لعل أكثر ما يميز مصر من بين الدول العربية هي الآثار التاريخية، التي تتمثل بالأهرامات المشهورة والجثث المحنطة والميمياوات.
وقد تم العثور مؤخراً على مومياوات غير اعتيادية، ذوات ألسنة عبارة عن رقائق من الذهب الخالص.
وقد حمل هذا الاكتشاف توقيع علماء حفريات مصريون في محافظة المنوفية.
وتم العثور مؤخراً في مقبرة بـ”قويسنا” في دلتا نهر النيل التي تم العثور عليها عام 1989، ويعود تاريخها إلى الحقبة البطلمية والرومانية التي تمتد من 300 سنة قبل الميلاد إلى 640 سنة ميلادي.
وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في البيان الصادر عن وزارة السياحة والآثار المصرية: “عثرت البعثة الأثرية المصرية على عدد من الرقائق الذهبية على هيئة ألسنة آدمية في فم بعض المومياوات المكتشفة في حالة سيئة من الحفظ.
وتم العثور أيضا على هياكل عظمية ومومياوات تم تجليدها بالذهب على العظم مباشرة تحت لفائف كتانية وأصماغ استخدمت في عملية التحنيط، بالإضافة إلى بقايا توابيت خشبية على الهيئة الآدمية وعدد من المسامير النحاسية المستخدمة في تلك التوابيت”.
الاعتقاد في مصر القديمة أن صاحب اللسان الذهبي يكسب ود الإله أوزيريس بعد مماته (وزارة السياحة والآثار المصرية)
كلام من ذهب
ووفق ما جاء في تقرير لموقع “ساينس ألرت” (Science Alert): فإن العلماء اكتشفوا وجود بقايا رفات بعض عظام مومياء كانت مغطاة بالذهب، إضافة إلى رفات أخرى دفنت إلى جانب خنافس مغطاة أيضاً بالذهب وزهور من نوع اللوتس.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف مثل هذا الرفات المغطى بعضه بالذهب، حيث سبق لبعثات التنقيب في مختلف مناطق محافظة المنوفية العثور على رفات رجل وامرأة بألسن من ذهب يعود تاريخه إلى 2500 سنة مضت.
ووفق ما جاء في تقرير ساينس ألرت فإن الاعتقاد الذي كان سائداً في مصر القديمة أن صاحب اللسان الذهبي سيتمكن بعد مماته (أي في حياته الأخروية) من كسب ودّ الإله “أوزيريس” (Osiris) الملقب أيضاً بملك النيران وبملك الصمت.
ويبدو وفق ما يرويه المؤرخون، فإن أوزيريس كان يحب الصمت والأشخاص الصامتين الذين لا يتكلمون كثيرا ويكره مقابل ذلك الضجيج والأشخاص الذين يتحدثون كثيراً.
ولذلك ربما كان يُعتقد أن وضع ألسنة من ذهب سيُمكّن المومياوات من الحديث إلى إله الصمت بدون إحداث ضجيج قد يزعجه.
ربما كان يُعتقد أن وضع ألسنة من ذهب سيُمكّن المومياوات من الحديث إلى إله الصمت دون ضجيج (وزارة السياحة والآثار المصرية)
أهمية مقبرة قويسنا
وفق البيان الصادر عن وزارة السياحة والآثار؛ تعد مقبرة قويسنا من أهم المواقع الأثرية في مصر، حيث تضم قبورا تعود لعصور متعددة، بالإضافة إلى تنوع طرق وأساليب الدفن بها وأيضا وجود مقبرة نادرة خاصة بدفن الطيور المقدسة.
وقال الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار في البيان الصحفي إن هذه المقبرة تتميز بطراز معماري فريد، حيث شُيّدت من الطوب اللبن، وهي تتكون من بئر للدفن في الجهة الغربية بالإضافة إلى القبو الرئيسي الذي فيه 3 حجرات للدفن.
وأضاف عشماوي “أعمال الحفر كشفت عن أنه تم استخدام المقبرة خلال 3 فترات زمنية مختلفة، وذلك ما تم فهمه من خلال اختلاف طرق الدفن واتجاهاته، الأمر الذي يرجّح بأن المقبرة تم استخدامها قبل العصر البطلمي وخلاله وبعده في العصر الروماني”.
وقال قطب فوزي، رئيس الإدارة المركزية للوجه البحري إن البعثة الأثرية نجحت أيضاً في الكشف عن عدد من الرقائق الذهبية على هيئة الجعران وزهرة اللوتس، بالإضافة إلى عدد من التمائم الجنائزية والأواني الفخارية التي استخدمت في عملية التحنيط.
وإلى جانب أهميتها الاقتصادية الكبيرة، فإن الآثار تنقل لنا تفاصيل حياة الحضارات العريقة السابقة.