منوعات

بعد بحث دام 20 عاماً ..”كوكب داخل الكوكب” إليك ماذا وجد العلماء في اللب الداخلي للأرض

من المعروف عن كوكب الأرض أنه يقسم إلى ثلاث طبقات رئيسية وهي من الخارج إلى الداخل: القشرة الأرضية ثم الوشاح ثم اللب.

وبدورها، تُقسم طبقة اللب إلى قسمين رئيسيين هما: اللب الخارجي، ويليه اللب الدخلي.

لكن العلماء اليوم خرجوا باكتشاف جديد يفيد بكرة كثيفة من الحديد داخل اللبّ الداخليّ للأرض، تُعرف باسم “اللبّ الدّاخلي الأعمق”، والتي لا يزيد عرضها عن 650 كم.

يوفّر اكتشاف اللبّ الدّاخلي الأعمق رؤى جديدة حول تكوين الأرض وتطوّرها، ويمكن أن يكون لها آثار على قابليتها للسكن بمرور الوقت.

اعتمدت الدراسة على الموجات الزلزالية والبيانات من محطات الرصد الزلزالي العالمية للكشف عن وجود اللبّ الداخلي الأعمق.

اكتشف علماء من الجامعة الوطنيّة الاستراليّة نواة داخليّة لم تتمّ ملاحظتها سابقاً داخل اللبّ الدّاخلي للأرض، وأطلقوا عليها اسم اللبّ الداخلي الأعمق، وهو الجزء الأكثر كثافة من كوكبنا والذي يتكون في الغالب من الحديد.

قد يوفّر هذا الاكتشاف رؤى جديدة حول تاريخ تكوين الأرض وتطوّرها ويمكن أن يكشف عن أحداث عالميّة مهمّة حدثت في ماضي الكوكب.

يشبه اللبّ الدّاخلي كبسولة زمنيّة من تاريخ الأرض.

أثناء نموّه، يطلق الحرارة والضّوء الّذي يدفع الحمل الحراري في اللبّ الساّئل الخارجي، والذي يقوم بتشغيل المولّد الذي يحوّل الطّاقة الحركيّة إلى طاقة مغناطيسيّة، ممّا يحافظ على المجال المغناطيسي العالمي للأرض.

يمكن أن تؤدّي التّغييرات في اللبّ الدّاخلي إلى تغييرات في المولّد، والتي يمكن أن يكون لها آثار على قابلية الأرض للسّكن بمرور الوقت.

يعدّ اكتشاف اللبّ الدّاخلي الأعمق أمراً مهمّاً لأنّه يوفر دليلًا على حدوث تغيير جوهري في نمو اللّب الدّاخلي في مرحلة ما من ماضي الأرض.

لكن اكتشاف المزيد حولها ظل أمراً صعباً، ويرجع ذلك جزئياً إلى حجبها بواسطة طبقات عديدة أخرى، وجزئيّاً لأنّ وضع المحطّات الزلزالية في الأماكن الصّحيحة قد يكون من الصعب القيام به.

ومع ذلك، استخدمت الدّراسة الّتي قام بها عالما الزلازل ثانه سون فوم وهرفوجي تكاليتش من الجامعة الوطنية الأسترالية، طريقة لاستخراج البيانات الموجودة في اللبّ الداخلي الأعمق من تسجيلات الموجات الزّلزالية الّتي ترتدّ داخل الأرض للحصول على خريطة مفصّلة لباطن الكوكب.

من خلال تكديس البيانات من الملاحظات الزلزالية التي لم تتم ملاحظتها وغير مستخدمة من قبل للموجات الارتدادية عبر الجزء الأكبر من الأرض على طول قطرها حتى خمسة أضعاف، سمحت تلك البيانات بتضخيم الإشارة لعدّة أحداث زلزالية كبرى، وبالتالي إجراء تحقيق أكثر تفصيلاً للنوّاة الداخلية مما تم تحقيقه سابقاً.

وكشفوا عن وجود اللّب الدّاخلي الأعمق، الّذي لا يزيد عرضه عن 650 كيلومتراً، وهو مصنوع من الحديد الكثيف.

توضّح الدراسة أن الإجابات على أسرار باطن الأرض قد تكون بالفعل في انتظار البيانات حتى يكتشفها شخص ما.

النّتائج هي نتيجة للنموّ غير المسبوق لبيانات شكل الموجة الرقمية، وقد تلهم المزيد من التّدقيق في السجلات الزلزالية الحالية للكشف عن الإشارات المخفيّة التي تُلقي الضّوء على باطن الأرض العميق.

يقترح الباحثون أنّ الجهود المستقبلية يجب أن تركّز على توصيف النّواة الداخلية الأعمق، اللب الداخلي، والحدود بين الاثنين.

نُشرت الدراسة في Nature Communications وتفتح آفاقاً جديدة للبحث في باطن الأرض، يمكن أن تؤدي إلى فهم أفضل لتاريخ كوكبنا وتطوره.

حيث وصل العلماء في دراساتهم إلى الكثير من المعلومات عن كوكب الأرض، ولكنها لا تكفي لفهم تاريخ الكوكب وتطوره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى