لاشك أن آثار فراعنة مصر مقصد سياحي عالمي منذ عصور لما تحتويه من جمال للتاريخ وعبقه وفن بالعمارة يشد اليه كل مهتم
ولكن هذه المرة تحولت الى مكان لعرض أفخم واحدث صيحات الموضة للملابس الرجالية الإيطالية الفاخرة (ستيفانو ريتشي) الذي أصر على أن يحتفل باليوبيل الذهبي لدار أزيائه في معبد الملكة الفرعونية حتشبسوت الواقع في مدينة الأقصر المصرية والذي يناهز عمره ال٣٥٠٠ عاما.
فقد جمع ستيفانو ريتشي وعائلته أكثر من ٤٠٠ مدعو من مختلف أنحاء العالم في هذا المعبد الذي وقع ستيفانو في حبه عندما زاره للمرة الأولى منذ أكثر من ٢٥ عاما وأصبح أحد أحلامه ان يكون هذا المعبد مكانا لعرض تصميماته فيه وقد تمكن أخيرا من تحويل حلمه لواقع.
قصة نجاح
أسس السيد ريتشي في أكتوبر من العام 1972 مع زوجته كلوديا مشغلاً صغيراً لصناعة ربطات العنق، وقد تحوّل هذا المشروع على مرّ السنوات إلى علامة للأزياء الرجالية الفاخرة جداً وشركة عائليّة بعد أن انضمّ إليه ابناه فيليبو في مجال الإشراف على التصميم ونيكولو كمدير عام.
شارك في هذه الاحتفالية التينور الإيطالي الشهير أندريا بوتشيلي، وهو صديق قديم السيد ريتشي، ليقدّم مقاطع من أوبرا فيردي فيما تتالى ظهور العارضين على الدرج الضخم للمعبد وخلفهم 25 تمثالاً عملاقاً للملكة حتشبسوت التي كانت إحدى فراعنة مصر. وقد بدأ العرض بمجموعة من البدلات الرجاليّة المسائية التي تكوّنت من سراويل سوداء وسترات فاخرة منسوجة من خيوط حريرية ذهبيّة، ثم تلتها بدلات “التوكسيدو”، سترات “البلايزر”، وسترات من البروكار البرّاق الذي تزيّن بأزرار ذهبيّة.
مجموعة احتفاليةاللمسات الشرقيّة بدت واضحة على التصاميم، ومنها السترات الطويلة ذات الطابع الهندي وطبعات “الجاكارد” المستوحاة من الحضارة المصرية القديمة. وقد أعلن فيليبو ريتشي المسؤول عن التصميم في الدار أن هذه المجموعة الخاصة بالربيع والصيف المقبلين هي مجموعة احتفالية ومعظم قطعها ستكون بإصدار محدود ومصنوعة في أحد أقدم مصانع الحرير الأوروبية الذي يتواجد في فلورنسا وهو حالياً ملك لعائلة ريتشي.
وتضمّن العرض أيضاً مجموعة من الإطلالات التي غطاها اللون الأبيض بالكامل وتزيّنت بالأزرار الذهبيّة، ثمّ تبعتها سلسلة من البدلات الملونة بالأحمر، والأخضر، والأصفر، والقرميدي تمّ تنسيقها مع قمصان مخططة وأحذية باللون نفسه. وقد ظهرت بعدها مجموعة من الإطلالات تلونت بالأزرق الملكي، ثم مجموعة من القمصان الحريريّة المطبّعة التي تُطلق عليها الدار إسم “مانيدلا” كونها من القطع التي كان يختارها الرئيس الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا من الدار.
أما في القسم الأخير من العرض فظهرت التصاميم ذات الطابع “الكاجوال” وتبعها 9 إطلالات هوليوودية الطابع ومستوحاة من شخصية إنديانا جونز واتخذت شكل بدلات سافاري فاخرة.
وتخلل هذا العرض الاستثنائي الذي قدّم 90 إطلالة رجالية فاصلين موسيقيّين قدّم أحدهام التينور أندريا بوتشيلي مع إبنه ماتيو أما الثاني فقدمته السوبرانو الإيطالية سوزانا ريغاتشي.
وهذا ما أضاف أجواء مميزة على العرض تناغمت مع السحر الذي انبعث من هذا المكان الأثري.
ليحقق ريتشي قفزة تسويقية جديدة من خلال المزج بين عراقة التاريخ وسحره وفن التصميمات وصيحات الموضة الحديثة