في موجة اجتياح ضخمة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، انتشر بوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي يستخدم للدردشة.
وقد تم تدريبه على مجموعة ضخمة من البيانات المتنوعة في عملية مسبقة، ومستمرة لمواكبة التطورات الميدانية حول العالم.
مما أسهم بشكل كبير في إدراجه للاعتماد عليه في الكثير من المهمات عن طريق كتابة نصوص بطريقة لا يمكن تمييزها عن البشر.
الأمر الذي دفع الكثير من الشركات إلى دمجه في أعمالها وخدماتها.
وفي هذا المقال، سنلقي نظرة على بعض هذه الشركات لنتعرف على كيفية استفادتها من تشات جي بي تي:
منصة دوولينجو لتعلم اللغات
في كل شهر، يستخدم أكثر من 50 مليون شخص موقع وتطبيق دوولينجو (Duolingo) لتعلم لغة ثانية.
وكما هو معروف، إذا أراد شخص ما اكتساب خبرة جيدة في اللغة، لن يكون فهم القواعد وحفظ المصطلحات كافياً.
تأتي الخبرة الحقيقية في اللغة من المحادثة، وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي الدردشة مع متحدث أصلي، لكن هذا الأمر لا يكون متاحاً للجميع.
لتوفير المحادثة لجميع المتعلمين، قامت دوولينجو بعقد شراكة مع مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي أوبن أيه آي (Open AI) الذي طور تشات جي بي تي.
وبفضل هذه الشراكة، يستطيع المتعلمون عبر دوولينجو استخدام تشات جي بي تي لإجراء محادثة حول أي موضوع، كما يمكن استخدامه لشرح الإجابات التي يكتبها المتعلم وتوضيح الأخطاء فيها.
هذه المزايا غير مجانية ويمكن الاستفادة منها عن طريق اشتراك بخطة جديدة تسمى دوولينجو ماكس (Duolingo Max).
بي ماي آيز لمساعدة ضعاف وفاقدي البصر
منذ عام 2012، ابتكرت شركة دنماركية ناشئة تدعى بي ماي آيز (Be My Eyes) تقنية لمساعدة ضعاف وفاقدي البصر.
حيث يقوم متطوعون حول العالم بالمساعدة في تسمية الكثير من الأشياء وتحديد طريقة التنقل في بعض الأماكن.
مؤخراً، قامت بي ماي آيز بدمج جي بي تي 4 في تطبيقها ليقوم بالمساعدة في التعرف على الصور مثل أي متطوع بشري.
وقد وفر أداءً لا مثيل له في التعرف على الأشياء، وفي المستقبل القريب، قد لا يستخدم المكفوفون وضعاف البصر هذا التطبيق للتعرف على الأشياء فقط، بل للحصول على درجة أكبر من الاستقلالية في حياتهم.
سترايب للدفع الالكتروني
تُستخدم بوابة دفع سترايب (Stripe) من قبل الكثير من الشركات الصغيرة والكبيرة لإجراء عمليات الدفع، وهذا يجعل فريق خدمة العملاء في سترايب يتلقى يومياً الكثير من الطلبات.
لجعل خدمة العملاء أفضل وأسرع، تستخدم سترايب تشات جي بي تي لمساعدة فريق خدمة العملاء في الرد على الاستفسارات وتحديد المشكلات وحلها.
تستخدم الشركة أيضاً تشات جي بي تي لتحليل نصوص الرسائل الواردة، ثم إبلاغ فريق الاحتيال عن النصوص المشبوهة التي يحتمل أن تتضمن احتيالاً أو تصيداً.
مورغان ستانلي للخدمات المصرفية الاستثمارية
تمتلك شركة مورغان ستانلي (Morgan Stanley) مكتبة ضخمة فيها مئات آلاف الدراسات والأبحاث التي تغطي استراتيجيات الاستثمار وأبحاث السوق.
توجد هذه المعلومات في عدة مواقع داخل الشركة على شكل ملفات بي دي إف (PDF).
حين يحتاج المستشارون في الشركة إلى إجابات عن أسئلة محددة، عليهم البحث بين كل هذه الملفات، وهي عملية مرهقة للغاية وتعتبر مضيعة للوقت.
ابتداءً من 2022، بدأت الشركة في استكشاف إمكانيات تشات جي بي تي، وحالياً، يمكن استخدام هذا البوت من قبل المستشارين في الشركة لإجراء بحث شامل عن كل ما يحتاجون إليه، ما يوفر عليهم الكثير من الوقت والجهد.
منظمة خان أكاديمي للتعليم
خان أكاديمي (Khan Academy) هي منظمة غير ربحية مهمتها توفير تعليم مجاني على مستوى العالم لأي شخص في أي مكان.
توفر المنظمة آلاف الدروس في مختلف العلوم للطلاب من جميع الأعمار.
مؤخراً، أعلنت خان أكاديمي أنها ستستخدم جي بي تي 4 لتشغيل خان ميغو (Khanmigo)، كمساعد شخصي مدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه كمعلم افتراضي للطلاب أو كمساعد للمدرسين في الفصول الدراسية.
ما يزال خان ميغو إصداراً تجريبياً، لذا فإنه متاح لعدد محدود من المشاركين.
الحكومة الآيسلندية
دولة آيسلندا هي جزيرة تقع في شمال المحيط الأطلسي، وبفضل الرخاء والتعليم الجيد، يستطيع معظم سكانها البالغ عددهم نحو 370 ألفاً التحدث باللغة الإنجليزية، هذا جيد بالنسبة لاقتصاد وثقافة الدولة، لكنه يعرّض اللغة الأصلية الآيسلندية للخطر، فالحكومة قلقة من أن اللغة الآيسلندية يمكن أن تنقرض بعد عدة أجيال.
بمبادرة من رئيس الدولة ودعم من القطاع الخاص، أعلنت آيسلندا عن شراكة مع أوبن أيه آي لاستخدام جي بي تي 4 في جهود الحفاظ على اللغة الآيسلندية.
حالياً، يعمل 40 متطوعاً على تدريب جي بي تي 4 على قواعد اللغة الآيسلندية الصحيحة ليصبح من الممكن استخدامه في تعليم هذه اللغة والحفاظ عليها.
وقد تقوم بعض الدول التي تندرج لغاتها في قائمة اللغات المهددة بالانقراض، باللحاق بالحكومة الآيسلندية والاستعانة بتشات جي بي تي للحفاظ عليها.
