منوعات

الإجابة الوافية لإنهاء الجدل حول كروية الأرض أم تسطحها ..فهل ينتهي الجدل؟؟

ربما يكون من أشد الأمور غرابةً عند البعض، هو الإيمان الراسخ لدى الكثير من الأشخاص وقناعتهم التامة بأن الأرض مسطحة.

متجاهلين بذلك جميع الإثباتات العلمية وجهود العلماء لإثبات العكس، ووجود العديد من الأدلة التي تثبت كروية الأرض.

جدل لا ينتهي، ومع كل مقال على مواقع التواصل الاجتماعي، عن أي شيء يخص الأرض يبدأ كل فريق في إثبات نظريته عن كروية الأرض أم أنها مسطحة؟

كيف تم إثبات أن الأرض كروية؟

بدأت أبحاث البشر حول كروية الأرض منذ مئات السنين ، وخلصت جميعها بأن الأرض كروية.

أما حديثاً فيستخدم العلماء قياسات دقيقة توضح أن الأرض مستديرة ، فنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والأقمار الصناعية التي تساعد العلماء في قياس حجم الأرض وشكلها، تظهر الأرض مستديرة في جميع الصور الفضائية مثل القمر!

ولكن الأرض بالرغم من كرويتها فهي ليست كرة بالشكل المعروف بسبب القوة التي تحدث عند دوران الأرض والتي تجعل القطبين الشمالي والجنوبي مسطحان قليلاً.

ففي حقيقة الأمر فإن الأرض تبدو مستديرة تماماً عند رؤيتها من الفضاء ولكنها في الواقع هي أقرب إلى الشكل البيضاوي.

ثبت كروية الأرض بشكل قطعي في الصور الفضائية التي تم إلتقاطها من الطائرات أو من محطة الفضاء الدولية، ولكن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تؤكد حقيقة كروية الأرض وتجعل العلماء يثبتون هذه الحقيقة.

أبرز الأسباب التي تؤكد كروية الأرض:

1- لا يمكننا النظر إلى مسافات أبعد من مدى الرؤية، أي أنه لا يمكننا رؤية ما هو أبعد من مسافة عدة مترات، و لكن في حال كانت الأرض مسطحة، فسيصبح بالإمكان رؤية الأشياء من مسافات بعيدة، كرؤية مدينة أخرى تبعد مئات الأميال، أو رؤية سفينة تبحر إلى مكان ما.

2- كذلك من الحقائق التي أثبتت كروية الأرض هي أن الشمس تغرب في أوقات مختلفة في مواقع مختلفة.

وذلك لأن موضع الشمس يختلف بإختلاف الموقع على سطح الكرة الأرضية ، وبالتالي فإن التوقيت الذي ستنخفض ​​فيه الشمس في السماء وتختفي في النهاية خلف الأفق سيتغير ، وهو ما يسبب أيضًا اختلاف المناطق الزمنية في أجزاء مختلفة من العالم.

ولأن الأرض كروية فإن جزءاً منها يواجه الشمس، والجزء الآخر على الجانب الآخر منها يكون مظلماً، أما بالنسبة لأجزاء العالم القريبة من بعضها البعض يكون الفرق في الوقت بينها قليلاً.

أما اذا كانت الأرض مسطحة فسيتشابه التوقيت في جميع أنحاء العالم فالشمس ستظهر للجميع في نفس الوقت وستختفي في نفس الوقت.

3- أيضاً من الحقائق التي أثبتت كروية الأرض هي اختلاف الطريقة التي تسقط بها الشمس علي كل موقع معين ، وهو ما يسبب اختلاف أطوال الظل في مختلف أنحاء الأرض.

فإن لم تكن الأرض كروية ستكون أطوال جميع الظلال متساوية بغض النظر عن الموقع ، وهذا يعني أن الشمس تسقط على جميع أنحاء الأرض بنفس الزاوية ، ولكن الحقيقة عكس ذلك.

فإذا وضعنا شيئين متشابهين على سطح الأرض في مكانين مختلفين فسنجد أن طول ظلالهما يختلف.

رأي أهل العلم:

نعم يعتقد أهل العلم في كروية الأرض، فقد حكى ابن حزم وابن تيمية وآخرون إجماع أهل العلم على أن الأرض كروية.

يعني أنها منضمٌّ بعضها إلى بعض (مدمجة كالكرة) ، لكن الله بسط أعلاها لنا وجعل فيها الجبال الرواسي وجعل فيها الحيوان والبحار رحمة بنا، ولهذا قال: ﴿وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾. [الغاشية:20]

فهي مسطوحة الظاهر لنا ليعيش عليها الناس ويطمئن عليها الناس ، فكونها كروية لا يمنع تسطيح ظاهرها لأن الشيء الكبير العظيم إذا سطح صار له ظهر واسع.

هل هناك تعارض بين الآيات الدالة على كروية الأرض والآيات التي تدل على أن الأرض مسطّحة؟

أولًا : أجمع أهل العلم على كروية الأرض ، ودل على ذلك كتاب الله تعالى ، كما في قوله عز وجل : ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) الزمر/5 .

ولكنها في أعين الناظرين مسطحة ؛ لأنها كبيرة الحجم ، وظهور كرويتها لا يكون في المسافات القريبة ، فهي بحسب النظر مسطحة ، لكنها في جملتها كروية .

وقال إبن عثيمين رحمه الله :” لو قال قائل: إن الله عز وجل أخبر أن الأرض قد سطحت ، ( وإلى الأرض كيف سطحت) الغاشية/ 20 ، ونحن نشاهد أن الأرض مكورة ، فكيف يكون خبره خلاف الواقع ؟

فجوابه : أن الآية لا تخالف الواقع ، ولكن فهمه خاطئ إما لقصوره أو تقصيره ، فالأرض مكورة مسطحة ، وذلك لأنها مستديرة ، ولكن لكبر حجمها لا تظهر استدارتها ، وحينئذ يكون الخطأ في فهمه، حيث ظن أن كونها قد سطحت مخالف لكونها كروية ”

ويستشهد أصحاب نظرية أن الأرض مسطحة بالآية 20 من سورة الغاشية: “وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ”، فيقولون: هاهو القرآن يقول إن الأرض مسطحة..

الاستدلال الخاطئ بالآيات من خلال إنتزاع النص من سياقه والإستشهاد به ، ما هو سياق هذه الآية إذًا ؟

يقول الله تعالى: ( أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ، وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَت ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ، وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ).سورة الغاشية

تخيل أنك تتأمل في خلق الله ، فتنظر إلى الإبل ثم ترفع رأسك إلى السماء ثم تنظر إلى الجبال ، ثم تنظر إلى الأرض أمامك ، هل ترى كوكباً كرويًا أم ترى أرضاً مستوية؟

فالآية تتحدث عن الإعجاز فيما ينظرون إليه ، هل نظرت في حياتك إلى الأرض فرأيتها كروية؟ ربما رأيتها كذلك لو كنت رائد فضاء!

إن كل ما نراه من كروية الأرض هي صور أخذت من خارج الأرض.. لكن القرآن هنا يدعونا للتأمل بالمنظر الذي نراه أمام أعيننا ، ونحن بالفعل نرى أرضاً منبسطة على مد البصر.

أما حين يتحدث القرآن في سياقات أخرى فإننا نلاحظ أن الصورة المرسومة للأرض كروية كما هو الحال مع الأجرام السماوية، فالقرآن يقول في سورة الزمر:

*خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ*.

والإشارة للتكوير هنا واضحة ، فلو لم تكن الأرض كروية لما تكور عليها الليل والنهار. والإشارة أيضا واضحة في قوله سبحانه “كل يجري لأجل مسمى” وفي آية أخرى “وكل في فلك يسبحون”، فكيف وأين تجري الأرض لو كانت سطحًا مستوياً وليست كروية؟

ومن الإشارات القرآنية الواضحة على كروية الأرض إشارة القرآن إلى تعدد المشارق والمغارب في قوله تعالى:  “رب المشارق والمغارب” ، فلا يحصل هذا التعدد إلا بكروية الأرض ، إذ تشرق وتغرب في كل وقت على أماكن مختلفة بصفة مستمرة ومتكررة.

ولكن علي افتراض أن الأرض مسطحة ، فكيف ستكون الحياة علي الأرض حال استمرار الحياة أساساً على قرص غريب مسطح مع دوران الشمس والقمر في السماء ؟

فى حالة كانت الأرض مسطحة ، أو اعتبار أن الأرض مسطحة ستصبح كروية في غضون ساعات قليلة بسبب الجاذبية حيث ستضغط قوة الجاذبية على الكوكب مرة أخرى وتسحب الجاذبية بالتساوي من جميع الجوانب، وهو ما يفسر سبب كون الكواكب عبارة عن كرات ، فإن الأرض المستقرة الصلبة التي تشبه القرص غير ممكنة في ظل ظروف الجاذبية الفعلية.

وبمجرد التخلص من الجاذبية، سيختفي الغلاف الجوى ، وكذلك المد والجزر ، وحتى القمر سيذهب عن عالمنا، لأن كل تفسير لوجود القمر ينطوي على الجاذبية ، ومع استمرار فرضية أن الأرض مسطحة سيحدث مايلي :

1- سنتشارك جميعاً نفس السماء:

في حالة كون الأرض مسطحة سنتشارك جميعاً نفس السماء بغض النظر عن المكان الذي وقفت فيه على سطح الكوكب ، ونفس الظواهر ولن يتم تقليب الليل والنهار اعتماداً على ما إذا كنت في نصف الكرة الشمالي أو الجنوبي.

ومن المؤكد أنه سيجعل مراقبة النجوم أسهل ، حيث لن تضطر إلى السفر إلى نصف كرة مختلف لمتابعة حدث فلكي محدد.

2- إذا كانت الأرض مسطحة فلن تكون هناك جاذبية: (على الأقل كما نعرفها)

على الأرض الكروية، تقوم الجاذبية بسحب الأجسام بشكل متساو بغض النظر عن مكان وجودها في العالم.

ولكي تكون الأرض مسطحة فلن يكون للجاذبية أي تأثير .

وإذا كان هناك أي تأثير للجاذبية ، فسيؤدي ذلك إلى سحب الكوكب مرة أخرى إلى شكل كروي.

وربما لن يكون للأرض المسطحة جاذبية على الإطلاق ، لأن الأرض الصلبة الشبيهة بالقرص (المسطحة) لن تكون ممكنة في ظل ظروف الجاذبية الفعلية ، أو ربما على الأرض المسطحة ، سوف تسحب الجاذبية كل شيء إلى مركز القرص ، القطب الشمالي.

وفي هذا الحالة ، كلما كنت بعيدا عن القطب الشمالي، زادت الجاذبية الأفقية بإتجاه النقطة المركزية للقرص.

3 – في ظل افتراض أن الأرض مسطحة لن يكون هناك غلاف جوي للأرض:

من دون الجاذبية ، لن تكون الأرض المسطحة قادرة على التمسك بطبقة الغازات المسماة الغلاف الجوي ، فمن المعلوم أن قوة الجاذبية هي ما تمسك الغلاف الجوي حول كوكبنا.

ومن دون هذا الغلاف الواقي، ستتحول سماء الأرض إلى اللون الأسود لأن الضوء المنبعث من الشمس لن ينتشر بعد الآن عندما يدخل الغلاف الجوي للأرض ويرسم السماء باللون الأزرق المألوف الذي نراه اليوم.

ومن دون الغلاف الجوي ستنخفض درجة حرارة الأرض ما يتسبب في تجمد المياه وتدمير النباتات والحيوانات.

4 – مع إحتمال فرضية أن الأرض مسطحة فستكون الأحوال الجوية غائمة مع فرصة هطول أمطار جانبية:

إذا انجذبت الجاذبية نحو مركز القرص الكوكبي ، والذي في هذه الحالة هو القطب الشمالي ، فإن الأمطار ستنجذب أيضاً نحو تلك البقعة.

وذلك لأن هطول الأمطار يسقط على الأرض بسبب الجاذبية، وبالتالي سيسقط ​​نحو نقطة أقوى قوة جاذبية.

وفقط في مركز القرص سيصبح الطقس كما نعرفه على الأرض الآن، ويسقط مباشرة لأسفل.

وكلما سافرت بعيداً، كان هطول الأمطار أفقياً.

وستتدفق المياه في الأنهار والبحار أيضا نحو القطب الشمالي ، ما يعني أن المحيطات الشاسعة ستتجمع في مركز الكوكب ، ولا تترك عملياً أي ماء عند الحواف ، وفقاً لمرصد لامونت دوهرتي الأرضي بجامعة كولومبيا.

5- كلنا سنضيع في حالة إفتراض أن الأرض مسطحة:

من المحتمل ألا تكون الأقمار الصناعية موجودة إذا كانت الأرض مسطحة ، حيث سيكون لديها مشكلة في الدوران حول أرض مسطحة ، ولن يكون هناك نظام تحديد المواقع العالمي GPS وبسببه سنواجه  صعوبة في تحديد المواقع.

كما أن وقت السفر من مكان إلي آخر سيكون أطول ليس فقط بسبب عدم وجود نظام تحديد المواقع (GPS) ، ولكن أيضا بسبب المسافات الطويلة التي قد نحتاجها للسفر .

ووفقاً للاعتقاد بالأرض المسطحة ، يقع القطب الشمالي في مركز الكوكب وتشكل القارة القطبية الجنوبية جداراً جليديًا عملاقًا حول الحافة ، وهذا الجدار يمنع الناس من السقوط من على وجه الأرض.

ولكن إذا كنت غير قادر على الطيران حول العالم وأجبرت بدلاً من ذلك على الطيران عبره، فستزيد أوقات السفر بشكل كبير.

وعلى سبيل المثال، للسفر من أستراليا (وهو جانب واحد من خريطة الأرض المسطحة) إلى أنتاركتيكا (على الجانب الآخر من خريطة الأرض المسطحة)، ستحتاج إلى الطيران عبر القطب الشمالي بأكمله، وأيضاً مثل أمريكا الشمالية والجنوبية.

ويمكنك نسيان الرحلات عبر القارة القطبية الجنوبية (على الرغم من أن هذا قد تحقق عدة مرات على الأرض الكروية)، لأن هذا الجدار الجليدي المزعج سيمنع مثل هذا السفر.

5- في حالة افتراض أن الأرض مسطحة ، لن يكون هناك نطاقات زمنية ، ولا فصول في السنة:

تتضمن نظرية الأرض المسطحة أن الشمس تدور حول الأرض علي شكل دوائر وكذلك القمر ، وفي هذا الحال ، فسيظهر ضوء الشمس الساطع من كل مكان على الأرض ، ولن تكون هناك دورة نهارية وليلية.

ولكي يكون للأرض المسطحة تناوب بين الليل والنهار خلال اليوم، سيتعين على الشمس أن تدور حول الكوكب بطريقة مختلفة ، أي أن تدور أعلى قرص الأرض من جانب إلى جانب، وأسفل قرص الأرض ، وعندها سيشهد كوكب الأرض بأكمله ضوء النهار عندما تتحرك أعلى قرص الأرض ، وستشهد الأرض كلها ظلمة الليل عندما تغيب الشمس في الأسفل، لن يكون هناك نطاقات زمنية ، ولا فصول في السنة.

أما بالنسبة للشفق القطبي، فسيغيب في الأرض المسطحة، أو سيكون أقل وستتعرض الأرض للرياح الشمسية دون حماية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى