ليست سُحب الماماتوس.. غيوم بيضاء غامضة قرب سواحل أمريكا تحير العلماء
تعدّ البقعة المائية المحصورة بين منطقتي فلوريدا وجزر الباهاما في المحيط الأطلسي واحدةً من أكثر البيئات البحرية التي خضعت للدراسة والبحث في العالم. مع ذلك ما تزال تحمل لغزاً جيولوجيّاً مستمرّاً.
تشير العينات المباشرة المأخوذة من المياه الملبدة بالغيوم إلى وجود تراكيز عالية من الجسيمات الغنية بالكربونات.
مع التصميم على معرفة السبب وراء ظاهرة البياض، بدأ العلماء باستخدام صور الأقمار الصناعية من وكالة ناسا لإظهار كيفيّة انحسار تلك الظاهرة وتدفقها في جزر الباهاما.
سيتطلّب تفسير تلك الظاهرة مزيداً من التجارب الميدانية المباشرة
منذ ثلاثينيات القرن الماضي، لاحظ العلماء في تلك المنطقة ظهور سحب بيضاء غريبة متصاعدة على سطح المياء الفيروزية الهادئة. عُرفت تلك الظاهرة الغريبة بـ “ظاهرة البياض”، التي بقي سبب حدوثها في جزر البهاما أمراً غير مفهومٍ حتّى الآن.
كما تُلاحظ تلك البقع المحيرة وسط المياه ذات الألوان الفاتحة في المحيطات والبحيرات الأخرى في جميع أنحاء العالم، لكنّها تظهر في جزر الباهاما أكثر من المعتاد.
وتشير العينات المباشرة المأخوذة من المياه الملبدة بالغيوم إلى وجود تراكيز عالية من الجسيمات الغنية بالكربونات.
حيث يقع جزء كبير من أرخبيل جزر الباهاما على منصّة مغمورة بالكربونات تُعرف باسم بنوك الباهاما، التي من المحتمل أن تتشكّل من ارتفاع الرواسب إلى السطح أو من إنتاج أزهار العوالق النباتية لتلك المادة الكربونيّة المعلقة.
مع التصميم على معرفة السبب وراء ظاهرة البياض، بدأ العلماء باستخدام صور الأقمار الصناعية من وكالة ناسا لإظهار كيفيّة انحسار تلك الظاهرة وتدفقها في جزر الباهاما.
ولم يتوصّل فريق العلماء إلى معرفة فيما إذا كانت تلك الغيوم طبيعية أم من صنع الإنسان، ولكن ما يعرفونه أنّه من عام 2003 إلى عام 2020، ارتبط حجم ظاهرة البياض بالمواسم.
حيث ظهرت أكبر البقع في الفترة الممتدة من مارس إلى مايو ومن أكتوبر إلى ديسمبر. إذ وصلت مساحة البقع البيضاء إلى حوالي 2.4 كيلومتر مربع للبقعة الواحدة.بين عامي 2011 و 2015 ، تضخّم حجم البقع بشكلٍ فجائي، حيث غطّت أكثر من 200 كيلومتر مربع من المحيط في ذروتها (77 ميلًا مربعًا). بينما بحلول عام 2019، تقلّصت مساحة البقع مرة أخرى.
ربّما تخضع ظاهرة البياض للعديد من الظروف البيئية، مثل درجة الحموضة، وملوحة المياه، واتّجاه الرياح والتيارات المائية، لكن لم يتمكّن العلماء من تحديد العمليات الميكانيكية أو البيولوجية أو الكيميائية الدقيقة المسؤولة عن تلك الظاهرة حتّى الآن.سيتطلّب تفسير تلك الظاهرة مزيداً من التجارب الميدانية المباشرة، ليس فقط في منطقة جزر البهاما، بل من الممكن أن يستفيد العلماء من مقارنة ظاهرة البياض في مناطق أخرى، لمعرفة السمات المشتركة بينها.
المصدر: أراجيك – Arageek
