منوعات

وضع لنفسه أهدافاً كبرى وركز عليها ..قصة نجاح وصعود الملياردير سليمان العليان الذي بدأ براتب 12دولار ثم أصبح ملياردير العرب

وضع لنفسه أهدافاً كبرى وركز عليها ..قصة نجاح وصعود الملياردير سليمان العليان الذي بدأ براتب 12دولار ثم أصبح ملياردير العرب

حلّت عائلة الملياردير السعودي “سليمان العليان” في العام 2016 بالمرتبة الأولى ضمن لائحة فوربس لأثرى العائلات العربية، بثروة قدرت بـ 8 مليارات دولار، وثورة العائلة الآن أكبر بكثير من ذلك.

وفي عام 2002، صنفت مجلة فوربس الأمريكية مؤسس مجموعة “سليمان بن صالح العليان” كواحد من أثرى الرجال في العالم.

وعلى الرغم من وجود عشرات العائلات الثرية بالعالم العربي، تبقى مسيرة “العليان” واحدة من قصص النجاح المميزة التي يمكنها أن تُلهم العشرات من رواد الأعمال حول العالم.

كيف بدأ سليمان صالح العليان حياته؟

بدأ “العليان” رحلته من عامل بسيط يتقاضى أقل من 12 دولاراً شهرياً، إذ أصبح يتيمًا في عمرٍ مبكر بعد أن فقد والده، ولم يحظ بقسط عالِ من التعليم. وصار بعدها رجل أعمال تمتد استثماراته من أستراليا إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وهونغ كونغ، ويصل عدد شركاته إلى 80 شركة تحت مظلة مجموعته.

رحلة “العليان” كسرت الصورة النمطية لقصص النجاح المألوفة، لذا فإن الفضول ينتاب الجميع بخصوص أسرار نجاحه؛ فماذا فعل هذا الرجال الصنديد حتى وصل إلى قمة النجاح المالي؟!

أولًا: وضع لنفسه أهدافًا كبرى وركز عليها (لم يتشتت وعرف جيدًا ما يريد)

تخطر ببالنا دائمًا عشرات الأفكار لمشاريع أو أعمال أو أمور لو فعلناها لتغيرت حياتنا، لكننا على أرض الواقع لا ننفذ منها شيئًا، ولو فعلنا فترانا نبدأ بأمرٍ اليوم، وآخر غدًا وغيره بعد الغد، فنغرق في التشتت والحيرة بدون أي إنجاز.

على عكس ذلك، كان “سليمان العليان” يعرف بالضبط ما يريد، وتجلى ذلك في استثماراته التي لطالما استهدفت المشاريع المستدامة التي يمكن أن تستفيد منها الأجيال القادمة، فقد اختار الاستثمار في قطاع البنوك نظراً لأنها تتصف بالدقة والانضباط في تقاريرها وحوكمتها.

وكان الرجل يستخدم أسلوباً متدرجاً في دخول القطاعات الأخرى، فكانت سياسته بعد اقتناعه بالجدوى الاقتصادية لمشروع محدد تبدأ بجس النبض أولاً، أي إنه يضع “موطيء قدم” من خلال استثمار مبلغ ضئيل نسبياً إلى حين اتضاح أداء القطاع ومدى استقراره ثم يرفع من قيمة استثماره.

ولم يحب يومًا الحديث في العموميات والجوانب النظرية البحتة، فقد كان رجل ميدان يفضل الفعل على القول.

ثانيًا: أجاد فن اكتساب الخبرة

الخبرة هي رأسمال رجل الأعمال، فالمعرفة بدون خبرة لا تعني شيئًا، والتجربة بدون الخبرة هي هدرٌ بجدارة للوقت إذا لم نستفد من أخطائنا وتوقعنا النجاح الفوري. لكن الخبرة صعبة المنال، وهي كالزهرة النادرة في قمة الجبل، التي لن يطالها إلا من يتحمل تسلق الجبل كاملًا.

يقول المطلعون على حياة “العليان” إنه كان رجلًا رافقه الفضول وحبّ التعلم طيلة حياته، ونقل هذا الأمر إلى عائلته وموظفيه، فنقلت عنه، ابنته الكبرى حياة العليان، نصيحته التي ترى أنها تمثل ملخصاً للكيفية التي أدار بها عمله: “ليس هناك أسئلة غبية، إن لم تسأل فلن تتعلم”.

كان “العليان” منفتحاً على التعلم بطريقة كانت سابقة لأبناء جيله، فقد تعلم من التعامل مع الأميركيين الجدّية كما يقول كاتب سيرته الذاتية، وتعلم من العيش في بيروت وأثينا وإدارة شركاته المختلفة الانفتاح على العالم.

وقد كان يكتب في المجلات العالمية على غرار مجلة فورتشن، ليشرح قضايا المنطقة العربية ويقدم السعودية بأفضل صورة في العالم الغربي، حتى صار الشخص الموثوق الذي يلجأ إليه كل من يحاول التعرف على السعودية والمنطقة في الولايات المتحدة الأميركية.

ثالثًا: يرى الفرصة ويجيد اقتناصها

يقال إن “العليان” بدأ رحلته بتكوين الثروة بسؤال ردده في عقله حينما ترقّى في وظيفته في أرامكو ليصبح مسؤولاً عن مستودع الشركة ويكلّف بمسؤولية توريد ما تحتاجه الشركة من الخارج: “ماذا لو كنت أنا من يملك هذا المستودع، كم سيبلغ دخلي اليومي؟”، وهكذا ألهمه المستودع بفكرة تأسيس شركة خاصة.

في العام نفسه، سمع “العليان” عن طرح مشروع “التابلاين” لنقل النفط من شرق السعودية إلى لبنان، وأدرك أنها فرصة الانطلاق، وعرض على أرامكو فكرة أخذه لمقاولة المشروع، ورحبت شركته بالفكرة بشرط تأسيسه شركة للمقاولات، فما كان منه إلا رهن منزله، ليؤسس أولى شركاته عام 1947، شركة المقاولات العامة، وتصبح الخطوة الأولى في طريق إمبراطورية العليان.

كان حرصه على تعلم كل شيء حوله، وانضباطه واحترامه للعمل، طباعاً منحته الجاهزية لاقتناص الفرصة التاريخية التي ظهرت في المملكة العربية السعودية باكتشاف النفط في أواخر الأربعينيات، وهي لحظة من لحظات التحول التاريخي، والتي استطاع “العليان” الشعور بها واستباقها بسبب جاهزيته، في حين بقي الكثيرون متفرجين.

رابعًا: الانفتاح على مجالات عديدة وأسواق عالمية

توجه سليمان العليان في الستينيات نحو الاستثمار في الأسواق العالمية، بعدما حصلت شركات “المقاولات العامة” و”التجارة العمومية” على وكالات حصرية لمنتجات شركات عالمية مثل كوكاكولا وكرافت وكمبرلي كلارك وجنرال فودز.

وشرع بعدها في الحصول على تراخيص من الشركات العالمية لإنشاء مصانع ومستودعات بالسعودية مثل مصنع إنتاج المناديل الورقية ومستودع تبريد اللحوم وتصنيعها.

وفي نهاية العقد، أسس شركة العليان المالية المالكة لـ 40 شركة تنشط في مختلف القطاعات حول العالم مع امتلاكها حصصاً في مصارف عالمية مثل البنك السعودي البريطاني، وتشيس مانهاتن.

وكان التحول الآخر في هذه المرحلة هو اقتحامه لسوق الأسهم في نيويورك، فقد كان يحلم منذ أوائل الخمسينيات أن يمتلك استثمارات في منطقة نيويورك، حتى تشعر البنوك الأميركية بالطمأنينة على أموالها حين تقرضه.

خامسًا: استمع لموظفيه وتعاطف معه

إن آليات التعامل الحكيمة مع الموظفين كانت من أهم العوامل التي مكّنت “العليان” من بناء أعماله، فقد ارتكزت سياسته على الاستماع إلى الآخرين بشكل واعِ ومنفتح، وكان مستعدًا لأخذ رأي الجميع بعين الاعتبار.

يتحدث “العليان” عما أسماه بـ “بناء الناس” ومساعدتهم على الخروج بأفكارهم الخاصة من خلال إسناد المسؤولية إليهم، إذ كان يشجعهم باستمرار على التعبير عن آرائهم بحرية، فقد قال أحد مدراء شركته: “إذا تكلم سليمان ثم فتحت فمك فإنه سيتوقف لكي يستمع إلى ما تقوله”.

لكن، لم يكن “العليان” سهل الاقتناع في المسائل كلها، بل كان ذو رأي سديد لا يتخذ خطوته على عجل ولا يتقلب يمنةً ويسرةً بين كلام الناس.

زرع سليمان العليان شعور الوحدة والانتماء في شركاته، وهي معادلة عجز الكثيرون عن فهمها وفقاً لسيرته الذاتية، فيقول أحد مدرائه: “لم أكن لأترك العمل معه ولو أعطيت ضعف الراتب الذي كنت أتقاضاه في شركته. لقد أصبحنا كأننا ننتمي إلى أسرة واحدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى