يعتبر قصر هرقلة أو “قصر الجن” هو أحد قصور مدينة الرقة السورية الذي بناه خليفة عباسي، لكنه ارتبط مع السنين بحكايات شعبية توارثتها الأجيال.
ويقع القصر بالقرب من نهر الفرات وقد بناه الخليفة العباسي هارون الرشيد بعد أن عاد منتصرًا على الإمبراطور البيزنطي نقفور في مدينة هرقلة.
حكايات الجن
وتوضح إحدى أهالي الرقة، فاطمة الحمود ضمن برنامج “الجار الغريب” على شاشة التلفزيون العربي قائلة: “قديمًا كان يتواجد الجن بكثرة في هذه المنطقة”، وتنقل أن والدتها كانت تقول إنها مرة وهي تخض الحليب لتحويله إلى سمن عند أذان المغرب إذا بها تسمع صوت زمامير ودبكة كأنه حفل يقام فتركت ما كانت تصنع وبدأت ترقص على تلك الأنغام”.
ويروي إبراهيم الذياب، من أهالي الرقة، أن جدته أو جدّه كانا يحدثانه عن الجن. ويضيف: “كنا نطبخ الأكل ونتركه وفي اليوم الثاني نأتي صباحًا ونجده منقوصا أو مأكولا منه”. حتى إنه يسمع صوت ضجة قادم من سطح المنزل دون أن يجد أحدًا.
تهريب الآثار والسلاح
وقد نسجت المخيلة الشعبية حكايات غريبة حول القصر حتى دبّ الخوف في نفوس من سكنوا قربًا منه. لكن بعض السكان الآخرين يربط هذه الأساطير بتهريب الآثار والسلاح.
ويشرح أحمد المصطفي وهو من أهالي الرقة أن “هذه القصص بدأت تقريبًا منذ نحو 35 عامًا إلى 40 عامًا مع وجود تجار الآثار. وحاولوا من خلال هذه الشائعات والروايات عن وجود الجن في القصر نشر الرعب بين أهالي المنطقة خدمة لغاياتهم الخاصة مثل تهريب السلاح أو تهريب أشياء خاصة بهم”.
خرافة مصطنعة
ويلفت إحدى السكان إلى أن أهالي الرقة قد حافظوا على هذا الإرث التاريخي، لذلك ابتكروا الخرافة الشعبية حتى لا يدفع الفضول بالأطفال للعبث بها. كما ربط البعض الآخر خرافة الجن برعي الأغنام ليلًا فوق أطلال القصر.
ويشرح خبير الآثار محمد العزو أن “الأغنام والماعز كانت تصدر أصواتا فوق هذه المصطبة وعندما يكون القمر ساطعًا تعكس عيون الأغنام ضوءًا فكان المارة يرون فوق المصطبة عيونًا أو أنوارًا صغيرة جدًا ويسمعون ثغاء الغنم فيعتقدون أنها جن”.
تفاصيل أخرى عن “قصر هرقلة” وعلاقته بالخليفة هارون الرشيد في الحلقة المرفقة من برنامج “الجار الغريب”
المصدر: التلفزيون العربي