مخمل منسوج يدوياً وسيوف وأشكال غريبة ..5 من أغرب أنواع العملات قديماً, كان للعملة عبر التاريخ أشكال وأنواع مختلفة، وتعد العملات التي شاع استخدامها ضمن القارة الأفريقية في الفترة ما قبل الاستعمار فريدة ومتنوعة حالها حال السكان ألأصليين للقارة السمراء.
من أصداف الحلزون إلى السيوف المذهلة، جمعنا لك في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف» خمسة أشكال من العملات (القانونية) التي استعملت هناك ولن تجدها اليوم في أسواقنا الحديثة:
الصَّدَف
لقرون، كان الصدف –صدفة الودع بشكل خاص– شكلًا شائعًا من أشكال العملة التي استخدمت في العمليات التجارية. يُعتقد أن التجار العرب في القرن الثامن هم الذين أدخلوا فكرة استخدام القواقع الصدفية (أصداف حلزونات البحر المعروفة باسم Monetaria Moneta) كعملة لسكان أفريقيا الغربية. كما استخدمت الدول الآسيوية القريبة من المحيط الهادئ والمحيط الهندي هذه الصدفة الخزفية الصغيرة كعملة قانونية أيضًا.
بَدَت صدفة الودع عملة مثالية في غرب إفريقيا وذلك لعدة أسباب، أولها ندرة هذا النوع من الصدف وسهولة حمله.
غالبًا ما كانت تُربط الأصداف بخيط لتسهيل نقلها وعدها، ووفقًا للمتحف البريطاني، تكونت السلسلة الواحدة من حوالي 40 صدفة.
توقف استخدام صدفة الودع كعملة في القرن العشرين حيث جاءت الحكومات الاستعمارية الأوروبية بالأوراق النقدية والعملات المعدنية.
سيف نغولو
يعتبر سيف (نغولو) واحدًا من أكثر العملات الاستثنائية التي استُخدمت في إفريقيا. صُنعت هذه السيوف الضخمة، التي قد يصل طولها إلى 58 سنتمتر أو أكثر، من قبل قبيلة نغومبي، وقد استُخدم من قبل العديد من الجماعات العرقية المجاورة في الكونغو.
يُعرف سيف (نغولو)، الذي يشبه إلى حد ما مِنجلاً متقن الصنع، أيضًا باسم ”سيف الجلاد“، غير أنه بعكس المنجل فإن الجهة الحادة لهذا السيف هي الحد الخارجي منه.
يُزعم أنه استُخدم خلال عمليات الإعدام ذات الطابع الطقوسي والشعائري، ثم تطور ليصبح رمزاً للهيبة بعد حظر التضحية الشعائرية بالبشر.
يعتقد البعض أن القصص الوحشية عن هذا السيف ماهي إلا ضرب من الخرافات اخترعت من قبل كتاب الغربيين واسعي المخيلة مثل (إدوارد جيمس جليف) بغرض تكريس الصورة البدائية للأفارقة.
غالبًا ما رقص الرؤساء وأفراد العائلة المالكة وهم يحملون سيف (نغولو) بأيديهم، ما أدى إلى نظرة عامة إليه بوصفه سلعة ثمينة، كما اسُتخدم كعملة أيضًا.
توقف استخدام سيف (نغولو) كعملة قانونية تدريجياً بعد أن أدخلت الحكومة البلجيكية الفرنك الكونغولي في القرن العشرين.
وعلى الرغم من توقف استخدام السيف، إلا أنه لم يُنسى وستجده ضمن العديد من المتاحف حول أنحاء العالم، وفي عام 2019، ظهر في حلقة من البرنامج التلفزيوني المعني بالتاريخ Forged in Fire.
على الرغم من تسميتها بالأوزان الذهبية، إلا أن هذه التماثيل الصغيرة التي صنعها شعب آكان في غانا وساحل العاج كانت تصنع عادةً من النحاس الأصفر أو العادي.
على عكس العملات الأخرى، لم يتم تداول أوزان آكان الذهبية أثناء التعاملات التجارية، إنما استخدمت كمعيار لقياس وزن غبار الذهب، والذي كان هو العملة الرئيسية، وقد قام الحدادون بقياس وتسجيل الوزن الدقيق لكل قطعة.
يُعتقد أن استخدام أوزان الذهب وغبار الذهب كشكل من أشكال العملة لدى شعب آكان قد بدأ في القرن الرابع عشر، وقد صممت الأوزان بأشكال تعكس الطبيعة والأمثال الشعبية والعديد من الموضوعات الثقافية الأخرى، كما استخدمت كمعيار لجميع أنواع المعاملات، مثل شراء الأسلحة أو الملابس أو الطعام.
كان امتلاك مجموعة كاملة من أوزان الذهب علامة على الثروة، وكانت جزءًا مهمًا من أدوات التاجر.
توقف استخدام أوزان الذهب تمامًا بعد أن جعلت الحكومة الاستعمارية البريطانية الجنيه الإسترليني العملة الرسمية لغانا في عام 1899. وتشهد حقيقة أن هذه الأوزان متواجدة في المتاحف حول العالم على جاذبيتها الجمالية وأهميتها التاريخية.
استُخدم صليب (كاتانغا) كعملة في إفريقيا الوسطى بين القرن الثالث عشر (أو ربما قبل ذلك) والقرن العشرين. صنع هذا الصليب من النحاس ولم يتمتع بسمات فنية مميزة في (كاتانغا)، وهي منطقة غنية بالنحاس في الجزء الجنوبي الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية.
لم يُسمح بتعدين النحاس والعمل به إلا لأعضاء جمعية سرية غامضة تُعرف باسم (البوانغا)، وقد صنع الحرفيون هذا الصليب عن طريق صب النحاس المصهور في قالب من الطين المصبوب.
كان صليب (كاتانغا) رمزًا مهمًا للثروة والسلطة دُفن به أشخاص مرموقون في بعض الأحيان.
في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كان بإمكانك شراء ما يصل إلى ست دجاجات بصليب واحد، وبندقية باثنين.
توقف استخدام الصليب كعملة في وقت ما في منتصف القرن العشرين، لكنه لا يزال رمزًا للتاريخ الغني لشعب (كاتانغا)، وسوف تجده على علم جمهورية كاتانغا الانفصالية التي لم تدم طويلاَ.
استَخدمت عدة جماعات عرقية في الكونغو المنسوجات كعملة، من أشهرها ”مخمل كاساي“.
يقوم شعب (شووا) في مملكة كوبا في جمهورية الكونغو بصنع هذه المنسوجات منذ القرن السابع عشر. على الرغم من أن الأساطير المحلية تقول إن شعب كوبا تعلم الحياكة من الشعوب المجاورة، لكن على أي حال تنسب اليوم هذه الحرفة إليهم ويُشتهرون بها.
مخمل كاساي المنسوج يدويًا، والذي عادة ما يُصنع من ألياف مصبوغة، مستخرج من أوراق نخيل الرافية، ويزخرف القماش بأشكال تقليدية ملونة ومتناغمة، ويبلغ طول القطعة منه حوالي 60 سم.
كان الرجال مسؤولين عن جني نخيل الرافية ونسجه، بينما كانت النساء مسؤولات عن التصاميم والزخارف.
اعتز شعب (شووا) بهذه المنسوجات، ونادرا ما كانوا يرتدونها إلا لغايات احتفالية، أو يستخدمونها كمدفوعات وهدايا أثناء المناسبات كمراسم التتويج والزواج.
تعتمد قيمة كل قطعة على مدى تعقيد التصميم وطول القماش، وقد تم دفن بعض أبناء شعب (شووا) مع ثروتهم من تلك المنسوجات.
المصدر: موقع Mental Floss