على الرغم من كونها إحدى بلدان العالم العربي، إلا أن أخبارها تعتبر شحيحة بالنسبة لأخبار البلاد العربية الأخرى.
إضافة إلى موقعها المميز من قارة آسيا، فهي تتربع في الزاوية الشرقية الجنوبية لشبه الجزيرة العربية، تمتلئ سلطنة عمان بالعجائب الطبيعية والجمال المعماري.
لذا جمعنا لكم في هذه المقالة مجموعة من المعلومات عن هذا البلد الرائع:
1. عمان هي أول دولة عربية نالت استقلالها
خريطة عمان.
حكم آل بو سعيد عمان منذ عام 1744، فكانت حينها إحدى أكثر الدول العربية التي حافظت على عزلتها وتقاليدها، وتحديداً التقاليد البدوية، حتى سبعينيات القرن الماضي حينما أصبح السلطان قابوس حاكمها.
لكن تاريخ عمان القديم يمتد لنحو 5000 عام، حينها كانت منطقة ظُفار مشهورة بتجارة اللبان، وكانت تحوي الكثير من أشجار اللبان بسبب المناخ الموسمي الذي تمتاز به المنطقة.
هناك أسطورة تقول أن الملكة بلقيس، ملكة ما كان يُعرف بمملكة سبأ، زارت سليمان ملك إسرائيل حاملة معها السائل المستخرج من أشجار اللبان.
تبقى تلك مجرد أسطورة، لكن من المعروف أن نوعية اللبان –بالإضافة إلى موقع عمان الاستراتيجي– ساعدا في تجارة اللبان مع بلاد فارس والهند وأفريقيا.
في المقابل، يعود تاريخ الاستيطان البشري في عمان لما يقل عن 106 آلاف سنة، ما يجعلها إحدى أقدم الأماكن المأهولة بالبشر.
بحلول عام 1507، وصل البرتغاليون إلى المنطقة وأبدوا اهتماماً كبيراً بموقع عمان الاستراتيجي، خصوصاً في تجارتهم البحرية مع الهند.
هاجم البرتغاليون الموانئ العمانية واستعمروا مدناً ساحلية، مثل مسقط وصور وصُحار.
استمر الوجود البرتغالي نحو 150 عام، حتى استطاعت القبائل العمانية طردهم.
لا تزال بعض الآثار المعمارية الاستعمارية موجودة في القلاع التاريخية لعمان.
2. عمان دولة خالية من الإرهاب
وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي، تُعتبر عمان أكثر دولة آمنة في العالم العربي.
ففي تقرير بين عامي 2016 و2017، كانت عمان في ذيل القائمة، ما يعني أن مؤشر الإرهاب فيها هو 0، أي أنها واحدة من أكثر الدول أماناً.
وفقاً للكثير من مواقع الترحال والسفر، لاحظنا أن عمان بلد آمن جداً وشعبه لطيف خاصة تجاه السياح، كما أن معدلات الجريمة منخفضة جداً، وباستثناء بعض الأمور التي تحصل في جميع المدن الكبرى (كسرق المحفظات مثلاً)، لن تصادف أي مشكلة إذا قررت السفر إلى هناك، كما بإمكان النساء السفر لوحدهن بلا الحاجة إلى ذكرٍ معهن.
3. المها العربية ومكانتها الخاصة في عمان
المها العربية.
المها العربية هي من الحيوانات التي تعيش في شبه الجزيرة العربية، وللأسف، هي إحدى الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر.
وعلى الرغم من تواجدها في معظم مناطق الصحراء العربية، لكن عمان تُشتهر بها بشكل خاص.
هناك محمية خاصة بها في عمان، وتُعرف هذه الكائنات لدى أهل المنطقة باسم «بن سولع»، أو «الوضيحي» لكونها بيضاء اللون.
تعيش هذه الحيوانات في الوديان والكثبان الرملية والمناطق الصخرية والسهول الحصوية، وتراها تسترخي تحت ظلال الأشجار أيضاً، فهي متكيفة مع العيش في تلك البيئات.
لحسن الحظ، هناك الكثير من الجهود الدولية المبذولة للحفاظ على هذا الكائن، حيث عملت عمان بشكل خاص في ثمانينيات القرن الماضي على إكثار هذه الحيوانات لعامين، ثم إطلاقها في البراري لتمارس حياتها الطبيعية.
4. العمانيون وبناء السفن
عندما تنظر إلى خريطة عمان، تُلاحظ أنها محاطة بالبحار والمحيطات من ثلاث جهات، الشمال والشرق والجنوب.
وبسبب طول سواحلها وقربها من الخليج العربي والمحيط الهندي، كان بناء السفن واحداً من النشاطات الرئيسة والقديمة جداً لسكان المنطقة، وكان أيضاً مصدر الدخل الرئيس.
لم يمارس العمانيون بناء السفن فحسب، بل أصبحوا ماهرين جداً في هذه الحرفة، فالملاحة البحرية في عمان قديمة جداً، ووفقاً للحكومة العمانية، يعود تاريخ بناء السفن إلى ما بين الألف الخامس والألف الرابع قبل الميلاد، وهناك شهادات تاريخية كثيرة تؤكد اتصال العمانيين القدماء بحضارات بلاد ما بين النهرين.
نسخة مقلدة عن سفينة جوهرة مسقط، والتي يعود تاريخها إلى القرن التاسع.
هناك أنواع مختلفة من السفن العمانية المميزة، مثل الغنجة والسمبوق والبدن وغيرها، لكل واحدة منها ميزات فريدة.
واستُعمل في بنائها أنواع مختلفة من الأخشاب حسب كل سفينة. كانت مدن مثل صور بمثابة مركزٍ عالمي لتصنيع وإصلاح السفن.
5. يُعتبر العمانيون من أفضل مربي الخيول العربية
تُشتهر الخيول العربية بقدمها وموطنها الأصلي في شبه الجزيرة العربية، وهي أيضاً إحدى أكثر أنواع الخيول شهرة، وهي مرغوبة عالمياً.
يُعرف الخيل العربي من شكل رأسه وذيله المميزين، وتُشتهر تلك الخيول بقدرتها على التحمل وسرعتها وهدوئها وعظامها القوية.
كما تُعتبر أيضاً حيوانات سريعة التعلم وترضي صاحبها طالما يهتم بها.
هناك قصة تقول أن سلطان عمان، سعيد بن سلطان، أهدى الرئيس الأمريكي في القرن الثامن عشر زوجاً من الخيول العربية الأصلية. واليوم، تُعتبر عمان من أفضل الدول في مجال تطوير وإكثار سلالات الخيول العربية، كما تُعتبر رياضة سباق الخيل من الرياضات المشهورة لدى العمانيين.
6. تملك عمان 4 مواقع صنفتها اليونيسكو مواقعاً للتراث العالمي
نموذج للأفلاج التقليدية في سلطنة عمان.
صنفت لجنة التراث العالمي في منظمة اليونيسكو 4 مواقعاً في عمان ضمن قائمتها لمواقع التراث العالمي.
تتضمن هذه المواقع الأفلاج الخمسة، والفلج عبارة عن قناة مائية مصدرها فجوة من مكان مرتفع في الطبقات الصخرية.
حيث تساعد تلك الأفلاج في ري الكثير من المزارع، وتُعتبر المصدر الرئيس لمياه الري في عمان.
قلعة بهلاء.
ثاني موقع تراثي هو قلعة بهلا وسورها، وهي تقع قرب سوق بهلا في محافظة الداخلية، وهناك توجد واحة كبيرة تضم أسواقاً تقليدية وأبنية أثرية، بالإضافة إلى السور الذي يبلغ طوله نحو 13 كلم.
مستوطنة ومقابر بات.
أما الموقع الثالث فهو مستوطنة بات، حيث تقع في بات والخطم والعين، حيث يعود تاريخ تلك المستوطنة إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وهي ثاني موقع أدرجته اليونيسكو في قائمتها عام 1988.
أما الموقع الأخير فهو طريق اللبان، فكما علمنا سابقاً، كان لتجارة اللبان أهمية كبيرة في هذه المنطقة.
بالمناسبة، تنمو أشجار اللبان بشكل طبيعي في عمان، تحديداً في القسم الجنوبي من البلاد.
6. الكثير من القلاع والحصون الأثرية
قلعة نزوى.
في عمان، هناك عدة قلاع بُنيت ضمن فترات مختلفة من التاريخ.
تأسست قلعة نزوى مثلاً في خمسينيات القرن السابع عشر على يد الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي، واستغرق بناؤها 12 عاماً لأنها تقع فوق مجرى مائي.
تُعتبر هذه القلعة من أشهر المعالم في السلطنة ببرجها الذي يبلغ ارتفاعه 30 متر وتحصيناتها الفريدة، لكنها ليست الوحيدة.
هناك أيضاً حصن جبرين الذي بُني في أواخر القرن السابع عشر في مدينة بهلا في محافظة الداخلية على يد الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي، وهو ابن الإمام الذي بنى قلعة نزوى.
ما يميز هذا الحصن أنه بُني خلال أوقات السلام، لذا لم يكن قصراً للحماية، بل أقرب إلى مركز للعلم.
حصن جبرين.
كان الإمام مهتماً بالعلوم والفنون، ويشهد الحصن على ذلك من خلال شرفاته ونوافذه الخشبية المزخرفة والأقواس المخططة بالأحرف العربية، والأعمال الفنية الموجودة على أسقف الحصن.
يملك الحصن أيضاً برجي مراقبة، وعدداً من غرف الاستقبال والطعام، بالإضافة إلى مكتبة وصفوف للدراسة.
وفي مسقط، توجد قلعة الجلالي وقلعة الميراني، وهما قلعتان بناهما البرتغاليون، تقع الأولى على الجانب الشرقي من الميناء، بينما تقع الثانية على الجانب الغربي، فلعبت هاتان القلعتان دوراً مهماً في تحصين مسقط، بالإضافة لكونها محطة بالجبال.
تحولت القلعتان اليوم إلى متحفين، وتحويان أسلحة وخرائط وسجادات ومدافع وبنادق، جميعها عمانية.
7. القهوة هي المشروب الوطني
قهوة مع تمر.
إن تقديم القهوة للضيوف هو أمر شبه إلزامي في عمان، ويُعتبر من أصول الضيافة.
لا يقتصر تقديم القهوة على المشروب نفسه فحسب، بل عادة ما يقدم العمانيون التمر والفواكه والحلويات معها.
وعادة ما يحضّر العمانيون قهوتهم مع الهال (أو الهيل)، ويشربونها عدة مرات في اليوم. بالمناسبة، تزرع القهوة في عمان، ولا شك أن تحضيرها يدوياً يكسبها طعماً خاصاً.
8. السلاحف الخضراء
سلحفاة خضراء.
السلاحف البحرية الخضراء هي أيضاً إحدى الكائنات المهددة بالانقراض، لكن في عمان، هناك محمية خاصة تُدعى رأس الجنز في القسم الشرقي من البلاد، تهاجر إليها السلاحف الخضراء دوريًا لوضع بيوضها.
نسقت الدولة جولات سياحية خاصة كي يتعرف العالم على عملية وضع البيوت تلك، والتي عادة ما تبدأ في الصباح الباكر قبل شروق الشمس.
بإمكان الزوار أيضاً مشاهدة السلاحف الخضراء الصغيرة أثناء خروجها من البيوض وعودتها إلى البحر.
يُمنع صيد تلك الأسماك في محمية رأس الجنز، ويُعاقب من يقوم بذلك بشدة لضمان بقاء هذه الكائنات.
9. الأبواب العمانية الخشبية المزخرفة
في الحقيقة، العمارة العمانية مبهرة جداً سواء من ناحية التصميم أو البناء.
فجميع القلاع والحصون والأبنية والقصور والمنازل العمانية تشهد على ذلك.
الخشب والأغراض المصنوعة منه وافر الوجود في عمان، حيث استخدم العمانيون الخشب لبناء المنازل والسفن، وكان لأبواب البيوت فنّ خاص.
باب عماني.
فباب المنزل الرئيس ليس كالأبواب العادية، بل مزوّد أيضاً بباب أصغر على جانبه، وغالباً ما يُحاط الباب بإطار خشبي مزخرف، والكثير من الأبواب مزخرفة أيضاً.
ففي صور مثلاً، بإمكان مشاهدة تلك الأبواب ذات الإطار الخشبي المتقوس من الأعلى والمزين بزخارف من أشجار النخيل، وكذلك زخارف أخرى مشابهة أو مطابقة على مصراع الباب الأصغر.
تحوي الكثير من المنازل العمانية أيضاً صناديق خشبية لا يزيد طولها عن متر وعرضها نصف متر، وقد تزُود أيضاً بجرارات في أسفلها.
وهي أيضاً مزخرفة ومزينة إما بخطوط هندسية أو نجوم أو حلقات أو غيرها من الأنماط. يعشق العمانيون زخرفة منازلهم وأبوابهم ونوافذهم وأسقف المنزل أيضاً.
وحتى اليوم، هناك الكثير من البيوت المزخرفة بالحجارة أو المعادن.
10. ماونتن دو، المشروب غير الكحولي الأكثر شعبية في البلاد
لاحظنا أن الكثير من الأشخاص يذكرون هذا الأمر، وتبيّن لنا أن العمانيين يحبون مشروب «ماونتن دو» الغازي، لدرجة أن المشروب احتكر السوق بدون منافس، ومنذ طرح المشروب في البلاد، أصبح العمانيون أكثر شعب يستهلكه في المنطقة، وأصبح يُسمى «كحول عمان» على الرغم من أنه مشروب غير كحولي.
يُقال أنه عندما حاولت «كوكا كولا» دخول السوق، اكتشفت أن مبيعاتها منخفضة بشدة ولا تقارن بأي بلدٍ آخر.
يبدو أن العمانيين لا يفضلون سوى احتساء «ماونتن دو».
11. نسبة المتعلمين كبيرة جداً
جامعة السلطان قابوس.
من الأمور التي قد يفاخر بها العمانيون هي نسبة المتعلمين في البلاد.
ففي عام 2003، كانت النسبة كبيرة إلى حد ما ووصلت 81.36%، لكنها ارتفعت إلى مستويات هائلة جداً لتصل إلى 93.04% عام 2015، و95.65% عام 2018، وهي لا تزال في ارتفاع مستمر، ما يعني أن أغلبية المواطنين العمانيين متعلمون.
12. الخنجر العماني
خنجر عماني يعود لنحو عام 1924.
نشأ هذا الخنجر في عمان ووصل إلى الدول الأخرى في حقبة الإمبراطورية العثمانية.
كان الهدف الأساسي منه هو الدفاع عن النفس، لكنه اليوم أصبح رمزاً أكثر من كونه سلاحاً، فهو رمز للفخر، وبإمكاننا رؤيته على علم سلطنة عمان والريال العماني أيضاً.
هناك أنواع متعددة للخنجر العماني، فهناك الخنجر السعيدي ذو نقوش التكاسير الفضية من الأعلى إلى الأسفل، ونقوش على شكل مربعات متداخلة بزخرفات عمانية في صدر الخنجر.
وهناك الخنجر النزواني، الذي يرجع اسمه إلى نزوى ولاية نزوى القديمة الواقعة اليوم في محافظة الداخلية، وهناك الكثير من الأسواق التي تبيع هذا الخنجر هناك.
ويوجد نوع آخر يُدعى الخنجر الباطني، أو الساحلي لأنه موجود في محافظة شمال الباطنة المطلة على ساحل بحر عمان، وهناك أيضاً الخنجر الصوري والخنجر الجنوبي…
الاختلافات بين الأنواع كثيرة ولا مجال لتعدادها هنا، لكن لكل واحد نقوش مختلفة، بل أنها تمتاز عن بعضها أيضاً بالمادة المصنوعة وهيئة الخنجر.
هل تعرف معلومات أخرى عن هذه الدولة المتميزة؟ أخبرنا في قسم التعليقات.
المصدر: دخلك بتعرف