منوعات

هل حقاً الفئران تحب الجبنة كما علمونا؟

من منا لم يشاهد البرنامج الكرتوني توم وجيري الذي اعتدنا فيه على رؤية مغامرات الفأر الجيري وحيله المضحكة ومقالبه الشيقة وهو يسعى جاهدا للحصول على قطعة الجبن اللذيذة..

ومنذ ذاك الوقت أصبح محفورا في أذهاننا أن الفئران تحب الجبن فمضينا نضع في مصائد الفئران الجبن لعلها تجذب الفئران وتصطادها.

هل من الممكن أن نصدق برامج الكرتون ونأخذ منها هكذا معلومة ونؤمن بمصداقيتها ؟

في البرامج الكرتونية وحتى في بعض البرامج التلفزيونية الأخرى عادة ما تكون هناك علاقة خاصة بي الفئران والجبنة.

وفي حال أردنا تصديق الكرتون سنرى أن الفئران تحب الجبنة بشدة، وهذا ما يعتقده الكثيرون اليوم متأثرين بما كانوا يشاهدونه على الشاشات سابقاُ.

هل الفئران تحب الجبنة؟

في الواقع كما تعلم أي شركة محاربة للجرذان أو أي صاحب محل حيوانات أليفة، الفئران لا تحب الجبن وهو لا يصلح في مصائد الفئران.

على عكس المُعتقَد تمامًا، الفئران في الحقيقة تكره الجبن و قد تنفر من أنواع معينة منه إذْ لديها حاسة شم حساسة وبعض الجُبَن له روائح فوّاحة منفّرة للفئران وللقوارض عمومًا.

ويقول الدكتور ديفيد هولمز (David Holmes) من جامعة مانشستر متروبوليتان (Manchester Metropolitan University) الذي أجرى بحثاً عمّا إذا كانت الفئران تُحب الجُبْن بأنها حين تكون في غاية الجوع قد تأكل أي شيء (يمكنها أن تقضم منك، أو ورقاً مقوّى حتى، أي شيء، في بعض الأحيان قد تتجمع الفئران حول فأر منها وتأكله).

ويكمل قائلاً بأن معظم أنواع الفئران تُحب الحبوب، والفاكهة والسُكريّات، أنواع معينة منها تأكل الحشرات أيضاً والحيوانات الصغيرة.

تأكل الفئران ما تعودت عليه قبل أن يصنع الإنسان الجبن منذ 10 آلاف عام.

إذن فالجبن لا يصلح في صيد الفئران، بل قد يؤذي قطتك -ان كنت تملك واحدة- لأن بعض أنواع القطط الأليفة تُحب الجبن.

لكن، ماذا الذي يصلح لصيد الفئران؟ يبدو أن الفئران تُحب الفول السوداني جداً، كما أنها تحب الشكولاتة – كلما كانت سكرية أكثر كلما كان أفضل.

على جانب آخر، يقول صاحب أكبر موزع لمصائد الفئران في أوروبا (Pest Control Shop)، ستيفن تيرنر (Stephen Turner)، أن فئران المدن قد تأقلمت في الحقيقة علي أكل بقايا الوجبات السريعة حيث أصبحت تقتات على الهامبورجر.

اقرأ أيضاً: لماذا يدفن الصيادون الصقر في التراب فور اصطياده؟ ..إليك السر

يلجأ الصقارين المتمرسين بصيد الصقور الجارحة وترويضها إلى بعض الطقوس الغريبة المرتبطة بهوايتهم عبر تعاملهم المثير للدهشة والغرابة في آن معا أثناء ترويض الصقور المصطادة من البرية من تغطية رأس الصقر إلى الغطاء الجلدي الذي يوضع على راسه!

أما الطقس الأكثر غرابة على الإطلاق الذي سنتحدث عنه اليوم و نوضح أسبابه فهو دفن الصقر حيا في الرمال فور صيدها وإبقاء رأسه في الهواء!

ثم يعمل الصقار على صب الماء البارد على جسد الطائر الأسير بعد دفنه بالرمال ،مع مراعاة إبقاءه في جو يوفر له هواءً بارداً!

فصيد الصقور هواية قديمة جداً مارسها كثير من الملوك والأمراء. كما ويتم أحيانا اصطياده وترويضه وتدريبه ليشارك هو نفسه في صيد الطيور المهاجرة والحيوانات الأخرى.

عند صيد الصقر يلجأ الصقّار (مهنة صيد الصقور) إلى دفن جسده بالرمل. وكذلك سكب الماء البارد على صدره للحد من خفقان قلبه.

في ملحـ.ـمة جلجا.مش تشير النصوص القديمة إلى أن صيد الصقور كان موجوداً فيما يعرف الآن بالعـ.ـراق منذ أربعة آلاف سنة مضت. على مر القرون، انتشرت ممارسة اصطياد وتدريب الصقور في الثقافات حول العالم.

سبب دفن الصقر عند اصطياده فوراً

لهذا السبب يعمد الصقّارون إلى دفن الصقر بالرمال عند صيده. في الحقيقة الصقار يمتلك معرفة واسعة بالصقور بالطرق الأمثل للسيطرة عليها وترويضها. فعند اكتمال عملية الصيد، يسارع الصياد إلى دفن جسده بالرمال. كما يعمل الصقارون على تغطية رأسه حتى لا يتمكن من رؤية وجه صيّاده. حتى لا يفاقم ذلك شعوره في الإهانة عند رؤية من أخذ منه حريّته.

ثم يبدأ الصّقار بسكب المياه الباردة على الرمل وعلى صدره بعد دفنه. حيث أن شعور الأسر وفقدان الكرامة لدى الصقر يؤدي إلى ارتفاع خفقان القـ.ـلب بشكل كبير. وقد يؤدي ذلك إلى انفجـ.ـاره جرّاء القوة والسرعة التي يتم فيها ضخ الد.م الناتج عن سرعة الخفقان.

كل هذه الإجراءات التي يقوم بها الصقارون تعود إلى الصفات التي خلِق بها الصقر، فالصقر لا يقبل بشعور الإهانة بأن صيّاده قد انتصر عليه وقيّد حريّته. ما يدفعه إلى محاولته إيذاء نفسه بهدف أن يقـ.ـتل نفسه حتى لا يبقى مقيداً بيد الصيّاد.

بهذه الإجراءات يحمي الصقار من أن يلحق به الأذى. بالإضافة إلى حمايته إيذاء من نفسه أو من وفاته ولهذا يلجأ الصقار إلى دفنه. لاحقاً يجب على الصقار أن يتريّث حتى يتحقق من أنّ الصقر أصبح في حالة تامة من الهدوء والسكينة. حتى يتمكن أخيراً من كشف غطاء عينيه والبدء بتربيته وترويضه لمصلحته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى