تسعى الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع الطاقة المتجددة إلى إقحام الأخشاب في عالم توربينات الرياح.
حيث تتشارك شركتا آر دبليو إي رينيوابلز الألمانية ودفيون السويدية لتوريد أبراج خشبية لمزارع الرياح البرية المستقبلية إلى شركة آر دبليو إي.
نظراً لكون الخشب مادة متجددة يمكنها إجراء تخفيضات جذرية في الانبعاثات.
وتمتلك آر دبليو إي -بصفتها واحدة من الشركات الرائدة في العالم في مجال الطاقة المتجددة- خططًا طموحة لزيادة قدرتها الإنتاجية مع تقليل انبعاثات الكربون، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتهدف هذه الشراكة إلى التحقق من تقنية الأبراج الخشبية وتحضيرها لصالح شركة آر دبليو إي، لتزويد مزارع طاقة الرياح المستقبلية بأبراج خشبية، بمجرد توافر الأبراج في السوق، بحسب ما أورده موقع آر دبليو إي في السويد (se.rwe)
إمكانات سوقية كبيرة
قال رئيس الابتكار والتنمية البرية في بلدان الشمال لدى شركة آر دبليو إي رينيوابلز، لارس بوريسون: “إننا نرى أن الأبراج المعيارية المصنوعة من الخشب المصفّح تتمتع بإمكانات سوقية كبيرة”.
وأشار إلى أن تلك الأبراج يمكنها أن تسهم في خفض تكلفة إنتاج الكهرباء المتجددة الجديدة عن طريق استبدال أخرى صديقة للبيئة ومناخية “سمارت وود” بمكونات الفولاذ والخرسانة.
وأضاف: “ستقيّم آر دبليو إي برج مودفيون الخشبي، لاحتمال استعماله في مزارع الرياح المستقبلية”.
وأوضح أنه “حتى إذا استمر استعمال الفولاذ في بناء أجزاء كثيرة من توربينات الرياح، فإن الأبراج الخشبية لديها القدرة على أن تصبح مادة تكميلية مهمة في بناء الأبراج”.
ووفقًا لمسح أجرته شركة مودفيون، المعنية بتسريع الانتقال إلى الطاقة والمواد المتجددة من خلال بناء أبراج توربينات الرياح المصنوعة من الخشب المصفح، فإن ما يقرب من 4 من كل 10 سويديين يشعرون بمزيد من الارتياح بشأن طاقة الرياح إذا كانت الأبراج مبنية من الخشب.
صورة من داخل برج خشبي حامل لتوربينات الرياح
تقليل الانبعاثات
قالت المديرة المالية، المديرة التنفيذية بالإنابة لدى شركة مودفيون، ماريا لينا هيدلوند: “يمكن لتقنيتنا أن تساعد صناعة الرياح على تقليل الانبعاثات بصورة كبيرة، مع تسهيل وصول الأبراج العالية إلى رياح أقوى”.
وأضافت: “إنه لأمر رائع أن نرى شركات رائدة مثل آر دبليو إي تتطلع إلى دعم الابتكار الذي يمكّن الطاقة المتجددة من المواد المتجددة”.
وأوضحت: “تتطلّب صناعة الرياح توربينات أكثر ارتفاعًا، ويوفر برج توربينات الرياح الحاصل على براءة اختراع من مودفيون حلًا فعّالًا من حيث التكلفة”.
وبيّنت أن “الخشب المصفح أقوى من الفولاذ بما يتناسب مع وزنه، ما يعني وجود أبراج أخف وزنًا وأقل حاجة إلى تعزيزات باهظة الثمن”.
وقالت ماريا لينا هيدلوند: “يمكن نقل مكونات الأبراج بسهولة، دون الحاجة إلى وسائل نقل خاصة باهظة الثمن، وإغلاق الطرق وإجراءات تصاريح الطويلة”، بحسب ما أورده موقع آر دبليو إي في السويد (se.rwe) في 30 مارس/آذار.
وألمحت إلى أن “زراعة الأشجار ترتبط بثاني أكسيد الكربون، الذي يُخزن في المنتجات الخشبية التي تعمل بصفتها حوضًا لتجميع الكربون، ويسمح البناء باستعمال الخشب بتخفيضات جذرية للانبعاثات مقارنة بالمواد التقليدية مثل الفولاذ والخرسانة”.
وأكدت أن “الهدف هو زيادة استدامة طاقة الرياح. وتتمتع أبراج التوربينات المصنوعة من الخشب بإمكان أن تكون مكونًا مهمًا في مساعدة صناعة طاقة الرياح، على أن تصبح محايدة كربونيًا تمامًا للكربون”.
وبصفتها واحدة من الشركات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة في العالم، فإن هذه الشراكة تتماشى جيدًا مع هدف شركة آر دبليو إي المتمثل في أن تصبح شركة محايدة كربونيًا بحلول عام 2040، بحسب رئيس الابتكار والتنمية البرية في بلدان الشمال لدى شركة آر دبليو إي رينيوابلز، لارس بوريسون.
ووفقًا لتحليل دورة الحياة من معهد الأبحاث السويدي آر آي إس إي، فإن استعمال برج خشبي يقلل من الانبعاثات بنسبة 90%، مقارنة ببرج فولاذي تقليدي بالارتفاع والحمل نفسهما.
وذكر التقرير “أنه بالنظر إلى أن الخشب يخزّن الكربون، فإن تأثير البرج في المناخ سيكون قليلًا”.
وأردفت ماريا لينا هيدلوند: “البرج التقليدي هو المسؤول عن الجزء الأكبر من الانبعاثات التي تنشأ من إنتاج توربينات الرياح، باستعمال الخشب، يصبح البرج سالبًا للكربون، ما يؤدي إلى تخزين المزيد من الكربون أكثر مما ينبعث في أثناء الإنتاج”.
وستركب شركة مودفيون السويدية أول توربينات رياح تجارية لها خلال عام 2023.
وسيجري تركيب البرج الخشبي مع توربينة رياح بقدرة 2 ميغاواط في الأعلى، بما في ذلك الشفرات، وسوف يبلغ ارتفاعه 150 مترًا، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
على صعيد آخر، تخطط مودفيون لتركيب توربينات رياح بقدرة 6 ميغاواط، وستكون أحد أكبر التوربينات المستعملة على الأرض.
كما تتم دراسة تركيب أحد أكبر التوربينات المستعملة على الأرض، بقدرة 6 ميغاواط من قبل مودفيون.