منوعات

سيدة سورية أسست مشروعها الخاص لإنتاج السماد العضوي

تجبرنا الحياة أحياناً على ظروف لا نحبها ولا تكون مريحة أو مناسبة، وقد تفرض علينا واقعاً جديداً ومختلفاً تماماً عما اعتدنا عليه.

لكن الإنسان بطبيعته متمسك بالحياة ومعظم الأشخاص مستعدون للقيام بأعمال شاقة في سبيل الحفاظ على مستوى جيد من الحياة الكريمة، بالإضافة لبعض الرفاهية.

وقد قام موقعنا اليوم بالاستشهاد بقصة السيدة محاسن الحمصية:

لم تمنع ظروف الحياة وقساوتها السيدة محاسن ابراهيم من تأسيس مشروعها الخاص بإنتاج السماد العضوي، وهي أم لثلاثة أولاد، وقع على عاتقها تربيتهم ورعايتهم.

متحدية كل الظروف، تركت محاسن بصمتها المؤثرة في ميدان العمل لتكون أول سيدة في حمص تؤسس مشروعاً لإنتاج السمادالعضوي في مزرعتها بقرية الصويري في ريف حمص الغربي.

وقالت محاسن: “يمكن للجميع إنتاج السماد العضوي بنفسه، وذلك عبر الاستعانة بديدان الأرض، وهي الثقافة التي بدأت بالانتشار لإنتاج سماد الدود أو (الفيرمي كومبوست).

وعن هذا المشروع، بينت محاسن أنه: “عملية تدوير النفايات الطبيعية وتحويلها لمادة ذات قيمة هي (الفيرمي كومبوست )، حيث نقدم هذه المخلفات لديدان الأرض المتخصصة والتي تشبه بالشكل ديدان الأرض العادية لكن لها خصائصها البيولوجية”.

وأردفت محاسن: “تقوم هذه الديدان بهضم النفايات الطبيعية بعد تحللها بواسطة جهازها الهضمي وتفككها وتخرجها على شكل حبيبات صغيرة نسميها مصبوبات دودية غنية بالنشاط الميكروبي وبمنظمات نمو النبات”.

ونوهت محاسن إلى أن: “هذه المصبوبات محصنة بسمات مقاومة الآفات ومليئة بالعناصر المغذية للنبات وتحسن وتخصب التربة، فهي تحوي أضعاف مضاعفة من النترجين والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور أضعاف تلك الموجودة التربة السطحية”.

وفيما يتعلق بزراعة الديدان في البيئة، أوضحت محاسن أن: “لها خمسة مبادئ أساسية تحتاجها، و هي: بيئة معيشية نسميها فرشة، مصدر للغذاء، رطوبة كافية، تهوية، وحماية من الحرارة العالية والمتدنية”.

وتابعت محاسن: “نزرع الديدان في أحواض يسهل العمل فيها، وبرأيي الشخصي فإن أنسب قياس للحوض الذي نزرع فيه الديدان هو عرض متر وارتفاع 40 سم ولا أهمية للطول، ويصب أسفل الحوض مع ميول لجهة واحدة، وذلك لتصريف مياه الري الزائدة عن حاجة البيئة”.

وأشارت محاسن في حديثها إلى أنه: “يمكن استخدام أي أحواض توفر الشروط المذكورة مثل هياكل البراميل أو الصناديق أو يمكن تشكيلها على شكل أكوام”.

وعن الغذاء الواجب تقديمه للديدان، لفتت محاسن إلى: “وجود أطعمة مسموحة أطعمة ممنوعة، فالمسموح هو روث الحيوانات العاشبة بعد أن تخضع لعملية تخمير، ومخلفات المطبخ من خضار وفواكه، وأعشاب الحديقة وأوراق الأشجار والكارتون الخالي من الحبر والصبغات”.

وأكملت محاسن: “بينما الأطعمة الممنوعة فهي البصل والثوم والدهون والشحوم والبروتين العالي والتي تحوي الشمع والصمغيات، حيث نقوم بجمع المخلفات في الحوض بنسب متفاوتة، ونقوم بترطيبها وزراعة الديدان فيها”.

وفيما يخص كتلة الديدان المستخدمة في الحوض، قالت محاسن: “يقسم الجواب إلى قسمين أو محورين، فإنتاج السماد يتطلب وجود مالا يقل عن سبعة كيلو ديدان في المتر الواحد، وذلك حسب نوع هذه الديدان، أما التكاثر وإنتاج السماد معاً يتطلب وضع كيلو او أقل من الديدان في المتر الواحد”.

وعن آخر المراحل، أوضحت محاسن أنها: “عملية الفرز الاحواض، حيث نتوقف عن وضع الطعام للديدان في الحوض لمدة لا تقل عن 25 يوماً، ونقسم الحوض ونضع طعاماً جديداً ونوفر ترطيباً للبيئة الجديدة، فينتقل الدود عليها”.

وتابعت محاسن: “نحتاج فترة 45 يوماً كي تنتقل معظم الديدان للبيئة الجديدة، فننقل ما نسميه (الدبال) إلى غرفة تهويتها جيدة ليجف السماد ويسهل غربلته، حتى نحصل على منتج رائع يسمى بالذهب الأسود أو (الفيرمي كومبوست).

وأضافت محاسن أن: “المشروع انتشر بشكل واسع وبات مصدر رزق لما يقارب 200 عائلة تعمل به، بالإضافة إلى الطلب الكبير من المزارعين على تخصيب أراضيهم بهذا السماد، خصوصاً وأن سعر هذا السماد غير مرتفع الثمن”.

وختمت محاسن أن: “الطبيعة خير مورد للإنسان إن أحسن استغلالها بشكل مناسب، وبشكل خاص كون تراب سوريا يعتبر خصباً وبيئة مناسبة جداً للزراعة، والفقر لا يقترب من أحد إن نهض للعمل بكل طاقته”.

هل أعجبتك فكرة المشروع الخاص من المنزل؟ شاركنا رأيك في قسم التعليقات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى