إن الأشخاص القائمين على عمل ما والذين يتم اختيارهم بدقة وعناية للنهوض بمشروع معين، ربما يكونون سبباً رئيسياً من أسباب نجاح العمل والتقدم به.
حيث يتمتع جيسون بالارد برؤيته الخاصة في مجال الهندسة المعمارية، وهو الرّئيس التّنفيذي والمؤسّس المشارك لشركة “ICON” الهندسية للطباعة ثلاثيّة الأبعاد.
وقد قامت شركة “ICON” بالتعاون مع بيارك إنجلز وغيره من الشخصيات المعروفة في عالم الهندسة المعمارية.
ومنذ إطلاقها في عام 2017، تلقّت شركة “ICON”، ويقع مقرّها في أوستن، نصف مليار دولار من التمويل، وفازت بعقدٍ مع وكالة “ناسا” الفضائيّة.
وإذا سارت الأمور وفقًا للخطّة، يعني ذلك أنّ “ICON” ستبدأ بالبناء على سطح القمر قبل نهاية هذا العِقد.
ولكن قبل ذلك، أراد رئيسها التنفيذي مناقشة مشروع مخصّص للكرة الأرضيّة.
وبرز اسم “ICON” عبر إنشاء منازل باستخدام خرسانة عالية القوة يُطلق عليها اسم “Lavacrete” مطبوعة على شكل طبقات لتشكيل الجدران.
وتقوم آلة ضخمة تُدعى “فولكان” بعمليّة الطّباعة.
وكشفت الشركة عن أول منزل لها في عام 2018، ومنذ ذلك الحين توسّعت عملياتها من بناء مجموعة من 6 منازل في عام 2020 إلى بناء مجتمع يضم 100 منزل شمال أوستن لا يزال قيد الإنشاء حاليًا (أكبر مجتمع مبنى بالطّباعة في الولايات المتحدة).
وتتمتّع أعمال “ICON” بسمة مشتركة، أي بناء منازل للأشخاص المحرومين، بما في ذلك أماكن إقامة على المدى الطويل للمشرّدين، وغالبًا ما يتم ذلك بالتعاون مع المؤسسات غير الربحيّة.
ويُعد إنشاء مساكن ميسورة التكلفة من أهدافها أيضًا، ودفع ذلك الشركة لإطلاق مسابقة تصميم تُدعى “Initiative 99” الشهر الماضي.
وتسعى “Initiative 99” وراء منازل يمكن طباعتها باستخدام التقنية ثلاثية الأبعاد مقابل 99 ألف دولار أو أقل.
وأفاد نصف الأمريكيين تقريبًا بأنّ الإسكان ميسور التّكلفة يمثّل “مشكلة كبيرة” في منطقتهم، بحسب ما وجدت دراسة استقصائيّة أجراها مركز “بيو” للأبحاث في عام 2021.
وأشارت نائب رئيس أمن الإسكان والدخل في مركز الأبحاث الأمريكي “Center on Budget and Policy Priorities”، بيغي بايلي، إلى أن الكثير من الأشخاص في الولايات المتحدة يعانون من أجل دفع تكاليف سكنهم.
وقالت بايلي لشبكة CNN عبر البريد الإلكتروني: “حتّى قبل الجائحة والرّكود الاقتصادي، عاش 23 مليون شخص في 11 مليون منزل منخفض الدخل خصّص أكثر من 50% من دخله للإيجار”.
وأضافت بايلي أنّ “الطّرق المبتكرة لبناء المساكن عبارة عن خطوة واعدة نحو خلق المزيد من المساكن ميسورة التّكلفة”.
ويأمل بالارد أن تتلقّى المسابقة مشاركات مُصمّمة خصيصًا لتلبية احتياجات مختلف الثّقافات، والسّياقات في جميع أنحاء العالم، ومعالجة احتياجات وتحديات محدّدة.
من عالم آخر
وقال بالارد إنّ جميع مشاريع شركة “ICON” تغذّي بعضها البعض.
وعلى سبيل المثال، تم تطوير برمجيّات مراقبة ودعم الأنظمة التي ستُستخدم في منازل “Initiative 99” كجزءٍ من مبادرة “مشروع أوليمبوس”، والتي تبحث في بناء هياكل مطبوعة ثلاثيّة الأبعاد على القمر.
وتم الكشف عن التصاميم المفاهيميّة للقمر، المُصمّمة بالتعاون مع مجموعة “بيارك إنجلز”، في عام 2020، ومنحت وكالة “ناسا” الفضائية شركة “ICON” عقدًا بقيمة 57 مليون دولار في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2022.
وبدلاً من خرسانة “Lavacrete”، تختبر “ICON” فكرة استخدام الحطام الصّخري القمري، والغبار الغني بالمعادن، والصّخور التي تغطّي سطح القمر.
ويمكن صهر الحطام الصّخري بالليزر، وفقًا لما ذكره بالارد، وتحويله إلى مادّة صلبة، ومتينة، تمتص الإشعاع، وشبيهة بالسّيراميك.
وأشار بالارد إلى اختبار أجزاء من نظام البناء في الفضاء الحر، مع اختبارها بعد ذلك عند محاكاة الجاذبيّة القمريّة، وذلك قبل إرسالها إلى القمر في عامي 2026 أو 2027.
ولا توجد خطط لتشييد قاعدة قمريّة حتّى الآن، ولكن ستمثّل اختبارات “ICON” خطوة مهمّة في ذلك الاتجاه.
ويدرك بالارد أنّ خرسانة “Lavacrete” تحتوي على الإسمنت المتمتّع ببصمة كربونيّة كبيرة، مضيفًا أنّ الشّركة تبحث عن طرقٍ لاستخدام مواد بناء محليّة المصدر على الأرض يمكنها منافسة الخرسانة.
توسيع النطاق
وأكّد بالارد أنّ “ICON” تخطط أيضًا لطباعة مباني متعدّدة الطّوابق، لافتًا إلى أنّ الشّركة تعمل على تطوير الجيل التالي من نظام “Vulcan” للطّباعة القادر على بناء مشاريع أكبر بكثير.
ويرغب بالارد في أنّ تُحقق الشّركة مشاريع واسعة النّطاق مبنية بتقنية الطّباعة ثلاثيّة الأبعاد، مع التّركيز على الإسكان ميسور التّكلفة.
وعندما يأتي الأمر لمبادرة “Initiative 99″، سيتم إصدار التصاميم الفائزة مجّانًا، ما يعني تمكّن أي شخص يتمتّع بالأدوات اللازمة من تشييد المنازل بنفسه.
ومن المقرر تمكّن أي شخص يتمتّع بالأدوات اللازمة من تشييد المنازل بنفسه، وذلك بعد صدار التصاميم الفائزة مجّانًا، من قبل مبادرة “Initiative 99”.
المصدر: CNN Arabic