبي عزز من جاهزيتهم للتعامل مع التحديات التي قد تواجههم خلال رحلة الفضاء، كما ساعدهم في تطوير المهارات اللازمة لإنجاح المهمة.
وأوضح أن “المهارات الفضائية تتطلب تدريباً مكثفاً ودقيقاً، ليس فقط لضمان تحقيق أهداف المهمة، ولكن لضمان سلامة زملائنا رواد الفضاء الآخرين”.
ومن أجل المشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، تعمل الهيئة السعودية للفضاء على تأهيل كوادر سعودية من قبل رنامج رواد الفضاء الذي أعلنت عنه سابقاً.