من عمله في السيارات إلى أحد أكبر الموردين للبنتاغون.. قصة نجاح الشاب الثلاثيني الذي أصبح مليارديرا في 5 سنوات
عشق الابتكار منذ صغره, فلا ضير في الكثير من التجريب وبعض التخريب كي تنجح في نهاية المطاف.
بالمر لوكي الملياردير الذي بلغ الـ30 من عمره في سبتمبر/أيلول الماضي، تصفه الصحافة الأميركية بأنه عبقري عالم الواقع الافتراضي.
نشر موقع “مبدعون تحت سن 35” (innovatorsunder 35) تقريرا يحكي قصة بالمر لوكي، وصفه بالمعجزة التكنولوجية التي علّمت نفسها بنفسها.
ويشير التقرير إلى أن لوكي درس في المنزل برعاية والدته في لونغ بيتش بكاليفورنيا، وتلقى دروسه الأولى في الهندسة وهو يعمل في السيارات مع والده.
وبدأ لوكي مشواره ببناء أشياء مثل الليزر العالي الطاقة وبنادق اللفائف التي تطلق مقذوفات عالية السرعة باستخدام مغناطيس كهربائي، وفي منتصف مرحلة المراهقة قام بتحديث أجهزة الألعاب القديمة بإلكترونيات مصغرة لجعلها محمولة.
وابتكر أيضا نظارة الواقع الافتراضي “أكيولوس ريفت” (Oculus Rift) عندما كان عمره 16 عاما فقط، وهي التي جذبت انتباه مارك زوكربيرغ.
وفي وقت لاحق، أسس بالمر لوكي شركة ناشئة تعمل في الذكاء الاصطناعي، وما هي إلا سنوات حتى استطاع أن يبيع هذه الشركة الناشئة للواقع الافتراضي “أكيولوس في آر” (Oculus VR) لفيسبوك مقابل ملياري دولار عام 2014.
أراد بالمر استثمار هذه الأموال في تأسيس شركته الجديدة “أندوريل” (Anduril) التي تعمل في مجال التكنولوجيا الدفاعية وتعتمد أيضا على توظيف الذكاء الاصطناعي، وسعى بالمر من خلال هذه الشركة لصناعة أسلحة المستقبل.
ويشير التقرير إلى الطريقة التي شرع بها لوكي في بناء تلك الأسلحة وهي المفتاح لفهم ما يميز شركته، فقد قامت أندوريل -التي حققت عائدات تقدر بنحو 150 مليون دولار العام الماضي- بتطوير كثير من تقنيتها على نفقتها الخاصة، وهو رهان عالي المخاطر يظهر الطريقة التي يعمل بها المقاولون العسكريون عادة.
فبدلًا من انتظار وزارة الدفاع لإطلاق عملية متعددة السنوات لتحديد المتطلبات التقنية والدعوة العطاءات لتطوير نماذج أولية، تتقدم أندوريل وتصنع أسلحة وأنظمة مراقبة تعتقد أن الحكومة تريدها ما دامت تعمل، ويقول لوكي معلقًا على ذلك “نريد أن نكون الشركة التي عندما تحتاج وزارة الدفاع إلى شيء ما، نكون أول من فكر به”.
طائرة مراقبة عسكرية من إنتاج شركة أندوريل (الصحافة الأميركية)
ويوضح التقرير أن أندوريل تمتلك مشروعين لم يحظيا بالحديث عنهما من قبل، هما طائرة مسيّرة سريعة التسليح يقول لوكي إنها تهدف في بعض الحالات إلى استبدال المقاتلات ذات الطيار في مهمة اعتراض من ينتهكون المنطقة الجوية، ثم هناك طائرة مراقبة كبيرة مسيّرة مصممة للإطلاق والهبوط عموديا (مما يجعلها لا تحتاج إلى المدرج) والطيران مسافات طويلة بشكل مستقل، مما يجعلها تبدو مناسبة للمساحات الشاسعة.
واستعرض تقرير آخر كتبه جيريمي بوجايسكي، نشر في مجلة “فورس” (forbes) الأميركية الشهيرة، أن لدى بالمر مزيدا من الابتكارات حيث تقوم شركته بتصنيع أداة محاكاة معقدة مزودة بمحرك ألعاب فيديو عبارة عن أستوديو الغرض منه السماح لوزارة الدفاع بتشغيل الآلاف من سيناريوهات “ماذا لو” السريعة حول كيفية حدوث التعارضات، والتي يمكن مشاهدتها باستخدام الواقع الافتراضي، ويمكن استخدامه من خلال نظارات واقية أو على الشاشات العادية.
وأفاد الكاتب بأن شركة أندوريل قامت في عام 2017 بعملية بيع لدائرة الجمارك والحدود، تشمل أبراج الحراسة التي تكتشف تلقائيا الأشخاص والمركبات التي تعبر الحدود بطريقة غير قانونية، وتعفي الوكلاء من العديد من الدوريات الروتينية. وفي عام 2020، منحت الدائرة أندوريل عقدًا بقيمة تصل إلى 250 مليون دولار.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، سجلت أندوريل أكبر عملية لها حتى الآن، وهو عقد لتولي مسؤولية دفاعات الطائرات المسيرة التابعة لقيادة العمليات الخاصة الأميركية التي يمكن أن تبلغ قيمتها نحو مليار دولار على مدى 10 سنوات، كما أن هناك فرصة أكبر تلوح في الأفق، حيث يحرص البنتاغون على ربط جميع أنظمة المراقبة والأسلحة الخاصة به معًا لإنشاء رؤية موحدة لساحة المعركة وتنسيقها من بعيد، مع مقاومة القرصنة والتشويش في الوقت نفسه، ويُطلق على البرنامج اسم “القيادة والسيطرة المشتركة على جميع المجالات” أو “جيه إيه دي سي تو” (JADC TWO).
وتتنافس أندوريل وأخريات، بما في ذلك “بلانتير” (Blantyre) و”ريدوود سيتي” (Redwood City) ومقرها كاليفورنيا، من أجل الحصول على عشرات المليارات من الدولارات كإنفاق محتمل. وفي تجربة للقوات الجوية عام 2020، قامت أندوريل بدمج الرادار بأبراج الاستشعار الخاصة بها لاكتشاف صواريخ كروز الواردة، وتوجيه بيانات الاستهداف تلقائيًّا إلى أنظمة أسلحة متعددة، بما في ذلك “إف-16” لإسقاطها، وكان اللافت للنظر أن النظام تطلّب إشراف طيار واحد فقط.
المصدر: aljazeera.net